لا تتفاجأوا بعد هجوم الأسد

بقلم: رؤوبين بدهتسور

إذا سقطت صواريخ بشار الأسد في الجبهة الداخلية فينبغي ألا نُفاجأ من غياب النظام وعدم اليقين والحيرة والتهرب من المسؤولية والعلاج الفاشل ممن يُفترض أن يساعد في حال الإصابة. حينما وقعت هنا الصواريخ التي أطلقها صدام حسين قبل أكثر من عشرين سنة تبين سريعا جدا أنه لا توجد يد موجهة للعناية بالجبهة الداخلية. ولم يكن واضحا من المسؤول ومن يخضع لمن. وبلغت الأمور الى درجة الشجار بين رجال الإطفاء ورجال نجمة داود الحمراء.

أفضت دروس الحرب إلى إنشاء قيادة الجبهة الداخلية على أمل أن تُرتب بذلك مجالات المسؤولية والصلاحيات للمشغولين باستعداد الجبهة الداخلية وعلاجها في حالات الطوارئ. بيد أن حرب لبنان الثانية في صيف 2006 بيّنت أن شيئا لم يتغير برغم أنه مرت 15 سنة منذ تم الكشف عن المشكلة.

في تقرير شديد نشره مراقب الدولة بعد الحرب في لبنان كتب ما يلي: "تدل النتائج المفصلة في التقارير على أن حكومات إسرائيل – المستويات السياسية ومستويات التنفيذ – لم تفعل طوال سنين بشأن استعداد الجبهة الداخلية ما هو مطلوب... وتُبين النتائج أن أكثر الجهات لم تستعد لحالات الطوارئ ولم تفحص قضايا مختلفة تتعلق باستعدادها لحالات الطوارئ. هذه تقصيرات شديدة استمرت سنين طويلة وبسببها سُحقت قدرات العناية بالسكان المدنيين وقت الحرب".

في كانون الثاني 2011 ترك ايهود باراك حزب العمل وانشأ حزب "الاستقلال". وأُنشئ لمتان فلنائي، الذي انضم الى حزبه، مكتب حماية الجبهة الداخلية. ونشك في أن يكون فلنائي نجح في أن يفهم حتى موعد انتهاء عمله، ما المسؤول عنه بالضبط وما هي صلاحياته. إن العناية بالجبهة الداخلية هي بالأساس عناية بالمواطنين، لكن كان من المقبول طوال سنين افتراض أن المهمة ملقاة على جهاز الأمن. لكن الجيش الإسرائيلي لم يستوعب الحاجة الى الاستعداد لعلاج الجبهة الداخلية أيضا وفشل في المهمة مرة بعد اخرى.

إن المسألة معقدة. ويجب التنسيق بين قائمة الجهات التي تشتغل بالاستعداد لحالات الطوارئ. واليكم قائمة جزئية: وزارة الدفاع ووزير الدفاع والقيادة العليا للجيش الإسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية ومكتب حماية الجبهة الداخلية ووزارة الأمن الداخلي وسلطة الطوارئ الوطنية، وجهاز التدبير المنزلي لحالات الطوارئ وشرطة إسرائيل وجهازا الإطفاء والإنقاذ ونجمة داود الحمراء والسلطات المحلية ووزارة الداخلية وديوان رئيس الوزراء وسلطة البريد (توزيع الأقنعة الواقية).

لكن تعقيد التنسيق بين كل تلك لا يُسوغ فشل جميع الحكومات في حل المشكلة في العقدين الأخيرين. قبل شهر فقط نشر مراقب الدولة تقريرا شديدا يقول إنه لا يوجد حتى الآن "ترتيب تشريعي شامل يُركز كل الشؤون المتعلقة بالعناية بالجبهة الداخلية في حالات الطوارئ، ويُبين ترتيب الصلاحيات ومجالات المسؤولية لكل واحدة من الجهات التي تعتني بالجبهة الداخلية في حالات الطوارئ والعلاقات المتبادلة بينها".

ومعنى ذلك أنه "في حال وقوع حادثة طوارئ قد يسبب هذا الوضع عدم وضوح بشأن تقسيم مجالات المسؤولية بين وزير الدفاع ووزير الأمن الداخلي ووزير حماية الجبهة الداخلية، وكذلك بين جميع الجهات التي تعتني بالجبهة الداخلية في حالات الطوارئ، ويُمنع بذلك أفضل تركيز لقدرة كل الجهات التي فُوض إليها علاج الجبهة الداخلية".

ليس مفاجئاً لذلك أنه لا يوجد لـ 40 في المائة من سكان الدولة أقنعة واقية، وليس من الواضح بالضبط من المسؤول عن توزيع الأقنعة الواقية. إن ما كان قبل عقدين حينما سقطت صواريخ صدام حسين في غوش دان هو الذي سيكون في هذه المرة أيضا إذا نفذ الأسد تهديده.

حرره: 
م . ع