يجب الاتفاق لحل المشكلة الذرية الايرانية

بقلم: يوسي بيلين

ما الذي أردناه بالضبط؟ هل أن يدرك العالم أن السلاح الذري في يد ايران خطير لا على اسرائيل فقط. هل أردنا أن يدرك العالم أنه رغم أن قادة ايران يُقسمون أغلظ الأيمان أن السلاح الذري يخالف الشريعة الاسلامية، وأن كل ما يبغون هو احراز قدرة ذرية لحاجات مدنية كانتاج الكهرباء، فانهم يقصدون في الحقيقة شيئا آخر؟

أردنا ايضا أن يدرك العالم أنه اذا تقرر العمل فانه يحسن العمل قبل أن يبلغ الايرانيون السلاح الذري لأن الهجوم على دولة ذرية أكثر خطرا. وأردنا أن يفرض العالم عقوبات مؤلمة جدا على ايران كي يبلغ تذمر المواطنين عنان السماء، ويعبر عن ذلك بطلب الى قادتهم أن يُحادثوا الغرب لضمان أن تكون المسافة بين قدرات بلدهم الذرية وانتاج السلاح الذري كبيرة بقدر كاف. إنه شيء يشبه ضربات مصر التي أفضت بفرعون الى ارسال آبائنا.

وما أردناه هو الذي يحدث ايضا. فقد أعلن زعيم العالم الحر على رؤوس الأشهاد أن الولايات المتحدة لن تُمكّن ايران من تطوير سلاح ذري. وزادت العقوبات على ايران قوة الى أن بلغ وضعها الاقتصادي شفا الهاوية.

وعبر الجمهور عن عدم رضاه عن القيادة الهاذية لمحمود احمدي نجاد، وفي اطار الوسائل الديمقراطية المحدودة جدا التي يملكها فضل المرشح الوحيد الذي يعتبر معتدلا نسبيا والذي يرغب في أن ينهي بطريقة سياسية المواجهة مع الغرب أي حسن روحاني.

يُذكرنا روحاني جدا برئيس ايراني سابق هو محمد خاتمي. بيد أن قوة روحاني في الحكم كما يبدو أكبر. فقد عين ناسا يعتبرون معتدلين نسبيا لمناصب رئيسة في حكومته، وحصل على المسؤولية عن ادارة التفاوض في الشأن الذري وهو يظهر في وسائل الاعلام العالمية من دون تهييج.

يبدو أن روحاني بلغ الى الحكم في طهران مع أجندة في أن ينقذ ايران قبل الانهيار بلحظة. وهو يريد أن يُحادث زعماء الغرب ويعرض محادثات أكثر جدية مما كان في الماضي في الجوانب المختلفة لتطوير قدرة بلده الذرية.

ما الذي يجب على قادة العالم الحر أن يفعلوه في هذه المرحلة؟ لا يحق لهم أن يقولوا لروحاني سمعنا بكم وبحسن ابتسامتكم ولا شك عندنا في أنك احمدي نجاد المتنكر. ولا يحق لهم أن يقولوا له برهن قبل ذلك على أنك معتدل وتجرد من كل ما عندك وتعال للتحادث آنذاك. فهم يعلمون أن ذلك لا يمكن أن يحدث. ولا يحق لهم ايضا الاكتفاء بانتظار استنفاد الحوار بين التقنيين. إن من يعتقد أن الزمان مثل شمعة تحترق وأن كل يوم يمر يُقرب ايران من السلاح الذري يجب أن يدرك أن محادثات في الصعيد الفني يمكن أن تستمر زمنا طويلا جدا اذا لم توجد من ورائها تفاهمات سياسية في أعلى صعيد سياسي.

قد تكون ظاهرة روحاني سرابا ويمكن دائما أن يُقال ‘ميونيخ’ و’تشامبرلن’ و’1938′؛ لكن كل من يقلقه قدرات ايران الذرية يجب أن يشجع اللقاء في المستوى الأعلى وأن يبذل جهدا كي يفضي ذلك الى مسار ناجع أفضل رقابة.

حرره: 
م . ع