تستحق العجب والإجلال

بقلم: يوسي بيلين

إن تسيبي ليفني بموافقتها على أن تكون الأولى من كتلة الوسط – اليسار التي تنضم إلى نتنياهو قد راهنت رهانا يستحق العجب والإجلال معا. أما العجب فلأنها رفضت مدة ولاية كاملة كل اقتراحات الانضمام إلى الحكومة السابقة بزعم أن نتنياهو لن يقود مسيرة سلمية. فلماذا تظن أنه تغير شيء ما منذ ذلك الحين ولماذا تعتقد أن 6 أعضاء كنيست يستطيعون أن يصنعوا تغييرا لم يستطعه 28 عضو كنيست؟ من الصعب أن نعلم.

فعلت أمس ما فعله بها بالضبط إيهود باراك قبل أربع سنوات. ومن جهة ثانية كانت نتائج الانتخابات بالنسبة إليها خيبة أمل كبيرة جدا، لكن نشأ بعدها وضع غير متوقع يُمكّنها من أن تحظى بأكثر كثيرا مما كان يستطيع أن يمنحها إياه النواب الستة الذين حصلت عليهم، أعني حقيبتين وزاريتين إحداهما رفيعة القدر، ومشاركة ذات شأن في المسيرة السياسية ورئاسة فريق سياسي – وهذا مكسب حقيقي (في الظاهر على الأقل). ولو أنها انتظرت انضمام حزب آخر لحصلت على أقل من ذلك كثيرا.

لكن هذا تحد غير سهل لأنه لا يكاد يوجد قاسم مشترك بينها وبين نتنياهو، فهي تريد اتفاق سلام وتؤمن بأن لها شريكا فلسطينيا. وسيكون نتنياهو مستعدا في الأكثر لتسوية جزئية وهو لم يؤمن قط بأنه يوجد له شريك حتى في ذلك. إن مشاركتها في المسارات السياسية قد يتبين سريعا أنها علامات جوفاء تماما يتم إفشالها من أعلى. والتحدي الذي يواجهها هو أن تحاول الإصرار على رأيها والدفع قدما بمسيرة حقيقية أو أن تعترف بأنه كان الحديث عن منح ألقاب لإغرائها بدخول الائتلاف، وأن تستقيل. ويبدو الاحتمال الأول بعيدا أما الثاني فليس تنفيذه سهلا.