نتائج الحرب على سورية اثمانها ستكون عالية

بقلم: شلومو بروم

المشاهد لرد الفعل’الاسرائيلي الممتعض على اتفاق نزع السلاح الكيميائي من سورية لا يدري اذا كان يضحك أم يبكي. ففيه تعبير عن صبيانية وطنية بنزعة شديدة من الازدواجية. فالاسرائيليون يتصرفون كطفل اخذوا منه دميته. وعدونا بحرب ‘صغيرة ولطيفة’ وها هم اخذوها من شعبنا. هذا هو المهم. ليس مهما أن القوة العسكرية تصل الى الدرجة العليا حين يكفي مجرد التهديد باستخدام القوة لتحقيق الهدف. نحن الاسرائيليين سنواصل الادعاء بان امتناع الرئيس الامريكي باراك اوباما عن الهجوم على سورية هو تعبير عن ضعفه وهزاله.

لقد خططت الولايات المتحدة لهجوم عقاب محدود بالحجم وبالزمن، كان’ هدفه ردع نظام الاسد عن استخدام آخر للسلاح الكيميائي ضد الثوار والسكان’ المدنيين في’المناطق التي يعمل فيها الثوار. ومن دون’أن تُطلق رصاصة واحدة’نجح التهديد بالعملية العسكرية في تحقيق المطلوب، وهو اتفاق لنزع السلاح الكيميائي السوري في جدول زمني’معقول. وسيزيل تطبيق هذا الاتفاق عن اسرائيل تهديدا جديا، عسكريا’ ونفسيا. قبل ايام غير كثيرة شهدنا 1هستيريا جماهيرية حول شراء كمامات الغاز. ونزع سلاح سورية يقلب الجرة رأسا على عقب. لم تعد حاجة الى الكمامات وجعل من غير الضروري الانفاق المالي الهائل على شرائها والابقاء على جهاز توزيعها.

العراق وليبيا نزعت قدرتهما الكيميائية. وانضمت ايران الى الميثاق الذي يحظر حيازة السلاح الكيميائي. هذا ميثاق مع نظام رقابة متشدد جدا مقارنة بمواثيق اخرى. لدى مصر قدرة نظرية على انتاج السلاح الكيميائي، ولكن بعد سنوات عديدة من الاهمال ليس واضحا اذا كان لا يزال موجودا وما هي قيمته، واتفاق السلام مع مصر مستقر.’

رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست افيغدور ليبرمان يجري المقابلات الصحافية ويدعي بانه لا يمكن تصديق بشار الاسد لانه نفى حتى الان بان لدى سورية سلاحا كيميائيا. حجة مثيرة للاهتمام ومزدوجة الاخلاق من جهة من يمثل دولة لا تتميز بالضبط بالشفافية وقول’الحقيقة، عن قدراتها العسكرية. اما وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شتاينتس، فيجري المقابلات هو ايضا ويشكو من أن الاتفاق لن يؤدي الى اخراج كل السلاح الكيميائي من سورية في غضون اسبوع اسبوعين. وهكذا يظهر شتاينتس جهلا: كيف بالضبط يمكن نزع سلاح دولة يزعم ان لديها نحو الف طن من السلاح الكيميائي ـ المواد التي ليست مريحة جدا للنقل ـ في غضون اسبوع، اسبوعين في واقع من الحرب الاهلية. فهل ينبغي التشكيك بالتفكير الاستراتيجي للوزير الاستراتيجي؟

بالتوازي، نسمع اصوات بكاء وعويل على الاثار السلبية التي ستكون لكل حل وسط على ايران. فهل الرسائل التي تنشأ عن هذا الاتفاق مثلا، لان السلاح الكيميائي لا يجدي لبقاء الانظمة، وفضلا عن ذلك يشكل خطرا على بقائها؛ وان الولايات المتحدة وروسيا قادرتان على أن تتحدا لمعالجة خطر اسلحة الدمار الشامل ـ ليست سابقة ممتازة لمعالجة البرنامج النووي لايران.

ولكن التعبير الابرز عن الازدواجية هو الادعاء بان هذا الاتفاق يعطي نظام الاسد الاذن بذبح مواطنيه. ان’يسمع المرء هذا على لسان اسرائيليين يفركون اياديهم استمتاعا، لان ما يحصل هو بالاجمال ـ عرب يذبحون عربا، يثير الشفقة. فهل اسرائيل ‘مستعدة لعمل شيء ما حتى لو كان صغيرا، لتمنع هذا؟ هل كانت مستعدة في أي وقت من الاوقاف لان تضحي بمصلحة اسرائيلية’ما كي تمنع اعمالا فظيعة من هذا النوع؟

من السهل القاء كل شيء على الولايات المتحدة وعلى الرئيس اوباما والتفكير بان هذا جبن وضعف من جهته عدم الدخول الى حرب. ولكنه لا يمكنه ان يقدر بمستوى منطقي من المعقولية بان نتائج الحرب لن تكون اسوأ من الوضع الحالي، وواضح أن أثمانها ستكون عالية. فحربان امريكيتان في العراق وفي افغانستان، جسدتا كم هو ضروري التفكير الحكيم من’مثل هذا النوع.

بدلا من ردود الفعل الصبيانية من جانبنا، لعله من الافضل اعادة النظر في ‘امكانية مصادقة اسرائيل على الميثاق الكيميائي.

حرره: 
م . ع