المشهد الاسرائيلي من 6 الى 14 أيار 2013

خاص زمن برس

أولا : المشهد السياسي

- بدت ملامح النشاط الدبلوماسي الأمريكي الذي قاده الوزير "جون كيري" تتضح وهي تسير باتجاه طرح خطة أمريكية كاملة ومفصلة رغم أنها الآن في طور التبلور،وذلك نتيجة للزيارات الشبه مكوكية للمنطقة ولقاءاته العديدة مع طرفي الصراع الفلسطينيين والإسرائيليين،وكذلك مع أطراف لها علاقة مباشرة بالصراع في دول الإقليم والمجتمع الدولي ،فعلى ما يبدو استطاع الوزير أن يحدد الأسس العملية التي من الممكن أن تشكل قاعدة الانطلاق،فهو كما هو واضح يسير في خطين متوازنين ،خط العمل الدبلوماسي من خلال اللقاءات والاتصالات والمشاورات لإحياء عملية التسوية، وعزل هذه الجهود عن أي توتر أمني في هذه الجبهة أو تلك، وقد تجلى نجاح التحرك الدبلوماسي الأمريكي في القبول العربي بالموافقة على قبول مبدأ تبادل الأراضي والذي يعتبر وفق التصور الأمريكي بمثابة الخطوة العملية الأولى في سير قطار عملية التسوية ،حيث اعتبر كيري أن الخطوة العربية من شأنها أن تشكل حاضنة للموقف الفلسطيني الرسمي "موقف الرئيس عباس"،وانخراطا عربيا في عملية التسوية قادر علي تقديم ما عجز الرئيس عباس في تقديمه نتيجة الضغوط الداخلية والإقليمية كالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل.

 

- الإدارة الأمريكية تعتقد أنه يجب علي الجامعة العربية برئاسة قطر أن تتبع خطوة قبول مبدأ تبادل الأراضي بخطوة عملية أخرى تتمثل بالاعتراف العلني بيهودية دولة إسرائيل بأي صيغة كانت، حتى تكتمل الخارطة الأمريكية لإحياء عملية التسوية علي قاعدة خطوط 1967 مع تبادل للأراضي من جهة لتلبي بذلك المطلب الفلسطيني، والاعتراف بيهودية إسرائيل من جهة أخرى لقطع الشجرة التي تسلق عليها نتنياهو ليعود إلى طاولة المفاوضات.

 

- الجهود التي يقودها كيري تتطلب وقف اتخاذ الإجراءات التي من شانها أن تعطل هذه الجهود من قبل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني،لذلك طلب كيري من الفلسطينيين بعدم الذهاب لمؤسسات الأمم المتحدة وتحديداً محكمة الجنايات الدولية وهو ما التزم به الطرف الفلسطيني، في مقابل أن توقف إسرائيل البناء الاستيطاني وعدم طرح مشاريع استيطانية توسعية، إلا أن إسرائيل الطرف الآخر من المتراس، وبدلاً من تسهيل جهود جون كيري أعلنت إسرائيل وفي خطوة مفاجأة وتتعارض مع الجهود التي يقوم بها الوزير كيري، أعلنت أنها بصدد الموافقة علي بناء 300 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "بيت ايل" في الضفة الغربية قرب رام الله، القرار الإسرائيلي أثار ردود أفعال إقليمية ودولية، فقد صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية قائلا إنه علي إسرائيل أن تدرك بأن استمرار بناء الاستيطان يضر بعملية السلام، وأضاف أنه لا بد للدولة الفلسطينية التي ستقوم أن تكون قابلة للحياة وذات حدود حقيقية يمكن رسمها، القرار الإسرائيلي بالاستمرار في البناء الاستيطاني جاء ليوجه لطمه للمرونة التي أبدتها الجامعة العربية، وهناك من يقول بأن القرار الإسرائيلي في الاستمرار بالبناء الاستيطاني يعتبر إحدى ثمرات الموقف العربي بقبول مبدأ تبادل الأراضي التي ترى فيه إسرائيل شرعية عربية للاستيطان، وقالت مصادر إسرائيلية بأن الموقف العربي أكد صحة الموقف الإسرائيلي القائل دائماً بأن الاستيطان لا يشكل عقبة أمام عملية التسوية، فالصراع لا يقوم علي الأرض، الصراع أساسه الرفض الفلسطيني والعربي لبقاء إسرائيل والاعتراف بيهوديتها، وعليه فلا معنى للشجب الدولي لإسرائيل في حال استمرارها بالاستيطان في أرض إسرائيل كما يزعم الإسرائيليون .

