"رأس الشاعر"

 

رام الله: صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مجموعة شعرية جديدة للشاعر عمر شبانة، حملت عنوان "رأس الشاعر"، وجاءت المجموعة التي حملت الإهداء (إلى ع. شَبانة في عُزلته) في مائة وسبعين (170 صفحة) من القطع الوسط. وهي الرابعة للشاعر بعد "احتفال الشبابيك بالعاصفة" (1983)، و"غبار الشخص" (1997)، و"الطفل إذ يمضي" (2007). تصميم الغلاف للشاعر زهير أبو شايب، واللوحة "عمر الخيام" للفنان العراقي ضياء العزاوي.

من المجموعة:

في الثلاثينَ عادَ الفتى ساحرًا

سحرتْهُ ليالي قصيدتِهِ

 

في الثلاثينَ عادَ إلى التيهِ:

صحراءُ تمتدُّ ما بين شرقٍ وغربٍ

يسيرُ إلى روحِهِ في الخفاءِ وفي صَمتهِ

ويسيرُ إلى صَوتهِ

 

أيُّ صوتٍ يقودُ خطاهُ

فيَمضي إلى لَيلِ حَيرتِهِ

 

ليلُهُ الذئبةُ الهمجيَّةُ

تقضِمُ أيّامَه ساعةً.. ساعةً

ليلُه ملِكٌ يتربّعُ في بيتِهِ

ليلُه ملِكٌ قاتلٌ

يتربّعُ في عرشِ غربتِهِ

 

ومضى العُمرُ

في الأربعينَ غدا العُمرُ

ثرثرةً عن بداياتهِ

 

 

وانقضى زمنُ من هباءٍ وثرثرةٍ

عن برودةِ أيّامِهِ

وثُقوباتِ جعبتهِ

 

وقَضى في البداياتِ خمسينَ حُلمًا

بلا رِعشةِ الحُلمِ

ينكسرُ الحُلم عندَ ولادتهِ

مثلَما تتكسّرُ أمطارُه في محاجرِ غيمتِهِ

ويظلُّ الأسى شاهدًا في عناوينِ رحلتِهِ

 

هُوَ ذا

منذ خمسينَ تأكلُهُ ذئبةُ الوهمِ

تسرقُ أحلامَهُ

 

غيرَ أنَّ الفتى الكهلَ

يمضي إلى حربهِ

ليجدِّدَ صورتَهُ

ويعودَ إلى بيته المتهدِّمْ

حرره: 
م.م