المصري: الأيام المقبلة مرشحة لتطورات كبيرة على الحدود مع سوريا

عمان: أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري، أن الأردن يفضل خيار التدرج في إنهاء نظام الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن بلاده تستعد لبدائل عدة حال فشل الدعوات الرامية لإيجاد حل سلمي ينهي دوامة العنف لدى جارتها الشمالية، وأن الحدود الأردنية - السورية مرشحة لتطورات كبيرة خلال الأيام المقبلة.

ورفض المصري الرد على اتهامات وجهها الأسد أخيراً إلى الأردن قال فيها "إن عمان تسهل دخول آلاف المقاتلين إلى بلدنا"، كما نفى موافقة العاصمة على فتح أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي لاستطلاع مواقع إستراتيجية داخل سوريا، تمهيداً لضربها. وقال "إن الأيام المقبلة مرشحة لحدوث تطورات كبيرة على حدودنا مع سوريا، وعلينا الاستعداد جيداً، وتحضير البدائل، في حال استُنفد الحل السلمي". كما عبر عن خشيته من احتمال توجه نظام الأسد إلى تكثيف هجماته على جنوب سوريا المحاذي للأردن، مضيفاً "إن أي إجراءات عسكرية غير مألوفة ستكون لها ارتدادات خطرة على المملكة، كما ستدفع باتجاه موجات لجوء كبيرة، وهو ما قد يزيد الأمر تعقيداً".

وعن وجود قوات أجنبية على الأراضي الأردنية، وانخراط الأردن بتدريب قوات المعارضة السورية، قال لصحيفة الحياة اللندنية: "أعرف أن هناك خبراء غربيين يترددون على المملكة باستمرار لبحث كيفية احتواء خطر الأسلحة الكيماوية السورية، هذا ما أعرفه فقط".

وبحسب ما جاء في صحيفة الحياة اللندنية أن الأردن كان قد أقر قبل أيام بتوجهه إلى استقبال جنود أميركيين، لكنه شدد على ثبات موقفه الرافض أي تدخل عسكري في سوريا، والداعي إلى حل سياسي شامل.

وعن إمكان إقامة منطقة عازلة جنوب سوريا قرب الحدود الأردنية، قال المصري: "لقد طرحت هذه الفكرة داخل أوساط القرار الأردني، وتبيّن أنها غير عملية في مثل هذه الظروف ،إقامة المنطقة العازلة تحتاج إلى دخول الأراضي السورية، وفرض تطهير وحماية للمنطقة المستهدفة أرضاً وجواً، ثم نقل مخيمات اللجوء الأردنية إليها، وهذا أمر مستبعد حالياً لأسباب يطول شرحها".

وكانت الحكومة الأردنية أعلنت في وقت سابق أنها تدرس خيار مدينة درعا، وهي الأكبر على مستوى مدن الجنوب السوري، لاختبار إمكان احتضانها المنطقة المذكورة.

وتحدث المصري عن زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة أخيراً، مشيراً إلى "أن واشنطن باتت تميل إلى إعلان جنيف الذي يتضمن إطاراً لحل سلمي للأزمة السورية".

وفي شأن الحديث عن "مخاطر" تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين، قال إن «فكرة الوطن البديل ليس لها وجود على أرض الواقع، فالأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين". وتابع: "يبدو أن هناك أصحاب أجندات مشبوهة "لم يسمهم أيضاً"، يحاولون الإيقاع بين المكونين الأردني والفلسطيني".

وعن الأنباء التي تحدثت أخيراً عن التحضير لكونفيديرالية مقبلة بين فلسطين «الدولة الجديدة» وبين المملكة، قال المصري إن "موقفنا في الأردن واضح يعرفه الجميع ،لن نتحدث عن هكذا خيار قبل أن تعلن دولة فلسطين دولة مستقلة، وتدخل إلى الأمم المتحدة». وزاد: "أعتقد أن أي اتفاق وحدوي لن يتم إذا ما بقي الملف الفلسطيني هلامياً غير محدد المعالم".

وعن علاقة الدولة الأردنية بجماعة "الإخوان المسلمين"، اعتبر المصري أن "الحال كما هي لم تتغير منذ فترة، فالمواقف متباعدة، ولا اتصالات أو تقدم في العلاقة"، مفضلاً عدم الخوض في تفاصيلها. لكنه لفت إلى أن الحراك الأردني الذي دخل عامه الثالث، "أفرز إصلاحات لا يستهان بها"، قائلاً: "ننتظر المزيد، لكن بأسلوب سلمي متدرج يحفظ للوطن أمنه وسلامته واستقراره".

حرره: 
م.م