   

- الاعتقاد الإسرائيلي بأن الصراع ليس علي الأرض،هو فلسفة وعقيدة ونهج يتجلى في المواقف التي تطرحها إسرائيل وهي محركها للحديث عن عناوين أخرى تعتقد أنها تساهم في استئناف إحياء عملية التسوية، ويؤشر على أن السلام من وجهة النظر الإسرائيلية يقوم علي أسس مغايرة لما يتم تداوله في المحافل الإقليمية والدولية، فالموقف الإسرائيلي بات واضحاً، السلام لا يعني تنازل إسرائيل عن أراضٍ من أجل قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ،بل في تقديم بعض الخطوات ذات البعد الإنساني والاقتصادي كالإفراج عن بعض الأسرى وفتح بعض الطرقات وتقوية الاقتصاد الفلسطيني وتغيير حياة السكان في الضفة الغربية وغزه من الناحية الاقتصادية، ووقف بطيء للبناء الاستيطاني في المستوطنات النائية والمعزولة والتي تمثل أساساً عبئا أمنيا واقتصادياً علي إسرائيل، فالسلام هو من وجهة نظر إسرائيل سلام اقتصادي كبديل عن السلام السياسي، ففي هذا الشأن صرح مصدر إسرائيلي بأنه في ضوء المحادثات والجهود المكثفة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"،إنه من المتوقع أن تستأنف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في شهر يونيو المقبل، ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن المصدر الرفيع قوله إن إسرائيل عرضت على الولايات المتحدة قائمة بالخطوات التي تستطيع القيام بها، بما في ذلك تجميد أو إبطاء البناء الاستيطاني خارج الكتل الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية، وأضاف:" ننتظر الآن رد الطرف الفلسطيني ليعبر عن موقفه وعن جاهزيته"، مشيراً إلى أن التوجه هو تجديد المحادثات في الفترة القريبة، وتشير الصحيفة إلى أنه وبعد فترة طويلة أبلغت السلطة الفلسطينية "إسرائيل" بأنها على استعداد لتجديد المفاوضات الاقتصادية، مشيرة إلى أنه منذ انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة السابقة كانت السلطة الفلسطينية تتجنب إجراء مفاوضات اقتصادية بدافع الخوف من أن يتحول "السلام الاقتصادي" إلى بديل عن "السلام السياسي" الذي يفترض أن يقود إلى دولة مستقلة.

 

- وفي خضم الجهود الأمريكية لإحياء عملية التسوية، دخلت زعيمة حزب العمل شيلي يخيموفيتش على خط عملية السلام بزيارة قامت بها لرام الله والتقت خلالها مع الرئيس عباس وذلك في أول لقاء لهما منذ انتخابها لرئاسة الحزب، ونقلت صحيفة هآرتس عن "يحيموفيتش" قولها خلال اللقاء" إن حزبها ملتزم بمعادلة دولتين لشعبين"، مؤكدة مصلحة إسرائيل العليا في الحفاظ على "أمن" الإسرائيليين في أي تسوية مستقبلية، وأضافت يحيموفيتش "هناك حاجة ماسّة لاستئناف المفاوضات فوراً ودراسة مواقف الطرفين"،داعيةً الرئيس عباس إلى ضرورة الاستجابة للجهود الأمريكية.

