ماذا قال أوباما لنتنياهو عن المفاوضات مع الفلسطينيين؟

بقلم: براك ربيد

حث رئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اثناء اللقاء بينهما، أول من أمس،على التقدم بسرعة أكبر في التفاوض مع الفلسطينيين وعلى البدء بتباحث جدي في القضايا الجوهرية، وهي الحدود والأمن واللاجئون والقدس.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الادارة الأميركية لصحيفة "هآرتس": إن اوباما ونتنياهو تحدثا طويلا الى جانب التباحث في الشأن الذري الإيراني، في الشأن الاسرائيلي- الفلسطيني. وقال أوباما لنتنياهو إنه يُقدر الخطوات القاسية التي قام بها لاستئناف التفاوض، ولا سيما الافراج عن السجناء.
وحدّث اوباما نتنياهو عن لقائه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على هامش جلسة الجمعية العمومية في نيويورك، الاسبوع الماضي، وفي ذلك اللقاء طلب عباس الى اوباما أن تزيد الادارة الأميركية مشاركتها في التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين.
وذكر مسؤولون فلسطينيون كبار أن عباس قال آنذاك لأوباما إن التفاوض يسير في مكانه الى الآن وإنه لم يبدأ الى الآن تباحث جدي في قضايا حدود الدولة الفلسطينية وترتيبات الأمن التي استقر رأي الجانبين على بدء المحادثات بها. ويزعم الفلسطينيون أن طريق التفاوض الاسرائيلي قد عرض الى الآن مواقف عامة فقط، ولم يوافق حتى على مبدأ تبادل الأراضي.
"قال الرئيس اوباما لرئيس الوزراء نتنياهو: إنه كي تؤتي المحادثات نتائج يجب تعجيلها نحو تباحث جدي في القضايا الجوهرية"، ذكر المسؤول الأميركي الكبير، "وأكد الرئيس لنتنياهو أن المحادثات كانت مستمرة منذ شهر ونصف، واذا لم نصل قريبا الى تباحث جدي كهذا ستنفد الشهور التسعة التي حُددت للتفاوض".
وذكر المسؤول الأميركي الكبير ايضا أن اوباما قال لنتنياهو إن الفلسطينيين ايضا خطوا خطوات قاسية من جهة سياسية لاستئناف التفاوض كتجميد الاجراءات أحادية الجانب في الامم المتحدة، والاستعداد للتخلي عن الشرط السابق، وهو تجميد البناء التام في المستوطنات وشرقي القدس.
"تحسّن الجو بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، قال المسؤول الأميركي الكبير. "انظروا الى الجمعية العمومية في هذه السنة. فبعد أن كنا تعودنا أن يدفع الفلسطينيون قدما بإجراءات أحادية الجانب لم يعد يوجد شيء من ذلك فجأة. ولم تكن خطبة أبو مازن ايضا خطبة مجابهة وعدوان، كما في سنوات خلت. ويجب أن نستغل هذا الحراك كي نتقدم".
إن الكلام الذي قاله اوباما في الشأن الفلسطيني اثناء اللقاء، أول من أمس، قد يشهد على رغبة أميركية للحصول من نتنياهو، لأول مرة منذ تولى منصب رئيس الوزراء، على موقف محدد بشأن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
برغم الجو الايجابي في اللقاء وفي المؤتمر الصحافي بعده، صدر عن رئيس الوزراء نتنياهو في كلامه اشارة الى اختلاف مع الأميركيين في هذا الشأن. "ألتزم بالسلام وآمل أن تفضي الجهود الى انشاء سلام قابل للبقاء"، قال نتنياهو. "ونعلم أنه اذا دام السلام فعليه أن يكون مؤسسا على قدرة اسرائيل على حماية نفسها بنفسها، وآمل أن نستطيع احراز تغيير تاريخي يفضي الى مستقبل أفضل لنا ولجيراننا الفلسطينيين"، أضاف.
بعد اللقاء مع اوباما اجتمع نتنياهو مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في وزارة الخارجية في واشنطن. وقد أجرى كيري مكالمة هاتفية مع الرئيس عباس، قبل ذلك. وتناول جزء كبير من اللقاء بين كيري ونتنياهو مسيرة السلام مع الفلسطينيين والحاجة الى تعجيلها. وأبلغ نتنياهو كيري عن مضامين خطبته في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم (أمس) التي سيتناول فيها ايضا القضية الفلسطينية، وأكد كيري له التزامه بأمن اسرائيل.

هآرتس