أخاف من اتفاق اوسلو القادم

بقلم: شلومو تسيزنا

‘لقاء مع نائب وزير الدفاع داني دنون

يُعد عمل نائب الوزير في السياسة المحلية لقب تشريف في الأساس، فهو بلا صلاحيات تنفيذ ويفضل الوزير في ذلك المكتب ألا يوجد هناك البتة. أما النواب من جهتهم فمعنيون بأن يزيدوا في اهمية المنصب الذي يُرى تحت منصب الوزير بدرجة واحدة وهو المنصب الذي يريدون احرازه في الجولة التالية. فهذا وقتهم لاثبات أنفسهم ولهذا يريدون أن يدفعوا قدما بأمور يمكن أن يعرضوها في الولاية التالية بأنها مسجلة بأسمائهم. وهذا بالضبط هو السبب الذي جعل عضو الكنيست داني دنون من الليكود، الذي برز في الولاية السابقة عضو كنيست نشيطا، يجمع قوة سياسية حينما لم يُخف آراءه اليمينية وعُين لمنصب نائب وزير الدفاع، وأصر وحصل آخر الامر من وزير الدفاع موشيه يعلون على مجالين يعالجهما وهما: جنود الاحتياط وتجنيد الحريديين والعرب. وقد أثبت دنون في الماضي قدرات تنفيذ، إذ كان عضو كنيست، وبنى خططا مرتبة ووضع أهدافا واضحة في هذين الموضوعين. ويريد دنون أن تذكروه بأنه ‘الأب الجديد لجنود الخدمة الاحتياطية’ في ما يتعلق بواحدة من الخطتين على الأقل.

‘إن نظام الخدمة الاحتياطية هو نظام لا يُستعمل بالأمر العسكري فقط، فهو نظام بشري واجتماعي عميق موجود عندنا في المجتمع الاسرائيلي’، بهذا بدأ دنون المقابلة الصحافية. وهو يدرس في الاسابيع الاخيرة الموضوع درسا عميقا ويلتقي هو ورجال من جهاز الامن، ومع ضباط كبار ومع المقاتلين في الميدان. ‘أتجول في تدريبات جنود الخدمة الاحتياطية واسألهم ما الذي يضايقهم. كنت على يقين من أنني سأسمع شكوى وتذمرا بسبب الطعام والبعوض، لكنني لقيت جيلا مختلفا من المقاتلين’.

‘ تما الذي يضايقهم مع كل ذلك؟

‘ ‘يتناول الزعم المركزي تقليص ايام الخدمة الاحتياطية وموضوعات صرف أجرة على الخدمة. والى ذلك يخشى جنود الخدمة الاحتياطية من أنهم غير مدربين بقدر كاف، وغير موجودين وقتا كافيا في الميدان ولا يعرفون بصورة جيدة التقنيات الجديدة التي يتم تحديثها طول الوقت وتدخل الى الخدمة. ويقلقهم أنهم لا يجربون بقدر كاف الوسائل الثقيلة، وهم غير موجودين وقتا كافيا في ميدان الرماية مع الاسلحة، أو مع القادة والرفاق في الجبهات. وينبغي أن تعطى لهم احسانات استخدامية تساوي مالا لتعزيز الشعور عندهم بأنه يوجد نظام لا ينسى في أي يوم في السنة أنهم يتركون الحياة في المنتصف ويلبسون الملابس العسكرية اياما طويلة’.

‘ويحصر دنون في هذا المجال عنايته في موضوعين: التخفيف في السكن على من يخدمون الخدمة الاحتياطية وانشاء منظمة استهلاكية ناجعة تمنح جنود الخدمة الاحتياطية فقط إحسانات. ‘إن الهدف هو تمكين جنود الخدمة الاحتياطية من شراء قسائم ارض وبيوت بأسعار زهيدة. وقد شاورت في هذا الامر وزير الاسكان اوري اريئيل ونحن نُعد خريطة لمكافأة رجال الخدمة الاحتياطية. وتشتمل الخريطة في مركزها على تخطيط لمنح قسائم ارض في مدينة البهادم، إن المسافات اليوم ليست ذات أهمية. لأنه يمكن الوصول الى مدينة البهادم في ساعة وربع الساعة من تل ابيب. كانوا في الماضي قد روجوا لمشروعات ناجحة على هذا النحو كما في مكابيم رعوت في حين لم يكن أحد يعرف المنطقة واعتقد الجميع أنها نهاية العالم. ويُخطط ايضا لأن يصل القطار الى هناك، وهذه ثورة بالنظر الى الأمد البعيد’.

لا يوجد ما يكفي من الردع

يقول دنون إن الرغبة في الاهتمام برفاه جنود الخدمة الاحتياطية ليست موجودة عنده فقط، ‘فقد صدرت عن حزبين مهيمنين في الائتلاف الحكومي، وهما البيت اليهودي ويوجد مستقبل قُبيل الانتخابات اقوال واضحة جدا في اطار النضال لاحراز عدالة اجتماعية لجنود الخدمة الاحتياطية. وقد حان الوقت الآن لقضاء الدين، وأنا هنا لأتحقق من أن الامور ستتحرك.