وأوضحت يخيموفيتش أنها أكدت لنتنياهو بأنه في حال قرر اتخاذ خطوات جوهرية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين، ستمنح أحزاب المعارضة الإسرائيلية الحكومة شبكة أمان.

ويأتي اللقاء وفق مصادر إعلامية حزبية" في إطار محاولات يخيموفيتش الانخراط في الشأن السياسي الخارجي،بعد أن صرحت قبل أسبوعين أن عدم انخراطها فيه كان سببا أساسيا لخسارة حزبها بعض المقاعد والكثير من الأصوات، وتسبب بحصول حزب "تسيبي ليفني" وحركة ميرتس على أربعة مقاعد على حساب حزبها خلال الانتخابات الأخيرة".

 

 

ثانيا : الملف الحزبي والحكومي الداخلي

- لا زالت تداعيات إقرار الموازنة العامة للحكومة الإسرائيلية، تثير ردود أفعال متباينة في إسرائيل علي المستويين الرسمي والشعبي، فأساس الموازنة يقوم على تخفيضات عميقة في المصروفات الحكومية وزيادة حجم الضرائب، ما يعني المساس بجيوب كافة الطبقات والشرائح الاجتماعية، والشرائح الأكثر تضرراً بالتخفيضات على المصروفات الحكومية هي الشريحة الفقيرة وشريحة الطبقة المتوسطة، مع الإشارة إلى أن مصوتي وزير المالية هم شريحة الطبقة الوسطى. الخطوط العامة للموازنة أثارت ردود أفعال علي المستوي الرسمي، فكانت المؤسسة العسكرية أكثر الجهات تضرراً وأكثرها احتجاجا، فلقد أعلن وزير المالية بأن الموازنة الجديدة ستتضمن تخفيض أربع مليارات شيكل من موازنة جيش الاحتلال، وهذا التخفيض من شأنه كما أعلنت مصادر رفيعة المستوى في جيش الاحتلال بأن يمس بقدرات الجيش في مواجهة التهديدات الأمنية التي تحيط بإسرائيل و" لن يمكن هذا التخفيض قيام الجيش بتقديم الأمن للإسرائيليين كما هو مطلوب"، وفي خطوة غير مسبوقة فقد هدد قادة الجيش بأنهم سوف يوقفوا التدريبات التي كان مخططا لها سابقاً.

 احتجاج المؤسسة العسكرية سيجد آذاناً صاغية عند رئيس نتنياهو كونه سيتحمل مسؤولية أي تداعيات أمنية مستقبلية، لذلك صرح نتنياهو أنه لن يتدخل في خطة وزير المالية إلا فيما يخص مطالب جيش الاحتلال، وأشارت المصادر الأمنية إلى أن قادة هذه المؤسسة سيطلبون من رئيس الحكومة أن يؤيد الخطة البديلة التي أعدها الجيش وحظيت بدعم من وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون،حيث تنص الخطة البديلة على تقليص مصروفات جيش الاحتلال بالتدريج، من خلال إعادة تنظيم وحداته المتعددة على المدى البعيد، ولاسيما من خلال إعادة تنظيم سلاح البر، هذا فقد ناقش نتنياهو في جلسة الحكومة بعد انتهاء زيارته للصين  في مسألة ميزانية الجيش، وفي النهاية اتخذ قراراً بتقليص ميزانية الجيش بـ3 مليارات شيكل

 

