الاسد: بعد سوريا الاردن..والمعارضة ممولة من القاعدة

قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن ما يجري في سوريا حرب بكل ما للكلمة من معنى، وحذّر الأردن من أنه معرّض للحريق، كما حذّر الغرب من أنه سيدفع ثمن تمويله للقاعدة في سوريا.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة (الإخبارية السورية)، بثّتها مساء اليوم الأربعاء، بمناسبة عيد الجلاء، إن "البعض اعتقد في البداية أن ما يجري في سوريا هو أحداث أمنية"، غير أنه أشار إلى أن "ما يجري الآن هو حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى". 

ولفت الأسد إلى أن " الوضع الحالي في سوريا أفضل مما كان عليه في بداية الأزمة".

وأشار إلى أن "الأزمة السورية أصبحت محط إحراج لبعض الدول، أو قضية حياة أو موت بالنسبة إليها، فكرّست كل قوتها من أجل ضرب سوريا وطناً وشعباً".

وأضاف أن "هناك القوى الكبرى من جهة، والقوى التكفيرية التي تريد ضرب سوريا"، مؤكداً "أننا نحارب الآن القوى التكفيرية في سوريا".

وأشار إلى أن "هناك قوى كبرى، تحديداً الولايات المتحدة، لا تريد أن تبقى أي دول حرة، بل تريدها أن تكون خانعة"، معتبراً أن "هناك أيضاً محاولة لاحتلال سوريا من الناحية الثقافية".

وأكّد الأسد أن ما نقوم به في سوريا هو "عملية القضاء على إرهابيين"، معتبراً أنه "في حال لم نقضِ على الإرهابيين، لا معنى إذاً لتحرير أي منطقة في سوريا".

ولدى سؤاله عما إذا كان يخاف من الطائفية في سوريا، قال إنه "في كل المجتماعات مجموعات لديها فكر محدود وانتماء وطني ضعيف".

واعتبر أنه "علينا أن نراهن على وعي الشعب"، مشيراً إلى أن "الشعب السوري أثبت فعلاً خلال العامين الماضيين أنه شعب واعٍ"، قائلاً إن "الشعب السوري شعب عظيم لا قلق عليه".

وبمناسبة عيد الجلاء، اعتبر الأسد أن "الاستقلال الحقيقي هو عندما يجلي المستعمر عن الأرض ونستعيد السيادة"، مؤكداً أنه "من الفضل لنا أن تكون الأرض محتلة، والشعب حرب، من أن يكون لدينا أرض حرة، وشعب مرتهن".

واعبر أن "سوريا تتعرّض لمحاولة استعمار جديد، بكل الوسائل، وبكل الطرق"، مشيراً إلى أن "هناك محاولة لغزو سوريا من قوات مختلفة، رغم اعتمادها وسائل جديدة للاستعمار".

وقال إن "الغرب انتقل مؤخراً علناً لدعم المسلحين لوجستياً وتسليحاً"، معتبراً أن "ما ينشر من خرائط تقسيم سوريا أو يسوّق له ويسرّب للسوريين جزء من الحرب النفسية".

من جهة سوريا، قال الأسد ردّاً على سؤال حول الاتفاق بين الأكراد وتركيا، إن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان "استعان بالاكراد ربما من أجل الحصول على أصوات في الدستور المقبل الذي يفكر به" ويمكّنه من أن يكون رئيساً لتركيا بصلاحيات أوسع.

واعتبر الأسد أن "الأكراد لا يثقون بأردوغان"، مذكّراً بـ"المجازر التركية بحق الأكراد في زمن الدولة العثمانية".

وأشار الى أن "أردوغان فشل بما سمي سياسة صفر مشاكل، والتي تحولت الى صفر سياسة وصفر رؤية وصفر أصدقاء وصفر أخلاق".

وحول الحوار الذي أعلنت عنه الحكومة السورية، قال الأسد "نحن نحاور من يغار على سوريا، ومن لم يتعامل مع إسرائيل لا سراً ولا علناً"، واعتبر أن "المعارضة لا يمكن أن تكون وطنية إلا إذا كانت مستقرة، والقوى التي تتذبذب وتتلون كالحرباء لا يمكن أن أضعها تحت عنوان الوطنية"، مشيراً الى أن "كل معارضة تجلس في الخارج طوعاً ليست وطنية"، وأن "الدولة لا تفاوض أشخاصاً".

وحول الأردن، كشف الرئيس السوري أنه أرسل مبعوثاً الى عمّان للوقوف على صحة المعلومات التي تحدثت عن دور للأردن في إرسال المقاتلين الى سوريا، مشيراً الى أن المسؤولين الأردنيين نفوا أي مسؤولية لهم عن دخول الإرهابيين إلى سوريا.

غير أن الأسد قال إن "ما هو مدقق ومؤكد لدينا وموثق باعترافات الإرهابيين هو دخولهم بسلاحهم عن طريق الحدود الأردنية"، وتساءل "كيف يعجز الأردن عن منع آلاف المسلحين من دخول سوريا فيما لا يتمكن مقاوم واحد من دخول فلسطين" عبر أراضيه؟

وتمنى من الأردن أن "يكون أكثر وعياً لأن الحريق لن يقف عند الحدود السورية"، لافتاً الى أن "الكل يعلم أن الأردن معرّض للحريق كما هي سوريا معرّضة له".

وحذّر الرئيس السوري الغرب من أنه سيدفع ثمن تمويله للقاعدة في سوريا، قائلاً "كما موّل الغرب القاعدة في افغانستان في بدايتها، ودفع الثمن غالياً لاحقاً، الآن يدعمها في سوريا وفي ليبيا وفي أماكن أخرى، وسيدفع الثمن لاحقاً في قلب أوروبا وفي قلب الولايات المتحدة" وفقا "يو بي أي"

حرره: 
ع.ن