العشرات من اليهود سيحتفلون في جزيرة جربة التونسية

تونس: يبدأ العشرات من اليهود المقيمين في أوروبا غدا الإثنين بالتوافد على جزيرة "جربة" التونسية للمشاركة في شعائر دينية سنوية تقام في كنيس (الغريبة) اليهودي الذي يُعد واحدا من أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا.

وقال رينيه الطرابلسي (يهودي تونسي ناشط في قطاع السياحة ويتولى تأمين سياحة اليهود بجزيرة جربة)، لوكالة يونايتد برس انترناشونال اليوم الأحد، إن عددا من اليهود المقيمين خارج تونس سيصلون غدا إلى جربة للمشاركة في الإحتفال الديني السنوي".

وأوضح ان الإحتفالات الدينية التي تُقام سنويا في كنيس الغريبة، الذي يضم واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم ، ستنطلق يوم الجمعة المقبل لتتواصل على مدى يومين.

وأشار الطرابلسي إلى أن الإستعدادات انطلقت منذ مدة، وتوقع أن يُشارك فيها نحو 450 يهوديا من أوروبا، اضافة إلى أفراد الجالية اليهودية بتونس، ليرتفع العدد بذلك إلى نحو 1500 يهودي.

وأعرب عن أمله في أن تتم هذه الإحتفالات في ظروف أمنية هادئة، لافتا إلى أن الحكومة التونسية سبق لها أن طمأنت الجالية اليهودية ، حيث دفعت بتعزيزات امنية هامة إلى جزيرة جربة ( نحو 500 كلم) شرق تونس العاصمة.

وكانت الطائفة اليهودية في جزيرة جربة استأنفت العام الماضي هذه الإحتفالات السنوية بعد أن ألغتها خلال العام 2011 بسبب'الأوضاع التي مرت بها تونس في أعقاب سقوط نظام الرئيس التونسي السابق بن علي في 14 يناير 2011.

وإعتبر الطرابلسي أن تنظيم الإحتفالات هذا العام"يعد نجاحا في حد ذاته، ومناسبة هامة لإبراز روح التسامح والتعايش في تونس".

يُشار إلى أن يهود تونس دأبوا على تنظيم هذه الإحتفالات سنويا بمشاركة المئات من اليهود التونسيين المقيمين وفي عدد من الدول الأخرى، منها فرنسا وإيطاليا، كما شارك فيها خلال سنوات ماضية عدد من اليهود القادمين من إسرائيل.

وكان كنيس الغريبة يستقطب سنويا آلاف السياح والزائرين يهودا وغير يهود، الذين يزورنه للمشاركة في الإحتفالات الدينية، التي تتم وسط حماية أمنية مشددة، وذلك منذ تعرضه في الحادي عشر من إبريل/نيسان من العام 2002 إلى تفجير تبناه تنظيم 'القاعدة"، أسفر في حينه عن مقتل 21 شخصا، معظمهم من السياح الألمان.

وكانت السلطات التونسية مهدت لإحتفالات العام الماضي بتوجيه رسائل طمأنة لليهود في جزيرة جربة، وذلك على لسان الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المؤقتة في ذلك الوقت حمادي الجبالي، بالإضافة إلى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد.

ويُقدر عدد أفراد الجالية اليهودية في تونس حاليا بنحو ألفي شخص فقط، موزعين على جربة وتونس العاصمة وبعض المدن الأخرى، علما وأن الجالية اليهودية كانت تعد واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في المنطقة العربية، غير أن عدد أفرادها تراجع على مر السنين.

حرره: 
م.م