- وزير المالية يائير لبيد يخوض معركة الميزانية علي اعتبار أنها معركته الخاصة ،فإذا ما خرج منها منتصرا،ليس فقط في إقراراها وتمريرها في الحكومة والكنيست ،وإنما في قبولها الشعبي ،فإنها ستضعه في مكان مرموق وستؤهله لان يكون مرشحا قويا للتفوق علي نتنياهو في أي انتخابات قادمة،إلا أن بوادر الاحتجاجات الشعبية بدت في التحرك ضد وزير المالية شخصيا علي بنود مشروع الميزانية التي تمس الشرائح الفقيرة والمتوسطة ،الاحتجاجات الشعبية تمثلت بنزول الآلاف للشوارع علي شكل مظاهرات احتجاجية أمام منزل وزير المالية التي انخفضت نسبة التأييد له ولحزبه وفقا لاستطلاعات الرأي لتصل إلي نصف عدد مقاعده في الكنيست الحالية وهي مؤشر بأن مستقبله السياسي بات علي صفيح ساخن ،وزير المالية الذي يبدي إصرارا علي تنفيذ خطته ،قال بأنه يخطط لميزانية تنقذ الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني أزمة حقيقية ويقف علي حافة الانهيار، وفي رده علي الاحتجاجات أمام منزله قال،إن المحتجين يتظاهرون ضد أنفسهم ،وذكرهم بالانهيار الاقتصادي الذي مرت به اليونان وبعض دول أوربا .

- وفي موضوع حزبي منفصل، وتنفيذا لاتفاق تشكيل الائتلاف الحكومي، الذي نص علي تغيير نظام الحكم في إسرائيل، تم الاتفاق علي مشروع قانون "قدرة الحكم" في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في ظل الاشتراط بأن يوافق كل الشركاء الائتلافيين على كل عناصره ، هكذا أعلنت أمس رئيسة اللجنة، وزيرة العدل تسيبي لفني، ويعد مشروع القانون الذي بادر إليه النائبان "افيغدور ليبرمان ودافيد روتم" وكتلتا يوجد مستقبل والبيت اليهودي تعديلا على القانون الأساس الحكومة وهدفه تعميق قدرة الحكم ورفع نسبة الحسم، ويعرض مشروع القانون هذا تعديلات مركزية على طريقة الحكم في إسرائيل وهدفه السماح للحكومة بالحكم بنجاعة أكبر.

- النقاط الأساس في مشروع القانون : هي

1- أغلبية 61 نائبا كشرط لرفع مشروع لحجب الثقة على الحكومة.

2- حصر عدد وزراء الحكومة بـ 19 ونواب الوزراء بـ 4 .

3- مضاعفة نسبة الحسم من 2 في المائة اليوم إلى 4 في المائة.

4- لن يكون تمويل أحزاب للقوائم التي لم تجتز نسبة الحسم.

5- رئيس الوزراء يمكنه أن يحل الكنيست دون موافقة رئيس الدولة.

 

- واستكمالا لما يحدث داخل الحكومة من تجاذبات بدت تطفو علي السطح وفي خطوة لتجاوز هذه التباينات، أعلن نتنياهو أنه في حال التوصل إلي سلام مع الفلسطينيين، فإنه سيعرض هذا الاتفاق علي استفتاء شعبي ومن ثم إقراره في الحكومة، مشروع القانون هذا الذي تبناه نتنياهو وحزب الليكود يستهدف تجنيب الحكومة أي إشكالات حزبية قد تعصف بها لمعرفته بان أطراف الائتلاف غير منسجمين فيما بينهم في المواضيع السياسية،هذا الموقف أثار ردود أفعال حزبية مشاركة في الائتلاف، اقتراح مشروع القانون الذي تبناه نتنياهو وحزبه خلق ردود أفعال معارضة، فحزب يوجد مستقبل ب زعامة "يائير لبيد"وحزب إسرائيل بيتنا بزعامة افيغدور ليبرمان ،وحزب الحركة بزعامة تسيفي ليفني قرار نتنياهو، معارضة لبيد تقوم علي أساس أن من شأن هذا القرار أن يعيق أي تقدم في المفاوضات ولا يجب طرح القانون قبل التوصل لاتفاق نهائي مع الفلسطينيين، وأثار قرار يوجد مستقبل المفاجئ الغضب في الليكود، فقد صرح رئيس الائتلاف النائب يريف لفين، الذي بادر إلى القانون مع نائب الوزير "افير اكونيس" علي موقف لبيد وحزبه بأن لبيد خرق الاتفاق الائتلافي الذي وقع عليه، وقال إن إجراء استفتاء شعبي بات حقيقة ناجزه سن في الكنيست السابقة، وقال إن حزب يوجد مستقبل يتعارض مع الاتفاقات الائتلافية ويثبت مرة أخرى بأن محور لبيد – بينيت يعوزه اسم مشترك حقيقي ويوجد في عملية تفكك سريعة، واتهم مقربو لبيد أمس رئيس البيت اليهودي الوزير "نفتالي بينيت" بأنه تعامل مع لبيد بعدم نزاهة في مسألة قانون الاستفتاء الشعبي، وقالوا إن "بينيت حاول الالتفاف على لبيد وتجنيده لمشروع القانون بطريقة ملتوية، حيث رفع بينيت مشروع القانون دون أن يأخذ مسبقا موافقة لبيد".

