وحيدا حيال العالم

بقلم: شالوم يروشالمي

”الصورة الاقوى لرئيس′ الوزراء نتنياهو في خطاب عديم الاحابيل يوم أمس في الجمعية العمومية للامم المتحدة، لمست التشبيه بين الرئيس الايراني المنصرف احمدي نجاد والرئيس الوافد روحاني. الاول هو ذئب في جلد ذئب، والثاني هو ذئب في جلد حمل، قال. ويمكن ان نسقط هذا التشبيه ايضا على نتنياهو والرئيس اوباما. نتنياهو هو ذئب في جلد ذئب تجاه ايران. أما اوباما، ففي افضل الاحوال، هو ذئب في جلد حمل.

رئيس الوزراء يكشف عن أسنان حادة، وهو يفترس كل المسيرة الدبلوماسية التي يتفانى العالم فيها اليوم، بعد أن وقع في الاغواء الساحر لروحاني. نتنياهو غير مستعد لان يصدق وغير مستعد لان يعطي فرصة لاي خطوة معتدلة تجاه الايرانيين: لا النووي المدني ولا التنمية الجزئية للنووي. لا محادثات نزع غير شفافة ولا رفع العقوبات. من يهمل في هذا الموضوع سيجد نفسه حيال كوريا الشمالية مضاعفة خمسين ضعفا، بالضبط مثل قصة ليلى الى اللحظة التي يأتي فيها الصياد، في هذه الحالة اسرائيل، وينقذها من فك الذئب النووي المتخفي.

لقد بنى نتنياهو، على طريقته، خطابا جيدا، وتحدث بشكل مقنع. فقد بدأ بالتاريخ المشترك، الفاخر والمتفائل الذي كان لشعب اسرائيل وللفرس في عهد الملك كورش، ولكنه سرعان ما وصل الى هامان الشرير الحديث، الذي يرتدي في كل مرة وجها آخر. من ناحية نتنياهو، فان الخميني، خامنئي، احمدي نجاد وروحاني هم ذات الشيء.

نتنياهو، كما هو متوقع، نجح في أن يكشف النقاب عن سلوك الايرانيين على مدى السنين، دورهم في الارهاب العالمي، في القمع الداخلي، في الارتباط مع الاسد وقتل الشعب الذي يقوم به، العبث في أن طهران تطور زعما سلاحا نوويا لاغراض سلمية، ولكنها تخفيه في باطن الارض في قم. ‘لم تتعلموا اي شيء من التاريخ’، وبخ نتنياهو العالم، ولا سيما الرئيس اوباما، بل رشق الحاضرين غير المبالين في قاعة الامم المتحدة بنظرة عابسة ومريرة.

وليس سهلا بالضرورة لاثبات هذا للعالم، الذي قبل بضعة أسابيع فقط علمنا كم يمتنع عن الحروب ويتطلع الى التسويات حتى مع الدكتاتوريين الذين يستخدمون السلاح غير التقليدي ضد ابناء شعبهم. صعب جدا الصدام مرة اخرى مع الرئيس الامريكي، وواضح اليوم ان الحديث في البيت الابيض لم يكن بسيطا. معقد جدا اعادة السيطرة على جدول الاعمال بعد أن اغلق الباب.

لقد عاد روحاني الى بلاده فرحا وطيب القلب، وأمريكا تغلق على نفسها وتنشغل حصريا بتأمينها الصحي. اما نتنياهو فيأخذ على عاتقه يوما آخر من الاعلام كي يدخل وسائل الاعلام الامريكية الى قلب المفاعل في نتناز. ليته ينجح، ولكننا نشك.

‘اذا لم يحصل هذا، فان نتنياهو يضع اسرائيل في رأس الجبهة حيال ايران، حتى لو اضطرت الى أن تقوم وحدها بالمهمة وتنقذ العالم. هذا نوع من التهديد المخيف الذي يعيدنا الى الايام التي كانت فيها المعركة متحفزة وكانت الطائرات توشك على الانطلاق.

السؤال الكبير هو اذا كان لنا اليوم ايضا القدرة على ان نعمل وحدنا، أم ان القطار قد فاتنا، وفي الطريق فقدنا ايضا العالم الذي يريد بالذات أن يسير في طريق آخر وان يرتبط بالروح الجديدة والمضللة التي تهب من جهة ايران.

معاريف