جنين: خاص 

بمناسبة يوم المعلم العربي وتكريماً للراحل الكبير والمناضل الفلسطيني نمرمرقس نظم نادي السينما في جنين وبالتعاون مع جمعية الكمنجاتي الموسيقية أمسية وطنية ثقافية لتكريم عائلة الراحل نمر مرقس ابن قرية كفر ياسيف في الجليل الفلسطيني والذي توفي في 29 من كانون الأول 2013 بعد أن خاض مسيرة عطاء ونضال كبير من أجل القضية الفلسطينية، وذلك بحضور عائلة الفقيد ونخبة من السياسيين والمثقفين بجنين  وذلك اليوم الاثنين بمقر الكمنجاتي في البلدة القديمة في مدينة جنين.

حيث شارك في الامسية زوجة الراحل نبيهة مرقس وابنتيها نسرين مرقس والفنانة الملتزمة أمل مرقس، والسيد احمد القسام ممثلاً عن محافظة جنين والاستاذ عزت ابو الرب مدير مديرية الثقافة والكاتب عدنان ابو فرحة وخالد ابو فرحة من هيئة التوجيه السياسي والوطني والاديبة شذى يونس الى جانب مجموعة من الادباء والشعراء والصحفيين وطلاب جامعات.

وبدأت الامسية بترحيب الفنان اياد استيتي مدير جمعية الكمنجاتي بالحضور وشكر عائلة الراحل على حضورها، والذي اشار الى ان نمر مرقس الاستاذ مناضل من الدرجة الاولى وهو الذي اهتم بالعمل الوطني في الخفاء وسعى لبناء جيل وطني متقد فلسطين هي نبراسه، وهو الاب الحاني والمربي المتفاني في عمله ليكون سنديانة فلسطين المنيرة لجيل فلسطين تربى على حب الوطن، وهو المعلم الذي تتلمذ على يده الشاعر محمود درويش وترافق في مسيرته القائد توفيق زيّاد ليكون جندياً مجهولاً عمد الى تعرية الاحتلال وكشف حقيقته بنضاله وتطوعه وادبه وثقافته، ليتخرج من بيت هذا القائد اليساري الفلسطيني الاكاديمية والمناضلة والسياسية والفنانة، في اشارته لبنات الراحل الستة وزوجته ورفيقة دربه.

فيما افتتحت الأمسية الصحفية ميساء الأحمد (سكرتيرة نادي السينما) والتي قدمت عائلة الفقيد وتحدثت عن تاريخ الراحل ونضاله والمراحل التي مر بها بدأ من التحاقه بسلك التعليم وفصله بسبب نشاطه الوطني، وعمله في المجال الحزبي، ومن ثم عمله ككاتب ومحرر والذي انتهى بإصداره لكتاب "رسالة إلى ابنتي: أقوى من النسيان"، ذلك بعد أن قضى أيضا عشرون عاما متتاليات في رئاسة المجلس البلدي في قرية كفر ياسيف، حيث قالت الاحمد: تكريما منا كفلسطينين لحياة مرقس وللحرية التقافية والعمل الثقافي ولطبيعة العلاقة ما بين اهل فلسطين سواء في الضفة الغربية وداخل الخط الاخصر والشتات  يأتي هذا التكريم عرفانا منا لدوره النضالي وعمله الادبي الذي ترك بصمة كبيرة على الحركة الثقافية الفلسطينية في فلسطين والعالم فهو الاستاذ والمقاوم والاديب والانسان .

واعربت زوجة الفقيد ورفيقة دربه نبيهه مرقس عن شكرها وتقديرها  لهذا التكريم  واضافت كان الفقيد لا يخاف من العمل النضالي فكان عنوان للصمود والتحدي والقدرة على المجابهة ضد المحتل فكان على يقين قوي بانه هو صاحب الحق وان القادمون الجدد يوما ما سيرحلون كما جاءوه  وتابعت  مرقس زوجي درس في الاتحاد السوفياتي وعندما رجع الى ارض الوطن عمل مدرسا في سلك التربية والتعليم الا ان واقع التعليم وتحت الاحتلال لم يترك زوجي في حاله فعلى سبيل المثال كان الحكم العسكري الاسرائيلي صارما وخاصة على المعلمين ومن ضمنهم كان زوجي ملاحقا في تصرفاته النضالية والادبية الرافضة للاحتلال والطرق التدريسة من مسح للهوية الفلسطينية واستبدالها بهوية مزيفه لا اصل لها ولا تاريخ يذكر، حيث وتحدثت تعرض الراحل نمر مرقس لعنف وقمع على أرضه من قبل الاحتلال، وكان دائم الاستعداد لتحمل كافة الصعوبات من أجل أن يوصل رسالته العملية والوطنية، واشارت مرقس الى مشاركتها زوجها رحلة كفاحهما الطويلة في وجه العدو وما تعرضوا له من صعوبات ومشاكل خلال حياتهما.