- هذا ودعمت وزيرة العدل "تسيبي لفني" "يائير لبيد" في موقفه إذ قالت، اعتقد أن من يريد أن يبحث تسوية سياسية ويعترف بأهميتها لا يمكنه أن يؤيد قانون استفتاء شعبي، ولهذا فاني أهنيء أعضاء كتلة يوجد مستقبل على قرارهم معارضة المشروع من إنتاج البيت اليهودي، فقد فضل أعضاء كتلة يوجد مستقبل مصلحة إسرائيل على المصالح السياسية، كما عارض المشروع أيضا رئيس إسرائيل بيتنا، النائب افيغدور ليبرمان بدعوى أن "الحكومة مهمتها أن تحكم لا أن تسأل، فهذا هروب من المسؤولية وعدم القدرة علي اتخاذ القرارات المصيرية، ورغم الاعتراض على القانون في الحكومة والائتلاف، أوضحت أوساط الليكود بأنها ستطرح مشروع القانون على الحسم في الحكومة وفي الكنيست في كل الأحوال وذلك لأن هذا يعتبر مقراً في الاتفاق الائتلافي .

 

- أما في الشأن الداخلي لحركة شاس ،فبعد أن قرر الحاخام "عوفاديا يوسف" الزعيم الروحي لحركة شاس تعيين عضو الكنيست ومؤسس حركة شاس "أريه درعي" لقيادة الحركة من جديد علي حساب قائدها الحالي "أيلي يشاي" ،أعلن "إيلي يشاي" عضو الكنيست من حركة شاس وبشكل مبدئي المنافسة على رئاسة بلدية القدس خلال الدورة الانتخابية القادمة للمنصب، وذلك بعد إقالته من رئاسة الحركة.

وأوضح "يشاي" أنه ذاهب إلى هذا المنصب بكل قوته، مشيراً أنه سينجح في تجنيد كافة المتدينين المتزمتين لتأييده وأن هناك فرصة جيدة لنيله المنصب، وأعرب عن خشيته من عدم القدرة على البقاء في شاس تحت قيادة درعي بسبب الخلافات الكبيرة بينهما.

ونقلت صحيفة معاريف اليوم الاثنين، عن مقربين من يشاي قولهم، أن درعى يمكنه أن ينتقم من يشاى لأنه يعتقد أن يشاى حاول منعه من العودة لشاس طوال سنوات عدة، وأن يشاى أدرك بأنه ليس لديه ما يبحث عنه في شاس بقيادة درعي،ويُذكر أنه لغاية الآن لم يعلن أي شخص بأنه سيتنافس على رئاسة البلدية سوى الرئيس الحالي لها"نير بركات"، ومن سيحسم الانتخابات في شهر أكتوبر القادم هو موقف رئيس الحكومة نتنياهو، فالليكود لم يعلن عن مرشحه لرئاسة البلدية، وإذا لم يعلن فسوف يطلب يشاي دعم نتنياهو كونه يتمتع بعلاقات جيدة معه

 

