ما فهمه أوباما والإسرائيليون خلال الزيارة

 بقلم: جيفري غولدبرغ

حققت حملة السحر الشخصية للرئيس أوباما، التي استغرقت يومين، هدفها الأساس: إقناع الاسرائيليين بان ليس للرئيس قرنان.

انجاز أوباما رمزي في قسم منه. فبالابتسامات وببضع كلمات مهدئة عن الشرعية التي لا جدال فيها لاسرائيل، نجح بقدر كبير في تعطيل الحملة الدعائية التي استهدفت اقناع الاسرائيليين بانه الابن غير الشرعي لجيمي كارتر وهامان الشرير. جونتان توفين، الناقد اللاذع السابق لموقف اوباما من اسرائيل، كتب في مجلة "كومنتري" يقول ان الكثيرين من "المدافعين اليهود الديمقراطيين عن اوباما تلقوا تأكيدا لموقفهم بينما كاد منتقدوه يسكتون".

كانت هناك أيضا انجازات جوهرية. لقد نجح اوباما في اقناع نتنياهو بالاتصال برئيس وزراء تركيا العاق، رجب طيب اردوغان، ليقول انه يأسف على فقدان حياة الاتراك في أسطول مرمرة.

كما بحث نتنياهو واوباما في موضوع ايران، في محاولة لتنسيق الجدول الزمني للعملية ضد البرنامج النووي. يبدو أن الاسرائيليين أقنعوا اوباما بان البرنامج النووي هو تهديد وجودي، وبالمقابل نجح اوباما في اقناع المؤسسة الامنية الاسرائيلية بأنه يتحدث بصدق حين يقول انه سيستخدم القوة العسكرية ضد البرنامج النووي الايراني، إذا فشلت الحكومات.

في خطابه امام الطلاب الاسرائيليين قال اوباما: "محظور أن تملك ايران سلاحا نوويا. هذا ليس خطرا يمكن احتواؤه، وكل الخيارات لتحقيق اهدافنا على الطاولة. أميركا ستفعل كل ما يلزم لمنع تسلح ايران بسلاح نووي".

كان الخطاب نجاحاً بيانياً ونجاحاً تكتيكياً، كما يتفق الجميع. فالدعم الذي أعرب عنه الرئيس لاسرائيل كان وديا وغير متحفظ جدا حين قام بالتفاتة في منتصف الخطاب وطلب من الاسرائيليين أن يفكروا بمعاناة الفلسطينيين، فحصل على هتافات عاصفة. ولكن اللحظة التي اتضح فيها لي انه من الصعب تهدئة مخاوف الاسرائيليين من الرئيس، من الولايات المتحدة ومن أمن دولتهم، حل بعد يوم، في يد واسم، خلال طقس هادئ.

لقد أطلق أوباما صيغة انتظرها الاسرائيليون. في العام 2009 في القاهرة، اطلق اوباما فكرا بموجبه تشرح الكارثة وجود اسرائيل وتبررها. هذا الفكر يعتبر منبوذا في التيار المركزي في الشارع الاسرائيلي. اسرائيل موجودة لانها الوطن التاريخي للشعب اليهودي وليس لان اوروبا قررت حل المشكلة اليهودية على ظهر العرب. في "يد واسم"، الغى اوباما قسما من خطاب القاهرة. قال: "هنا، في بلادكم العتيقة، ينبغي القول بحيث يسمع العالم كله: دولة اسرائيل لا توجد بسبب الكارثة. بفضل قدرة دولة يهودية قوية على البقاء، فان الكارثة لن تحصل مرة اخرى ابدا". رئيس الوزراء نتنياهو، الذي وقف الى جانب الرئيس، بدا راضيا.

عندها جاء الحاخام الرئيس السابق لاسرائيل، مئير لاو، الذي لم يبد مرتاحا. نظر مباشرة الى اوباما وقال: "بودي أن استغل هذه المناسبة لأشكرك. في 11 نيسان 1945، في معسكر الابادة في بوكنفيلد حيث زرت من قبل، اقتحم الجنود الاميركيون المعسكر وحرروا السجناء اليهود".

وواصل لاو فوصف اللقاء الذي كان له مؤخرا في سياتل، مع أحد محرريه، الاميركي ليو هيمز. "رحب بي والدموع في عينيه. وهو يعرف أني ناجٍ من الكارثة، من مواليد بوكنفيلد. صافحني وقال: "سيدي، كنت واحداً من محرري بوكنفيلد. طلبت لقاءك قبل أن أعيد أنفاسي إلى رب العالمين. أطلب مغفرتك على أننا تأخرنا. جئنا متأخرين جدا". نظر لاو الى اوباما. "أمس، سيدي الرئيس، وعدتنا بأننا لسنا وحدنا. لا تأت متأخراً..."

في أعقاب الاقوال سمعت عن بعض الاسرائيليين ممن غضبوا من مقارنة لاو اليهود عديمي الحيلة في بوكنفيلد مع اليهود المسلحين جدا من اسرائيل. قول لاو لاوباما يخرج عن السيناريو: اسرائيل تأسست كي لا يضطر اليهود بعد اليوم للاجانب ليحموا حياتهم. ولكن لاو شخّص شيئاً ما حقيقياً في هذه اللحظة في تاريخ اسرائيل: توجد تحديات أكبر من أن تتمكن اسرائيل من مواجهتها وحدها. تهديد ايران النووية قد يكون واحدا منها. حماية اسرائيل كفيلة، اكثر من الماضي، بان تكون في أيدي جهة خارجية، حيث لم يتصور أحد أبدا بان تودع في يده مسؤولية كهذه.