البروفيسور آسا كيشر: الموت سيئ من أجل بلادنا

بقلم: يونتان هلالي

سيئ الموت، وسيئ الموت من أجل بلادنا"، قال أمس (الأول) البروفيسور آسا كيشر في ندوة في مدرسة هريالي في حيفا، عقدت على شرف 62 من خريجي المدرسة ممن تلقوا أوسمة الجيش الاسرائيلي. "أحيانا نكون مضطرين لتعريض أنفسنا للخطر. وعند التعرض للخطر نصاب أحيانا، لكن الأحاديث عن التضحية غير دقيقة على نحو خطير. محظور علينا أن نربي الناس على التضحية الذاتية".

وقال كيشر، واضع المدونة الأخلاقية للجيش الاسرائيلي: "نحن لا نطلب من الجنود الموت من أجل البلاد. نحن نطلب منهم القتال كما ينبغي، لكن حياة الانسان مقدسة في الدولة اليهودية والديمقراطية، ومسموح تعريضها للخطر فقط عندما لا يكون مفر وبشكل عاقل". وحذر من اجتياز الخطوط حين يدور الحديث عن الشجاعة، وانتقد ما قيل قبل ذلك في الندوة، من اللواء احتياط النائب عمرام متسناع أيضا. وقال: "ان التضحية تتجاوز الخط الذي يسمح لنا بالتربية عليه، ثمة أناس لا يعودون من المهمة لكنهم أخذوا على عاتقهم المخاطرة، وليس الموت".
وفي حديثه ألمح بالقول الشهير ليوسف ترومبلدور الذي قال: "خير الموت من أجل بلادنا"، وبعد ذلك تناوله مباشرة فقال: "هذه ليست بالضبط كلمات ترومبلدور. فقد قال: "مجد الموت من أجل البلاد، ومتى ستأخذونني من هنا الى كفار غلعادي". فهو لم يرغب في الموت ولم يصفق لنفسه في أنه سيموت. لقد طلب من الطبيب الذي نشر أقواله ان يأخذه من تل حي الى كيبوتس يوجد فيه مستشفى، لكن الى أن نقل اليه كان قد توفي متأثرا بجراحه".

كما هاجم كيشر أيضا سياسة الاوسمة في الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع ووصف والهيئتين بأنهما "بخيلتان". "الدولة والجيش الاسرائيلي يعانيان من موقف بخيل في منح أوسمة البطولة، نحن مجتمع له موقف بخيل من الكلمة الطيبة، ولا يمتدح الا عندما لا يكون مفر".

وشرح قائلا: "لقد ارتكبت افعال من قبل أشخاص كثيرين لا يقلون في بطولتهم عن الحاصلين على وسام البطولة ولا يحتمل أن في لحظة معينة قالوا: "انتهينا، لا توجد ظاهرة كهذه لمن هو جدير". لماذا انتهى؟ لماذا انقضى؟ غدا أيضا يمكن أن يكون جندي أو جندية يقوم أو تقوم بافعال بطولة من ذات صنف أسلافهما قبل سنوات طويلة". منذ قيام الدولة منح وسام البطولة أربعين مرة، لكن المرة الأخيرة كانت في عام 1975 عن أفعال في حرب يوم الغفران.

كيشر، أب ثاكل بنفسه، انتقد ايضا الفكرة التي ظهرت في السنوات الأخيرة لفصل يوم الذكرى عن يوم الاستقلال، وشرح انه "يجب ربط الكرب مع الفرح، ومن غير الوارد الفرح باستقلال الشعب اليهودي دون ذكر الشهداء، وليس صحيحا الادمان على ألم الكرب دون ذكر السياق في أن الناس سقطوا اثناء المعركة من أجل الدولة