ثالثا : الملف الأمني

- لا زالت تداعيات القصف الإسرائيلي لأهداف عسكرية في العمق السوري تثير ردود أفعال مختلفة ومتباينة، ففي الجانب الإسرائيلي تباينت ردود الفعل، بين الخوف من الرد السوري المحتمل من جانب، وبين ضرورة توجيه الضربة التي شنتها إسرائيل علي الأهداف العسكرية من جانب أخر، فلا زال الجانب الإسرائيلي رغم الرسائل التي بعث بها للقيادة السورية لتوضيح موقفه بأنه لا يستهدف الاصطفاف إلي جانب المعارضة لإسقاط حكمه، وانه استهدف فقط ضرب صواريخ في طريقها لحزب الله ،رغم هذه الرسائل فان إسرائيل ليست مطمئنة تماما بأن سوريا لن ترد علي الغارة، وما يثير الخوف عند القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل تصريحات بشار الأسد وبعض المسئولين بأن الرد السوري قادم علي هذه الغارة وإن كان رداً غير مباشر وبطريقة مختلفة وغير متوقعة، وكذلك التصريحات بشأن تحويل الجولان والحدود مع إسرائيل إلي حدود تشبه الحدود مع لبنان وغزه ،أي جبهة تمارس من خلالها سوريا الحرب علي طريقة الاستنزاف وعمليات متفرقة هنا وهناك، وتعقيبا علي هذه التصريحات،أكد مصدر سياسي كبير في إسرائيل أنه إذا نفذت سوريا تهديدها بممارسة "الإرهاب" في هضبة الجولان فإن إسرائيل سترد بصورة صارمة وفورية وستضرب كل من يحاول إيذاءها،وجاءت هذه الأقوال "للإذاعة العبرية" تعقيباً على تهديدات النظام السوري الأخيرة .

 

- الغارة الإسرائيلية علي سوريا وإن كانت في مظهرها ضربة عسكرية بحتة، إلا أن مضمونها له أبعاد سياسية، فالغارة ما كانت لتتم لولا الضوء الأخضر الأمريكي لتنفيذها، فالإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل ليس فقط لتنفيذ مهمة عسكرية بل كانت ضمن إرسال رسائل لأكثر من جهة ومنها لإسرائيل نفسها، فالإدارة أرادت أن تعطي إسرائيل هذه الغارة كي تلزمها بالحفاظ علي قواعد اللعب وعدم الخروج عن الإطار الذي رسمته لترتيب أوضاع المنطقة، وحصر التدخل الإسرائيلي في جانب محدد يتمثل في ضرب قواعد الصواريخ ومخازن الأسلحة الكيماوية، حتى لا تذهب إسرائيل بعيدا لدرجة انخراطها في الأحداث الداخلية في سوريا وما يمثله هذا التدخل من إحراج لأصدقاء الإدارة الأمريكية في بعض دول الإقليم .

- ومن تداعيات الغارة الإسرائيلية علي الأهداف السورية ،إعلان زعيم حزب الله حسن نصر الله ،الانحياز الواضح لجانب النظام السوري، وتأكيده على أنه يمكن أن يتدخل بشكل عملي في الأحداث، وعدم نفيه لتلقي الأسلحة النوعية من سوريا، وأنه سيستمر في جلب السلاح من سوريا، وأشار حزب الله أن الغارة الإسرائيلية علي سوريا تأتي في إطار توجيه ضربة لما يسمي بمحور الممانعة الذي تتزعمه إيران، وأن هذا المحور لن يسمح بسقوط نظام بشار الأسد مهما كلف الثمن.

