أوباما سيطالب إسرائيل بمزيد من التنازلات تعويضاً عن فشله في سورية!

بقلم: حاييم شاين

شعر الرئيس اوباما بارتياح كبير. فقد أخرج له نظيره الروسي بوتين في لحظة فروسية قيصرية حبة الكستناء من النار المتأججة في مجلس النواب والحياة العامة الأميركية.

عادت صواريخ توما هوك الى الصناديق، وطوت حاملات الطائرات العملاقة الأعلام مُسمعة النشيد الوطني الأميركي.

وانطفأت النجوم في الأعلام، وصُبغت الخطوط باللون الاسود. إن الولايات المتحدة تشبه اليوم طائرة شبح تسير بسرعة متخطية الرادار، لكن بالاتجاه المعاكس.

إن النظام العالمي الذي يقوم على قيم أساسية عامة وعلى رؤيا انسانية عامة انهار في ثقب أسود من العنف والوحشية وإبادة شعب ومصالح ضيقة.

لم تكن الولايات المتحدة شرطي العالم، بل كانت منارة بثت الأمل في حقوق البشر جميعا.

وعلى أثر خلل زعامي انطفأ النور في المنارة. لم أفرح بالأنباء عن هجوم محتمل للولايات المتحدة على سورية، لكنني آمنت بأنه يوجد ثواب وعقاب في مكان فقدت فيه حياة الانسان كل قيمة.

اعتمدت دولة اسرائيل سنين كثيرة على مساعدة اقتصادية وأمنية وسياسية من الولايات المتحدة، وكان ذلك حلفاً بين دولتين تشاركتا في قيم مشتركة والتزام بعالم أفضل.

ولا شك في أن المساعدة كانت عنصرا مركزيا في الحفاظ على تفوق اسرائيل العسكري. وأخشى أن تجد إسرائيل نفسها مرة اخرى وحدها تواجه تحديات وجودية أساسية بسبب التغييرات الحادة التي تجري على المجتمع الأميركي كما ثبت في الانتخابات الأخيرة هناك.

هذا هو مصيرنا منذ أن وقف أبونا إبراهيم العبراني على ضفة من ضفتي النهر ووقف العالم كله على الضفة الاخرى.

فهم "محور الشر" العالمي رسالة الانكماش الأميركي. وأصبحوا في الصين وايران وكوريا الشمالية ولبنان وسورية يعلمون أنه لا يوجد شيء حقيقي وراء تهديدات الولايات المتحدة. فاذا أصبحت الخطوط الحمر خطوط تراجع فان بوتين يستطيع أن يبتسم طول الطريق الى استراحته على ساحل البحر الاسود. ولن يغطي على الضعف خطب مدهشة لأوباما وخواطر تحليل صحافي في وسائل الاعلام.

من الواضح تماما في الواقع الجديد الذي نشأ على أثر تراجع الولايات المتحدة عن تهديدها أن اسرائيل ستضطر آخر الامر الى أن تدفع ثمن كرامة اوباما الضائعة.

وسيزيد الضغط الأميركي على اسرائيل عشرات المرات كي تتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين مع تنازلات كبيرة عن وطن الشعب اليهودي التاريخي. ويحتاج اوباما احتياجه للنفس الى مسيرة وفود اسرائيلية وفلسطينية على أعشاب البيت الابيض كي يستطيع أن يخطب خطبة الحمامة عن تمهيد طريق تاريخي.

إن الكتابة كانت على الجدار بحروف بارزة في هذه المرة ايضا كما كانت قبل حرب "يوم الغفران". وفي كل مرة جر كل تنازل اسرائيلي للعرب المسمين فلسطينيين ضحايا وكوارث. إن أمن دولة اسرائيل مع الحقوق التاريخية يوجب تمسكا وسيطرة على كل اراضي الوطن. وكل تنازل حتى خارج الكتل الاستيطانية هو انشاء لـ "بؤرة ارهابية" أخرى.

في خضم الجنون الهائج في الشرق الاوسط الآن يصبح كل تنازل عن ذرة تراب وسقف بيت بمنزلة خطر ملموس. ومن الواجب على قادة اسرائيل أن يذكروا أن خطة المراحل لياسر عرفات حية يتنفسها أبو مازن. والذي يقول "إن لم أكن أنا لي فمن لي" يعلم أن هذا الامر صحيح ودقيق بالنسبة لـ "يهودا" و"السامرة" أيضا. يحق لليهود بعد ألفي سنة ألا يسارعوا الى أي مكان. فالصبر يا سادتي الصبر.

حرره: 
م . ع