نتنياهو يهدد بوتين بضرب صواريخ اس 300

بقلم: ايلي بردنشتاين

لمح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو في لقائه الاخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ان اسرائيل ستضرب صواريخ اس 300 الروسية على الاراضي السورية، قبل أن تصبح تنفيذية، هذا ما علمت به ‘معاريف’ على لسان مصادر دبلوماسية في الشرق الاوسط اطلعت على تفاصيل اللقاء. وقال الرئيس السوري بشار الاسد امس في مقابلة مع تلفزيون حزب الله، ان الارسالية الاولى للصواريخ وصلت اليه.

لقد استخدم نتنياهو تعبيرا مشابها للتعبير الذي استخدمه مستشار الامن القومي يعقوب عميدرور، في الاستعراض الذي قدمه لسفراء الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي. وكان الحاضرون في اللقاء في مدينة سوتشي عشية عيد الاسابيع ‘في صدمة’ من الجسارة التي ابداها نتنياهو حيال زعيم احدى الدول العظمى في العالم. وحسب المصادر، التي اطلعت على تفاصيل اللقاء، فقد فهم بوتين نية نتنياهو، والروس لم يفاجأوا على الاطلاق من اقوال عميدرور التي تسربت الى وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا الاسبوع.

وبينما دعي نتنياهو تحت ذريعة عرض التسوية على سورية، التي بادر اليها الرئيس المصري مرسي، استجاب رئيس الوزراء للدعوة كي يعرب عن قلقه من النية لتنفيذ صفقة نقل منظومات صواريخ مضادة للطائرات الى سورية. وكان نتنياهو اطلع على تقارير استخبارية اشارت الى أن ثلث صفقة الـ 900 مليون دولار خرج الى حيز التنفيذ منذ الان، بما في ذلك نقل أجزاء من المنظومة، مثلما كشف النقاب الاسد امس في المقابلة مع ‘المنار’.

وفي اثناء اللقاء بحث بتوسع السياسة التي ينبغي اتخاذها تجاه المواجهة في سورية، المستمرة للسنة الثالثة. وأعرب بوتين عن تخوف شديد من انصراف الاسد والتأثير السلبي الذي سيكون لذلك على المنطقة بأسرها، واجاب نتنياهو بان اسرائيل هي الاخرى تخشى ذلك.

اذا كان هكذا، سأل بوتين، فلماذا هاجمت اسرائيل سورية مرة اخرى، في عملية سخنت الجبهة ومن شأنها أن تدفع السوريين الى تفكير غير صحيح والرد على اسرائيل، الامر الذي سيؤدي الى سقوط الاسد. اسرائيل بالفعل تخشى الرد السوري وانطلاقا من انعدام البديل سترد في مثل هذه الحالة، مما سيؤدي الى التصعيد، واقترح بوتين على نتنياهو بانه من أجل الامتناع عن مثل هذا الوضع، لماذا لا تقصف اسرائيل قوافل السلاح على الحدود مع لبنان. اما رئيس الوزراء فرفض الاقتراح.

وبالنسبة لصواريخ اس 300، تبين ان لاسرائيل عدد من الخطوط الحمراء: احباط تهريب السلاح الكيميائي او المتطور الى حزب الله او الى جهات متطرفة، هو واحد منها، والثاني هو عدم السماح للصواريخ بان تصبح تنفيذية تحت حكم الاسد. وسعى بوتين الى تهدئة روع نتنياهو وقال انه طالما كان الاسد في الحكم لا خوف على مصير الصواريخ، لانه مسؤول ولن يسمح بان تتسرب الى جهة اجنبية.

ويعتقد الروس، مع ذلك، بانه اذا ما احبطت قوافل السلاح الى حزب الله في الحدود السورية اللبنانية، فان الامر سيمنع التصعيد والاسد لن يكون ملزما بالرد.

وحسب المصادر الاجنبية، وافق نتنياهو على أن التخوف من الصواريخ اكبر في حالة سقوط الاسد، وعندما عاد وأعرب عن قلقه من مجرد الصفقة، شرح بوتين بانه ملزم بالايفاء بها كي لا يتضرر من حيث المال أو الصورة ـ لا سيما بعد أن احبطت صفقة مشابهة مع ايران بضغط دولي. ولمح بوتين الى انه يوجد سبيل لالغاء الصفقة، اذا ما اشترت اسرائيل او جهة اخرى المنظومة او ‘اقترحت بديلا’.

وقدرت محافل استخبارية غربية، تقيم علاقات ثقة، سواء مع القدس أو مع موسكو بان تهديد نتنياهو بضرب الصواريخ الروسية كفيل بان يقدم لبوتين السبب اللازم للامتناع عن تنفيذ الصفقة. وحسب هذه المحافل، فقد فهم بوتين جيدا بان عملية اسرائيلية كفيلة بان تجر ردا سوريا، يؤدي الى تصعيد.

وتقول هذه المصادر ان ‘بوتين يفهم جيدا بان وضعا كهذا سيؤدي الى هزيمة الاسد وانصرافه وهذا هو أكثر ما يخيف موسكو. وبقدر كبير فان القرار في مواصلة تنفيذ الصفقة وجعل الصواريخ تنفيذية يوجد في يد بوتين.

ويبدو أنه يستخدم التهديد بتزويد سوريا بالصواريخ كرافعة لضمان دور مركزي له في حل الوضع في سورية، وتحقيق تفاهمات أوسع مع الولايات المتحدة في سلسلة من المسائل الاخرى’.

حرره: 
م.م