وفي شان حزب الله تبدي الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية خشيتها من تدهور الأوضاع في الجبهة اللبنانية التي من الممكن أن تكون الشرارة التي تنذر باندلاع حرب علي أكثر من جبهة، فقد كتب المحلل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم"، "ليلياخ شوفيل"،في معرض تقييمه لحزب الله قائلا: إنه حزب قادر على التعلم واستخلاص العبر، ودرس جيدا حرب 2006 وفهم ما يمكن للجيش الإسرائيلي أن يقوم به،ووصف المحلل حزب الله عام 2013 بالأكثر استقلالية والأكثر تسليحا والأكثر جرأة وشجاعة، إضافة إلى تغييره لطرق القتال التي كان يتبعها حيث ادخل عليها تغيرات جوهرية وهامة،إن حزب الله يدرك تماما ما هو حال الجيش الإسرائيلي، وبأن الحرب قادمة لا محالة وان الأمر يتعلق بالتوقيت والزمان ليس إلا، لذلك شرع من فوره بإعادة تنظيم صفوفه وتجنيد المقاتلين وتخزين الأسلحة."

- إيران وعلي لسان أكثر من مسئول قالت أنها تقف إلي جانب نظام الأسد وستستمر في دعمه بكل أشكال الدعم ومنها الدعم العسكري، وقد صرحت بعض المصادر الأمنية الرفيعة في إيران بان سوريا بعد الغارة ستغير من عقيدتها العسكرية في التعامل مع إسرائيل ،فلم تعد الحروب الكلاسيكية ذات جدوى ،وأضافت هذه المصادر أن جبهة الجولان ستتحول الي جبهة مواجهة حقيقية كما هو الوضع في الجبهة اللبنانية وجبهة غزه ،وهذا يعني ان يتحول الجيش السوري من جيش كلاسيكي إلي مجموعات عسكرية تمارس عمل المجموعات الفدائية .

 

- أبدت إسرائيل قلقا من الموقف الروسي علي خلفية ما تم تسريبه من أخبار بأن روسيا ستزود سوريا بصواريخ مضادة للطائرات ومضادة للصواريخ طويلة المدى من طراز s 300"" ،هذه الصواريخ من شأنها أن تشكل خطرا علي سلاح الجو الإسرائيلي إذا ما قرر اختراق الأجواء السورية لتوجيه ضربات إلي بعض الأهداف ،وكذلك ترى أوساط أمنية وسياسية إسرائيلية أن هذه الصواريخ تكسر التفوق العسكري الإسرائيلي،و ستحاول إسرائيل أن تمنع تنفيذ هذه الصفقة من خلال حلفائها في الإدارة الأمريكية ومن بعض الدول الأوربية ، لأنها ستعطي الأسد ورقة رابحة في حربه علي أي تدخل خارجي كما ستعطي روسيا ورقة قوية تمكنها من لعب دور أكثر محورية وأهمية مما تلعبه الآن.

- التداعيات علي الغارة ستستمر وستتفاعل رغم أن الأجواء باتت أخف توترا ، والمشاهد يلحظ إن القيادة السورية امتصت الغارة وهدأت من التوتر، فالتركيز السوري ينصب علي الوضع الداخلي الذي يشكل الهاجس الأكبر للنظام من الغارة الإسرائيلية التي تستهدف موقعا عسكريا هنا أو هناك ، الهدوء هش وحذر ومن الممكن أن يتغير في كل لحظه نتيجة لتطور الأوضاع الداخلية في سوريا.

- أما بخصوص الجبهة الجنوبية جبهة غزه وسيناء ،تعيش هذه الأيام حالة من الهدوء، الهدوء الذي يوصف دائما بأنه هش ومخادع، ويعود السبب في الهدوء علي الحدود الجنوبية وفقا لتقديرات أمنية إسرائيلية مراقبةً لما يحدث من تطورات ساخنة علي الجبهة الشمالية ،وأضافت المصادر الأمنية الإسرائيلية بأن حماس المسيطرة علي قطاع غزه معنية بالتهدئة في هذه المرحلة لتتجنب ردود فعل إسرائيلية قد تكلفها إسقاط حكمها وإنهاء سيطرتها علي قطاع غزه، وكذلك نتيجة للرسائل التي أوصلتها قطر لقادة حماس بضرورة ابتعادهم عن تطور الأوضاع في الشمال وفقاً لما قالته المصادر الإسرائيلية.

حرره: 
م.م