فيما نقل ممثل محافظ جنين احمد القسام تحيات محافظ جنين اللواء طلال دويكات معربا عن بالغ الاسى لفقدان علم من اعلام الحركة الوطنية الفلسطينية والقومية ورمزا من رموز الحركة الثقافية في فلسطين المحتلة عام 1948 واضاف القسام ان مسيرته النضالية تعبيرا صادقا للنضال والتحرر ورفض الاستعباد والظلم الذي يوقعه العالم ضد المستضعفين في الارض، وهو رمز يحتذى به في مسيرة النضال الفلسطيني، والذي وقف في وجه سياسات الفقر والتجهيل والتميز العنصري.

بدوره اعرب مدير ثقافة جنين الاستاذ عزت ابو الرب ان رائحة التاريخ الذي ملأت مرج ابن عامر  شبابا يحتضن فكره ونهجه الادبي والنضالي فكل حبة تراب في فلسطين لا تنسى يداه التي زرعت وكتبت وحاربت المحتل ففلسطين مدينه له على عطاءه الذي لم يكل ولم يمل رغم حجم الاستعمار الضاغط  عليه، واضاف ابو الرب أن مرقس كان نبضا للشارع الفلسطيني الثوري، والذي أبى أن يخض لظلم العدو ويستسلم له، وما قدمه في تاريخ حياته كان تصويرا لشخصية الفلسطيني الصامد والذي يدافع عن قضيته بأدبه ورسالته التي بقي يحملها حتى آخر يوم في حياته.

واستذكر الكاتب الفلسطيني عدنان الصباح  المبدع مرقص قائلا المبدعون هم الناطقون الذين يعملون على الارض فنحن نتحدث عن مبدع ناضل بعلمة وبيده وانطلق معه سبع فارسات وترك لنا صوت جميل امل الجميلة بصوتها ورقة انوثتها الوطني الفلسطيني  فالفقيد ترك لنا اسرة مبدعه تسير على نهجه  وابداعه، واشار الصباح الى أن مرقس رح بجسده عن فلسطين إلا أن سيرته الوطنية وعمله النضالي لن يرحل إلا الأبد، مضيفاً أن مرقس قد خلف وراءه 7 سنديانات وهن بناته وزوجته، واللاتي حملن خصال الراحل الوطنية والثورية.

أمل مرقس الفنانة الفلسطينية الملتزمة اشارت الى أن والدها الراحل نمر مرقس هو نموذج للجندي المجهول صاحب مسيرة حافلة بالعطاء والنضال في خدمة أبناء شعبه، حيث شغل منصب رئيس المجلس المحلي في كفر ياسيف مدة 20 عاما، وعمل مربيا في سلك التربية والتعليم وكان من بين تلاميذه الراحل محمود درويش، كان كثير الانشغال بقضايا الفقراء والدفاع عن حقوقهم، وعمل ككاتب ومحلل سياسي، وكان من بين الأشخاص الذين قادوا نضال المجالس البلدية والقروية ضد سياسية التمييز العنصري، واضافت الى ان والدها انتمى للحزب الشيوعي وللجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بهدف الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في مواجهة سياسة اسرائيل العنصرية، وانه الى جانب العلم الفلسطيني والكوفية ارتبطنا كعائلة باللون الاحمر، فهو دم الانسان والحيوان هو الحب والجمال هو الورد هو كل شي في هذه الحياة ابي لف بهذه اللون، وكان ابي يكره التكريم وكان يكره التحدث عن انجازته الادبية والنضالية.

وختمت الفنانة الفلسطينية ابنة الراحل الكبير بالحديث عن السنوات الأخيرة في حياة والدها ورغم فقده للبصر في الفترة الاخيرة من حياته، إلا أن واظب على ما اعتاد عليه وعود عليه بناته وأحفاده في القراءة ومتابعة الأحداث والنقاشات السياسية والأدبية طوال الوقت، وزرع فيهم حب الأرض والتمسك بها، وهذا ما عبرت عنه أمل من خلال فنها وغنائها الملتزم من أجل فلسطين، حيث قامت أمل بتقديم وصلة غنائية وطنية حثت الحضور على ضرورة الاستمرار في العمل والمضي على نهج الاسرى والجرحى والشهداء، وعلى خطى القادة الكبار والذين رسموا فلسطين في قلوبنا وعقولنا حتى تكون واقعاً ممكناً.

وانتهت الامسية بتكريم عائلة الراحل الكبير نمر مرقس من قبل الحضور، حيث قام نادي السينما بتسليم العائلة درعاً تقديراً تكريماً له في يوم المعلم العربي.