الحب الأميركي الذي طَيّرَ فياض

 بقلم: عاموس هرئيل

 لست متأكد أن أبو مازن كان سيتخذ قرار بقبول استقالة رئيس وزارئه، لولا تسريب أمر محادثته الهاتفية مع  جون كيري. فتح يحتفلون، ولكنهم لا يعلمون أن حماس قد تدخل الى الحكومة من الباب الخلفي.

وقرار سلام فياض بتقديم استقالته لم تكن مفاجئة. لأن الخلافات بين فياض وعباس والتهديدات بالاستقالة ترددت كثير مؤخرا، ولكن المفاجئة تكمن في قبول عباس الإستقالة وذلك بسبب الضغوط الاميركية.

في نهاية الأسبوع، يدعي مقربو فياض، أن خبراً نشر وفي وسائل الإعلام أدى إلى القضاء على احتمالات بقاء فياض بالبقاء في مكتب رئيس الحكومة: أحد رجال أبو مازن كما يبدو أحد قيادات فتح سرب إلى وكالة الأنباء الفرنسية أنه خلال محادثة هاتفية بين أبو مازن ووزير الخارجية الأميركية جون كيري طالب فيها الثاني بإبقاء سلام فياض في منصبه. تداعيات نشر خبر واضحة: أبو مازن وحتى فياض غير قادرين على الموافقة للانصياع للضغط الأميركي بسبب كشف ذلك عبر وسائل الإعلام.

بالنسبة لفياض نشر الخبر عن الضغوط الأميركية كان قرار محكمة جماهير، اظهر أن الإدارة الأميركية تتدخل في الشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية. وبذلك كانت الطريق قصيرة نحو قبول أبو مازن استقالة فياض. اللقاء بين الاثنين استمر 20 دقيقة فقط.  والسؤال الذي ظل معلقا في الهواء هو من سيخلف فياض.

علاقات سلام فياض مع الأميركيين مميزة جدا مع البيت الأبيض، وهذه هي المشكلة الأولى التي يتوجب على الرئيس عباس أن يتعاطى معها. فلا يوجد أي مسؤول رفيع فلسطيني يحظى بذات الثقة التي حصل عليها فياض في أروقة البيت الأبيض. فياض معروف بعلاقاته مع اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، الذي ساعده أكثر من مرة في مسألة نقل أموال الدعم للسلطة الفلسطينية وذلك بخلاف رغبة عدد من أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري. أيضا علاقات فياض مع الجانب الإسرائيلي سهلت عليه الحصول على تصاريح من إسرائيل للبدء بتنفيذ مشاريع بالضفة. ولأجل ذلك فإن مسألة الوريث تبدو أمراً حساسا .

حرره: 
ا.ش