بالاجمال هو مجرد عامل فلسطيني

بقلم: أسرة تحرير هآرتس

عامل بناء فلسطيني يصاب بسكتة قلبية اثناء عمله. رب عمله، مقاول اسرائيلي، مع شخص آخر، يحملان العامل الى الشارع، يلقيان به على قارعة الطريق، يتركانه لمصيره ويسارعان الى الانصراف من المكان.

هكذا حسب الشهادات، انتهت حياة احسان سرور، ابن 57 وأب لستة أطفال من مخيم عسكر للاجئين قرب نابلس.

الشهادات التي جمعت في المكان تثير أسئلة صعبة، ليس فقط عن المقاول رب العمل، بل ايضا عن دور الشرطة. وحسب الشهادات، فان الشرطي الذي وصل الى المكان أبعد شهود عيان حاولوا ابلاغه ان سرور ترك لمصيره حتى مات، لم يأخذ شهادات، لم يسجل تفاصيل شهود العيان وفقط صرفهم عن طريقه.

وروى شقيق سرور غداة نشر الحالة، ان الراحل عمل في اسرائيل في العشرين سنة الاخيرة، لاعالة عائلته. وعلى حد قوله، ففي قسم من الوقت كان لدى الراحل تصريح عمل، ولكن مفعوله نفد، الامر الذي جعله يتسلل الى اسرائيل، ويختبئ في اماكن خفية ويعود الى بيته مرة كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع. سرور هو مجرد واحد من آلاف الفلسطينيين الذين ليس لهم مصدر رزق آخر، غير التسلل الى اسرائيل والعمل غير القانوني فيها.

ترفع هذه الحالة الى النقطة الاقصى، المعاملة المهينة تجاه اولئك الذين يسعون الى الرزق، سواء من جانب مواطني اسرائيل أو من جانب السلطات. وهي تضاف الى قضية موت الماكث غير القانونيعمر ابو جريبان، الذي القي الى حتفه في حزيران/يونيو 2008 من مركبة شرطية الى قارعة الطريق، والتي كشفت النقاب هي ايضا عن معاملتهم اللامبالية تجاه حياة او موت الماكثين غير القانونيين. ولا تستوفي هذه المعاملة أي مقياس، قانوني أو اخلاقي، وهي تشكل وصمة عار في جبين المجتمع والدولة الديمقراطية التي تتطلع الى حماية حقوق الانسان.

بعد النشر في هآرتس أعلنت شرطة لواء تل أبيب بانها شرعت في التحقيق في الحدث.

وبسبب شدة الاتهامات، على الشرطة أن تضع هذا التحقيق في مكان عال في سلم اولوياتها. كما أن على الشرطة المحققة ان تشرع في التحقيق في سلوك الشرطي، وان كان من اجل تقويض الرسالة التي قد تصدر، وبموجبها شرطة اسرائيل تتصرف بشكل مختلف مع الضحايا المختلفين، استنادا الى أصلهم العرقي.

هآرتس

حرره: 
ز.م