البطل: A.bomb!

182823_10150090280381819_103552476818_6360053_6720450_n

علاقة البازيلا بالجزر، أو علاقة الورد الأحمر بيوم الحب، أو علاقة البيض بالكاتوه.. وبالطبع، علاقة السياسة بالاقتصاد بالحرب! لكن.. ما علاقة الشعر بالقنبلة النووية A.bomb الايرانية؟

سأعقد قنطرة بين الضفتين، وقصدي علاقة القنبلة الإيرانية بالدولة الفلسطينية.

للشاعر الأميركي روبرت فروست قصيدة رومانسية، تقول-فيما تحفظه ذاكرة كهلة: ناءت السماء بالسر العظيم، فألقت به على كاهل الجبال الراسخات، فدحرجته هذه الى الوديان، والتي رفعته الى أغصان الشجر المثمر؟؟ حط عصفور لاه، ونقر الثمرة، وطار بها الى السماء 'تراني لو أمسكت بهذا العصفور هل سأعرف منه السر'.

السر في مسألة القنبلة النووية هو لغز الضوء الأخضر (الاحمر، الأصفر) من الولايات المتحدة لاسرائيل. أعطت واشنطن ضوءاً أحمر لم يردع بيغن عن قصف مفاعل تموز العراقي.

أعطت ضوءاً أخضر، فقصفت إسرائيل ما بدا مشروعاً نووياً سورياً.. والآن، ضوءاً أصفر متقطعاً في قصفها لمشروع القنبلة النووية الإيرانية.

ما علاقة هذا بالدولة الفلسطينية؟ لعلني أمسكت بريشة العصفور الهارب، من بين سطور تقرير نشر، في 'عيد الحب' بصحيفة 'هآرتس'. يقول التقرير إن إسرائيل أوقفت تزويد إدارة أوباما بالمعلومات حول خطط إسرائيلية لتوجيه ضربة إجهاض. متى؟ بعد خطاب أوباما في أيار (مايو) 2011، الذي دعا فيه إسرائيل الى إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على أساس خطوط 1967 مع تبادلات أرضية. بعدها، توقف الاسرائيليون عن إحاطة الاميركيين بخططهم، فقد غضبوا، وتوقفوا عن الحديث التنسيقي.

من قبل، كانوا يتحدثون في إسرائيل عن هذه المعادلة. 'بوشهر مقابل يتسهار' الأولى كانت بداية المشروع النووي السلمي لتوليد الكهرباء واستخدامات الذرة في الطب.. وقد تم تشغيلها؛ والثانية هي مستوطنة يتسهار في شمال الضفة، وتفكيكها مع أخواتها لإزالة عقبة أمام 'حل الدولتين'.. ومن بعد؟ ينقل الإيرانيون مشروعهم 'السري' الى بطن الجبل قرب مدينة 'قم' المقدسة، فيما يعرف بموقع 'باردو'.

تقول أميركا، صادقة أو مراوغة، ان ليس لديها قنابل قادرة على اختراق صخور جبل بهذا العمق. تقول إسرائيل ان نقل المشروع الى بطن الجبل يعني 'نقطة اللاعودة' وأن أي ضربة إسرائيلية بعده، ستعيق المشروع سنة أو سنتين.. لكن، ستطلق أيدي كبير الملالي، مرشد الثورة، علي خامنئي، للعمل علانية على تحويل يورانيوم مخصب بنسبة 20% للاستخدامات السلمية، الى التخصيب بنسبة 90%.

تلاعبوا في اسرائيل، ولا يزالون، في مسألة 'قوة نووية' لديهم، أو 'قدرة نووية' يملكونها كما فعل رئيس الدولة، آنذاك، أفرايم كاتسير، وهو عالم فيزيائي. وعندما سأل الرئيس جون.ف. كنيدي رئيس الوزراء بن-غوريون عن الموضوع، قال الأخير: لن تكون إسرائيل البادئة بإدخال السلاح النووي الى الشرق الأوسط.

جاء دور الإيرانيين للتلاعب، ودور الأميركيين والأوروبيين في تشديد العقوبات الاقتصادية، لتجفيف موارد إيران عن الصناعة الذرية.

لعبة السوفيات والقنبلة كانت علانية، وكذا الصين وحتى الهند والباكستان.. وليس لأي من هذه البلدان 'ذراع' يطال إسرائيل، كما حال ايران.

الى الوراء، تم دفع مشروع 'شرق أوسط خال من الأسلحة النووية' ولا يطرحون السؤال الصحيح: لماذا تحتكر اسرائيل وحدها السلاح النووي.

لا تريد إسرائيل سلاماً سياسياً، ولا سلاماً نووياً (الردع المتبادل) كما حال الصين والهند، والباكستان والهند.. وروسيا واميركا.

قنبلة ايرانية واحدة أو اثنتان لن تمحو اسرائيل من الوجود، ومائة قنبلة اسرائيلية لن تمحو ايران من الوجود.. والمسألة أن الترويع الاسرائيلي اتخذ من صواريخ مصر ذريعة، ثم من سلاح العراق ذريعة.. وحتى من سياسة أبو مازن ذريعة؟

السؤال الصحيح هو: كيف للقنبلة النووية الإيرانية أن تهدد عرب الخليج المسلمين، حتى لو كانوا سنة؟ وكيف لها أن تبيد الفلسطينيين مع الإسرائيليين. التخويف الإسرائيلي بالقنبلة غطاء للتخويف بالدولة الفلسطينية.

ربما لا تصدقون، لكنني أصدق شعر روبرت فروست عن العصفور والسر، أو طائرات سلاح الجو الإسرائيلي والمفاعل في قلب الجبل؟