جامعة بيرزيت تنقل التجربة الناجحة لنادي الحاسوب في "الجلزون" إلى "الأمعري"

 

في يوم السبت من كل أسبوع، وفور الانتهاء من محاضراتهم الجامعية، تستعد مجموعة من الطلبة المتطوعين من جامعة بيرزيت للتوجه إلى مخيم الجلزون،  وبالتحديد لنادي الحاسوب هناك، حيث يكون بانتظارهم مجموعة من أطفال المخيم من طلبة المدارس في مرحلتهم الابتدائية.  وعلى مدار ساعتين من الوقت، يقوم المتطوعون بتوجيه وإرشاد طلبة المدارس في المخيم لبرمجة ألعاب حاسوبية وصنع قصص ورسوم متحركة الكترونية باستخدام برامج "سكراتش".

و"سكراتش" هي بيئة مبتكرة قام بتطويرها معهد ماساتشوستس للتقنية "MIT"، تسمح بتعلم البرمجة ومبادئها الأساسية إلى جانب تطوير المهارات الأخرى مثل التفكير المنطقي والعمل الابداعي في حل المشكلات، وله أهداف تربوية تعليمية  تتمثل في تمكن الطلبة من التعلم والتعبير عن قدراتهم من خلال تقنيات حديثة.

 وفي نهاية كل لقاء، يقوم الأطفال بنشر أعمالهم من ألعاب وقصص إلكترونية مكتملة على الإنترنت وبالتحديد على الموقع الخاص بمشاريع "سكراتش"، وذلك لمشاركة أقرانهم حول العالم بما صنعوا،  مما يتيح لهم نقاش أعمالهم وتبادل الرأي مع الآخرين، مما يوفر لهم منبراً للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بطرق إبداعية.

تقود المهندسة ياسمين هاشم، خريجة هندسة أنظمة الحاسوب من جامعة بيرزيت، فريقاً من المتطوعين من طلبة الجامعة وتلتقي بهم أسبوعياً بهدف التحضير وإعداد المواد التدريبية التي يتم استخدامها في اللقاء الأسبوعي مع أطفال المخيم.  وعلى الرغم من تخرج ياسمين من الجامعة ترغب في الاستمرار بالعمل التطوعي على هذا المشروع مع مركز نجاد زعني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة،  من منطلق حب العطاء والعمل الانساني والتفاعل الاجتماعي وتطوير الذات.

وقد استطاع مركز نجاد زعني لتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع جامعة "زيغن" الألمانية الحصول على تمويل لافتتاح نادي حاسوب آخر في مخيم الأمعري وتزويده بأجهزة حاسوب حديثة. وبمساعدة من قسم العمل التعاوني في عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، قام منسق المشروع في مركز نجاد زعني م. جورج يروسيس باستقطاب وبناء فريق من المتطوعين للعمل في النادي الحديث.

وتم مؤخراً اللقاء  الأسبوعي الأول مع اطفال مخيم الأمعري، حيث قام فريق المتطوعين والمتمثل بالطلبة عزات محمود، وسجود الحاج، واسلام القريني، وهديل ديوان وحنان الريماوي بالتوجه إلى نادي الحاسوب ولقاء الأطفال من الصفوف الخامس والسادس الأساسي في النادي وتعرفوا عليهم وعرضوا تفاصيل برنامج التدريب الذي سيستمر طيلة الفصل الحالي.

وعن دوافع العمل التطوعي في المخيمات، تقول الطالبة سجود "أنا أرى أنه إذا ما أردنا أن ننهض بمجتمعنا ونرتقي به ونساهم في تقدمه فلا بد أن نستهدف فئة الأطفال وننمي عندهم روح القيادة والريادة في شتى الميادين، وأهمها في مجال البرمجة وذلك لأنهم شباب الأمة المنتظر وعمادها، إضافة إلى أن لهذا العمل لذة لا توصف وهذا ما جذبني منذ البداية."

ومن الجدير بالذكر أن المتخصصة التربوية عبلة ابو نبعة،  قد قامت بإعداد مواد تدريبية لبرنامج "سكراتش" تستهدف الفئة العمرية التي يتم العمل معها حالياً في المخيمات، كما وتقوم بدور الإشراف والتوجيه التربوي لفرق المتطوعين من جامعة بيرزيت.  ويقوم نادي الطفل الفلسطيني في مخيم الامعري وجمعية ديما للإبداع في مخيم الجلزون باحتضان نوادي الحاسوب.

ويطمح  مركز نجاد زعني لتكنولوجيا المعلومات في جامعة بيرزيت للوصول إلى كل المخيمات الفلسطينية، وتعزيز جسور التواصل بينها بين جامعة بيرزيت، وذلك من خلال انشاء وتفعيل نادي حاسوب في كل مخيم فلسطيني.

ويقول مدير مركز نجاد زعني أ. إبراهيم ابو قطيش أن المركز يسعى لتأسيس شبكة من نوادي الحاسوب في أماكن مختارة في المخيمات والقرى المجاورة لها.  وأضاف: " يفتح ناديي "الجلزون" و "الأمعري" أبوابه لطلبة المدارس في الفئة العمرية ما بين 8 إلى 14 عاما، ويشرف على إدارة أنشطتهما فريق متخصص وطلبة متطوعين من جامعة بيرزيت وجامعة زيغن الالمانية، ويتعلم  الطلبة المنتسبين مبادئ البرمجة باستخدام لغة "Scratch" و"Google App Inventor"، والذي من خلاله يستطيع الأطفال تعلم برمجة تطبيقات الهواتف الذكية التي تعمل بنظام Android."

 

-    زمن برس غير مسؤولة عن مضمون الأخبار الواردة ضمن زاوية المؤسسات.

 
 
حرره: 
ع.ن