بيبي مذنب، وشيلي رأس صغير

 

بقلم: يوئيل ماركوس

لا شك يا بيبي انك فعلت ما يكفي من أجل نفسك، في صالح صورتك الرسمية، لبيتك، لزوجتك، لمجدك، لمؤيديك – وحتى لتاجر البوظة الوطني. اقنعت الشعب بأنك جدير بولاية ثالثة. من يدري؟ ربما أيضا ولاية رابعة، ولعلك تصبح رئيس الدولة. فقد ضرب بيريس سابقة على العمر المناسب.

هذه الايام، عندما تكافح في سبيل استمرار حياتك السياسية، فقد حان الوقت لأن تفعل شيئا من أجلنا، نحن الشعب، فتجلب لنا تسوية سياسية وتعيد بذلك كرامتنا المهانة في نظر العالم. فلماذا مثلا فكرت بأن تؤخر صرف مائة مليون شيكل تعود الى السلطة الفلسطينية فتساهم بذلك في الاشتعال في المناطق. الانتفاضات لا تندلع بسبب تخطيط من قيادة استراتيجية ما. انها تولد وتتغذى بلهيب داخلي، من احساس الفلسطينيين بأن "هكذا لا يمكن الاستمرار". الانتفاضة هي الامر الاصغر الذي يمكن أن يحصل لنا. نحن نتحدث عن حرب اقليمية نحن في وسطها، يتصدرها اليمين المتطرف بقيادة بيبي.

اسأل نفسك، يا بيبي، من أنت حتى تتمكن من استفزاز كل من لا يروق لك. اسأل نفسك لماذا يتعين عليك ان تواصل الحرد مع تركيا. فأنت الذي تسببت بهذه الحادثة الدموية السخيفة. ولن ينقص انش واحد من كرامتك اذا ما انهيت القضية بالخير. اسأل نفسك أيضا لماذا كان يتعين عليك أن تتدخل في صالح المرشح الجمهوري للرئاسة في أميركا. فلا غرو انك الآن تجامل قليلا، ولكن الرئيس اوباما يرد لك المساء بالذات بالحسنى. فهو يأتي بروح المصالحة. وبدلا من ان يحطم عظامك، يريد أن يساعدك على الوصول الى تسوية. حان وقتك لأن ترفع درجة من رئيس وزراء الى زعيم.

تنتهي الـ 28 يوما التي خصصت لتشكيل حكومة في منتهى السبت القريب. اذا لم يشكل بيبي حكومة فإنه سيطلب مهلة اسبوعين اخرين، ينتهيان قبل اربعة ايام من زيارة اوباما. وضع محرج جدا. فإما سيلغي الرئيس زيارته أو يغير نظام السفريات. والحالتان غير مرغوب فيهما. يجدر بالذكر ان الليكود برئاسة بيبي لم يخرج من الانتخابات بانتصار كبير. ولولا الارتباط بليبرمان، فلا ينقص الكثير كي لا يكون بيبي هو أكبر من يدعى الى الرئيس. في هذا الوقت على بيبي أن يتسلق الجدران كي يقود حكومة، فيما أن الاخيار والمعتدلون في الخارج والنواة المسيطرة ستعرقل كل بداية تسوية مع الفلسطينيين.

اوباما، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام على سلام لم يصنعه، لا يمكنه أن يسمح لنفسه الا يكون في ولايته الثانية مشاركا حتى الرقبة في مشاكل المنطقة. من يعتقد أن الوضع الحالي سيستمر الى ما لا نهاية لا يفهم ما يتطور في العالم. "اقعد ولا تفعل شيئا" لم يعد خيارا معقولا. الآن، عندما رأينا طرف شوكة الاضطرابات في المناطق، الخوف هو ليس من انتفاضة بل من حرب أقليمية فتاكة. يكفي أن نرى الاستعدادات التي نقوم بها في مجال الدفاع ضد كل انواع السلاح والصواريخ كي نفهم بأن الحديث يدور عن نوع من الحرب لا يمكننا أن ننتصر فيها، وان الخيار الوحيد هو التسوية السياسية. الوضع الراهن لبيبي هدام وخطير على الدولة.

بيبي مقصوص الجناح لم ينس شيئا ولم يتعلم شيئا. مع بينيت الاصوليين والليكود المتطرف، فإن ضم تسيبي ليفني كمسؤولة عن المحادثات مع الفلسطينيين هو بين النكتة والخدعة. اسألوا اولمرت – حسب رأيه مساهمة ليفني في محادثاتها الكثيرة مع الفلسطينيين كانت صفرا.

ولكن خيبة الامل الاكبر، صحيح حتى هذه اللحظة، هي شيلي يحيموفيتش، التي لا تزال عالقة في مشاكل جبنة الكوتيج ولا تبدأ في الفهم بأن مكانها في الجبهة السياسية – الامنية داخل الحكومة. عذرها بأنها ستدعم الحكومة الخارج حين يأتي السلام لا ينفع حتى كدفع للغيبة. هذه السخافة لم تنجح أبدا. فإما أن تكون في الداخل ضد اليمين او أنك في الخارج تتوه في المعارضة. كيف يمكن لرأس كبير كهذا أن يفكر بشكل صغير كهذا.