”صحيح أن الخطط تكلف مالا لكن يجب علينا أن نغير الوضع القائم. يوجد قانون خدمة احتياطية (قاد الى سنه سلفه في هذا المنصب متان فلنائي) سجل تقدما، لكنه غير جيد بقدر كاف. وقد قضى القانون بأن يستقر رأي كل مكتب حكومي على رزمة الاحسانات التي يصوغها لجنود الخدمة الاحتياطية. ولا يوجد هنا أي أمر مُلزم. فتعالوا اذا نفحص أي الاحسانات أُعطيت لجنود الخدمة الاحتياطية، إن وزارة النقل العام مثلا منحت تخفيفا في استصدار رخصة قارب. ما هذا؟ كم من جنود الخدمة الاحتياطية يملكون قوارب؟ أنا أنوي أن أجيء للوزراء بقائمة منظمة للاحسانات التي تعادل مالا وتمنح شعورا بأننا نولي جنود الخدمة الاحتياطية الاهتمام، وأنا على يقين من أن الوزراء سيسايرونني في هذا الموضوع′.

اتفاق لا يجوز في الليكود

يتولى دنون، فضلا عن عمله نائبا لوزير الدفاع، عمل رئيس مركز الليكود وهو يعتبر واحدا من الظهراء اليمينيين في الحزب. ولا تأتي مجالات عمله نائبا للوزير على حساب مشاركته في الشؤون السياسية الخارجية. كان أحد تصريحاته التي يتم تذكرها أنه ينبغي أن يُطرد من الليكود من يؤيد تسوية مرحلية. وقد جعله هذا القول الذي فُسر بأنه تهديد مباشر لرئيس الوزراء يواجه نتنياهو. فقد استُدعي بعد أن قال ذلك الى مساءلة في ديوان رئيس الوزراء وأوضح له أنه بسبب معارضة نتنياهو أصلا للتسوية المرحلية وسعيه الى التسوية الدائمة، لم يكن يقصده في الحقيقة. ”أنا قلق جدا من الشأن السياسي’، يذكر. ‘أنظر في داخل الغرفة التي يجري فيها الآن التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين بوساطة امريكية، واسأل من يمثلني، أعني ناس المعسكر الوطني؟ ومن يمثل 400 ألف مستوطن في يهودا والسامرة؟ هل تسيبي ليفني؟ إن مواقفها واضحة. فقد كانت هناك من قبل مع اولمرت الذي وافق على التخلي عن كل شيء. هل هو مارتين اينديك، الوسيط الامريكي الذي يفترض أن يكون ممثلا موضوعيا والذي كان قبل بضعة اشهر رئيسا زميلا في صندوق اسرائيل الجديد الى جانب المحامية تاليا ساسون، كاتبة تقرير البؤر الاستيطانية الشهير؟ أو ربما صائب عريقات… كان من الممكن في رأيي أن يُضم وزير من الليكود ممثلا للحكومة، لا ليفني’.

‘ ما الذي تقصده؟

‘ ‘لا يعلم أحد بآخر ما يجري في غرف التفاوض. لي صلات أستعملها في واشنطن باعضاء من مجلس النواب، لي صلة بهم كي أفهم الى أين تتقدم المحادثات’.

‘ هل يعلم نائب وزير الدفاع آخر التطورات بواسطة اصدقاء من واشنطن لا عنده في المكتب في تل ابيب؟

‘ ‘أحصل على آخر التطورات من كل مكان استطيع أن آخذ معلومات منه، فلا يجب علينا أن ننتظر الى أن تنتهي الاشهر التسعة لنرى آنذاك ما هي النتيجة التي سيأخذونها لاستفتاء الشعب فيها. إن عملي وعمل رفاقي في الليكود هو ألا نستيقظ ذات يوم في الصباح ليتبين لنا أنه يوجد اتفاق. وسيكون عدم مسؤولية منا أن نُمكّن لما حدث في اتفاقات اوسلو أو ما حدث قبل ثماني سنوات بالانفصال. إن كثيرين من رفاقي في الليكود ممن يوافقونني على آرائي يقولون لي: ‘لا تقلق، لن يوجد أي شيء. فهم يعتمدون على العرب الذين لن تلين مواقفهم’. ولست أشارك في هذا الشعور، فأنا أخاف من النتيجة’.

اذا شُكل اتفاق وقاد رئيس الوزراء الى اتفاق دائم وحاول أن يُجيزه في الليكود والشعب، فكيف ستتصرف؟

‘أنا ديمقراطي بطبيعتي. سأقنع وأعمل بكامل قوتي كي يكون موقف الليكود معارضا لتقسيم البلاد ومصالحة في شأن القدس. إن الجميع يعلمون الى أي نوع اتفاق يمكن أن تقود ليفني واينديك وعريقات، إنه اتفاق لا يجوز في الليكود. فالحديث عن قواعد واضحة وعن بدهيات. وسأعمل كي يكون الليكود والشعب ايضا معارضين لهذه التسوية. والسؤال ماذا سيفعل رئيس الوزراء وهل سيدع ليفني تصوغ اتفاقا كهذا. رأينا ما حدث مع اريئيل شارون الذي مضى على عكس موقف الحزب وقاد الانفصال. أعتقد أن الدرس قد تعلمه جميعنا في الصعيد القيمي وفي الصعيد السياسي حينما نرى الآن وضع حركة كديما’.

 

اسرائيل اليوم