يشتمون ضعفا

بقلم: اليكس فيشمان

لقد بات اليوم واضحا اكثر من أي وقت مضى ان الجهة المركزية التي تؤثر على بقاء الرئيس الاسد هي روسيا، ليس ايران ولا حزب الله من جهة، ولا الثوار ومؤيديهم من جهة اخرى.
روسيا هي التي ستقرر متى وكيف سينهي الاسد دوره.
السياسة الروسية المغرورة، الفظة وغير المساومة في المسألة السورية هي صورة مرآة عكسية لضعف السياسة الاوروبية والامريكية في هذه المسألة. وقد ضرب الروس امس رقما قياسيا اضافيا. سيرجيه ريباكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، لم يكتفِ بالاعلان بان روسيا ستبيع صواريخ اس 300 لسورية، رغم الضغوط الدولية، بل أيضا شرح بان هذه الصفقة تستهدف ‘لجم بعض من المتحمسين’. 
كما انه لم يخفِ من يقصد بتلك، الدول في الاتحاد الاوروبي التي تميل الى نقل السلاح للثوار وبالطبع قصد الخصم التقليدي، الامريكيين.
اما اسرائيل فلا يذكرها ولكنه يقصدها هي ايضا. واذا لم يكن هذا بكافٍ، فانه يهدد ايضا، اذا رفعت دول الاتحاد الاوروبي الحظر عن تزويد السلاح للثوار، فمن المشكوك أن يوافق الروس على عقد المؤتمر الدولي لحل المسألة السورية. 
من كان يصدق انه حتى قبل نحو سنة كانت روسيا تسير مصدومة في ضوء عداء العالم السني. لقد وجد الروس أنفسهم، فجأة، يؤيدون الشيعة، يدحرون من العالم العربي من جانب محور امريكي ـ اوروبي، ولا ينخرطون في الهزة العربية. ومنذئذ جمعوا أنفسهم، قرروا استراتيجية واضحة وهم يواظبون عليها. 
السياسة الروسية بسيطة ووحشية، لقد نجح الروس في عزل الاسد عن العالم الخارجي ووفروا له غلافا وقائيا ضد الضغوط العسكرية والسياسية للغرب ولاسرائيل. ابتداء من الوقفة المتينة الى جانب سورية في مجلس الامن وانتهاء بالتهديدات الواضحة بالتدخل العسكري الروسي، اذا ما حقق الامريكيون أو اي جهة اخرى التهديدات بالتدخل العسكري المباشر في سورية، بما في ذلك محاولة خلق مناطق حظر جوي في سمائها. 
كما أن الخطة الامريكية لنصب ثلاث بطاريات من صواريخ باتريوت على اراضي الاردن، يرى الروس فيها تهديدا على حرية طيران سلاح الجو السوري. جوابهم، ضمن امور اخرى، هو تنفيذ صفقة الصواريخ المضادة للطائرات، التي تهدد حرية الطيران الاسرائيلي واي طائرات غربية اخرى في محيط 200كم. والهجمات التي نسبت لاسرائيل كانت الثغرات الوحيدة في سور العزلة الذي بناه الروس حول الاسد. 
ان الروس . وهم يشخصون ان الامريكيين لا يريدون الوصول الى تدخل عسكري في سورية ويستمتعون بحقيقة أن وزير الخارجية جون كيري يغازلهم، فكيري في واقع الامر يطلب أن يخلق الروس حلا سياسيا للمسألة السورية. اما الروس من جهتهم فلا يكلفون انفسهم حتى عناء تحديد موعد لمؤتمر دولي. 
من اللحظة التي حصل فيها الاسد على المظلة السياسية والعسكرية الروسية ونجح، بالتوازي في الحفاظ على الجيش السوري الى جانبه فانه في واقع الامر ضمن استمرار حكمه، مهما كان متهالكا، ولكنه موجود.
هذا سيستمر حتى يقرر الروس ان الزمن ناضج لحل يحفظ مصالحهم في سورية ـ بدونه. 

حرره: 
م.م