طلبة كلية الهندسة المعمارية في جامعة البوليتنك يزورون مدينة روابي
رام الله: قام ما يزيد عن 50 طالبة وطالبا من كلية الهندسة المعمارية في جامعة بوليتكنك فلسطين بزيارة مدينة روابي، بهدف الإطلاع على مشاريع معمارية نوعية على أرض الواقع، ومعايشة سوق العمل لتطبيق ما يتم تعلمه من أسس في التخطيط الحضري والتصميم الإسكاني، هذا وقد رافق الطلاب المهندس بدر عطاونة، أستاذ الهندسة المعمارية في الجامعة، وكان في استقبالهم المهندس باسم زيادة ومجموعة من فريق الإشراف في روابي، منهم المهندس محمود عيسى، والمهندسة أمل أبو نمرة، وكذلك المهندسة شادية جرادات.
هذا وجرى النقاش أثناء الزيارة حول العديد من المحاور أهمها، التخطيط الحضري والبيئي الذي راعته مدينة روابي، من خلال اتباع فكرة التكرير للمواد والتي من أهمها مخلفات مواد البناء. كما أوضح المهندسون طبيعة نظام العزل الذي توفره المدينة والذي يسهم في توفير الطاقة، وأوجزوا الحديث عن التصاميم المتعددة لمباني المدينة، والمخطط العام لها، والذي لم يسبق أن تم العمل به بأي مدينة فلسطينية أخرى. كما وتطرق الحاضرون للحديث عن إجراءات السلامة العامة والأمان التي تتبعها المدينة في مواقع البناء للحفاظ على سلامة عامليها.
في هذا السياق، أكد عطاونة أن المدينة تقدم نمطا معماريا له لغته الخاصة، لغة وصفها بأنها صحية وتراثية تربط الحاضر بالتراث الفلسطيني، مضيفا: "أن اختيار المدينة للزيارة التعليمية جاء نتيجة كونها أكبر المشاريع الإنشائية في فلسطين والوحيد الذي يتبع نظم تخطيطية سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى التخطيط المعماري، الأمر الذي من شأنه أن يحفز الطلاب الزائرين ويعطيهم دفعة من الأمل حين يرون ما يدرسونه من أسس ومخططات تنفذ على أرض الواقع هنا في فلسطين"، متمنيا أن تعمم هذه التجربة وتكرر في مناطق أخرى.
من جهتهم، أبدى الطلبة الزائرون إعجابهم الشديد بالمدينة الجديدة التي تبنى بأيد فلسطينية محاولين الربط بين ما تعلموه من أسس في مساقاتهم الجامعية وما يرونه من مبان مشيده على الأرض، حيث قال الطالب عبد زماعرة: "روابي مدينة عصرية مصممة على أسس صحيحة، فقد راعى القائمون عليها أن تلبي المباني كافة الاحتياجات السكنية، وتجسد في آن واحد التراث الفلسطيني من خلال تطبيق نظام الأحياء السكنية، التي تشابه فكرة الحارات القديمة في البلدات الفلسطينية، وأتمنى أن تصبح هذه المدينة مثالا يحتذى به لبناء مدن مشابهة مستقبلا".
أما الطالبة علياء بريجية، كان من أكثر ما لفتها في المدينة التخطيط المعماري الذي تقوم عليه، فقالت: "إن التخطيط الحضري الذي صممت وفقه مباني روابي ينظم ويعمق العلاقات الاجتماعية ما بين السكان، حيث أنه ووفقا لدراستنا لطالما شكل هذا الأمر صعوبة وتحديا في المدن الجديدة، التي أسهم نمطها في تفكيك العلاقات الاجتماعية من خلال نظام البنايات المفتوحة والمنفصلة في مناطق متعددة، وبنظري هذا التخطيط يمنح السكان الأمان فكلهم يعرفون بعضهم البعض، ولا مجال لدخول غريب إلى منطقتهم دون علمهم مما يحميهم من السرقات وغيرها". زميلتها سميحة هشلمون أثنت على كلامها مضيفة: "ما شدني في هذه المدينة احترامها الشديد للأرض، فهي تضع مبانيها بشكل مناسب للطبيعة الهضبية المحيطة، لتأخذ شكل التلال، ثم تقوم بتوزيع المباني، لتكوّن مناطق تضم المباني السكنية وأخرى تضم المباني التجارية، ومناطق أقيمت عليها المباني الخدماتية كالبلدية وغيرها، كل هذا لم يمنع مراعاتها للجوانب المختلفة وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها السكان".
في ذات السياق عبر الطالب محمود النتشة عن إعجابه بالتشطيبات الداخلية التي يقدمها القائمون على مدينة روابي لجميع الشقق، وقال: "لقد تم التفكير في أدق التفاصيل التي من شأنها أن تجعل سكان مدينة روابي يستمتعون بالحياة هنا، فالبيوت مجهزة بالكامل وتشمل التمديدات الأساسية للعديد من الأمور مثل التدفئة المركزية، إضافة للأحياء الشاملة لكافة المساحات العامة التي قد تحتاجها أي أسرة من مساحات خضراء، أماكن ترفيهية، مدارس، دور للعبادة، ومراكز تجارية وثقافية".
هذا وتأتي زيارة الطلبة ضمن سلسلة من الزيارات التي تقوم بها المدارس، الجامعات، المؤسسات الأهلية، ومؤسسات القطاع الخاص للمدينة، من أجل الاطلاع على تطورات المشروع والتعرف على مرافقه العامة والبنية التحتية التي يوفرها، باعتباره المشروع الإنشائي الأول من نوعه والأضخم في فلسطين.
ومن الجدير بالذكر أن العمل يجري بوتيرة سريعة لإنهاء المراحل الأولى من المدينة، حيث من المقرر أن تنتقل المئات الأولى من العائلات الفلسطينية للسكن في غضون نهاية العام الحالي ومع بداية العام 2014. هذا وتتوسط روابي المسافة بين القدس ونابلس، حيث تقع في محافظة رام الله والبيرة على بُعد 3 كيلومتر شمال بيرزيت، ويقع معظمها في المنطقة المُصنَّفة (أ) الممتدة إلى مدينة سلفيت وتحيط بالمدينة كلٌ من عطارة، وجلجليا، وعبوين، وعارورة، وعجّول، وأم صفا، وتتميّز المنطقة بتلالها الخضراء المرتفعة وإطلالتها البانورامية على الساحل الفلسطيني الذي يمتد غرباً عبر الأفق على مسافة 40 كيلومتراً. ويجري العمل حالياً لبناء دوار على مدخل مدينة روابي بعد مدخل بلدة عطارة بهدف تنظيم حركة السير وضمان سلامة جميع المركبات الواصلة للمدينة.
* زمن برس غير مسؤولة عن مضمون الأخبار الواردة ضمن زاوية المؤسسات