يستقلّون حافلة نتنياهو من الباب الخلفي

 

بقلم: ناحوم برنياع

تحمل حافلة نتنياهو أولاً الركاب من الباب الخلفي. تسيبي لفني أول من ركبت. وسيكون شاؤول موفاز هو الثاني، وبعد ذلك سيُفتح الباب الأمامي وتُدعى "شاس" و"يهدوت هتوراة" إلى الدخول. ويأمل نتنياهو في أن يقتنع حزب العمل حتى ذلك الحين باتمام عدد الركاب. فإذا أصر حزب العمل على رفضه فسيضطر إلى أن يبتلع ريقه ويدعو الى الداخل بينيت و/ أو لبيد. فلن يكون له ائتلاف دون واحدة من هذه القوائم الحزبية الثلاث.

المشتري الأول يحظى بخفض سعر كما هي العادة في عالم الاعمال. بعد تفاوض متوتر لسبعة ايام اشتمل على لقاءين غير سهلين في منزل رئيس الوزراء، استخرجت لفني من نتنياهو اتفاقا مريحا نسبيا. فهي ستستطيع بصفتها وزيرة العدل ورئيسة اللجنة الوزارية ان تصد اجراءات تشريع غير ديمقراطية وتكبح جماح سيطرة اليمين على لجنة تعيين القضاة. ويبدو ان عامير بيرتس سيكون وزير حماية البيئة، وسيكون عميرام متسناع رئيس لجنة في الكنيست. وسترأس لفني ايضا فريق التفاوض السياسي ويكون ممثل رئيس الوزراء في الفريق خاضعا لها. وقد التزم نتنياهو ألا يُجري تفاوضا موازيا. ومع عدم وجود وزير خارجية – فهذه الحقيبة الوزارية يفترض ان تُحفظ لليبرمان – ستحظى لفني بمجال لم يكن لها في حكومة أولمرت.

أجل، لكن.

خلال التفاوض كرر نتنياهو قوله إنه يفهم أن سياسة الحكومة نحو المسيرة السياسية ونحو الفلسطينيين بعامة يجب ان تتغير. فالإدارة الأميركية تتوقع من اسرائيل ان تبادر الى اجراءات وتهدد دول في غرب اوروبا بالقطيعة مع منتوجات ومؤسسات اسرائيلية. وقد صدّق كل كلمة، لكن لفني والعاملين معها أيضا صعب عليهم ان يُصدقوا ان يكون لهذه التصريحات تحقيق في الواقع. ومن المحتمل جدا أن ترأس لفني فريق تفاوض لن يوجد.

يحدد الاتفاق معيار ثلاثة نواب للوزير، وإذا أضفنا إلى الحساب اللجنة في الكنيست فيكون 5ر2. وبعد أن يصبح موفاز وزيراً سينخفض إلى نائبين. ويعني هذا ان حكومة نتنياهو الثالثة ستكون منفوخة كحكومة نتنياهو الثانية.

اذا حدث ما يبدو بعيدا الآن وانضم حزب العمل (أو جزء منه) فستبدأ الحكومة ولايتها في المرحلة الدنيا من سلم التأييد العام. ستكون هذه حكومة سحب على المكشوف، وائتلافا من احزاب ضُربت في الانتخابات. ولن تستطيع ان تدفع قدما بقضية المساواة في العبء لأن وجودها سيكون معلقا بالكتلة الحريدية. إن الفرق بين التصور الاقتصادي والاجتماعي عند نتنياهو وليبرمان وبين التوقعات من رئيسة حزب العمل يحيموفيتش سيمزق الائتلاف من الداخل. وكل محاولة من لفني لتليين مواقف الحكومة من قضية المستوطنات ستلقى معارضة قوية – من الخارج، من كتلة البيت اليهودي، ومن الداخل ايضا.

ويوجد هنا مع ذلك عزاء ايضا لأن الحكومة تستطيع ان ترتفع فقط من هذه المرحلة الدنيا في الوعي العام.

كانت إرادة الناخب- إن وجدت هذه الارادة- ان يرى ائتلافا يقوم على "الليكود" ولبيد وبينيت. وفضل نتنياهو الحلف مع الحريديين. ولو كان ارئيل شارون مكانه لتصرف في ظروف مشابهة تصرفا مختلفا، لكن نتنياهو ليس شارون. إن الحريديين كحذاء قديم: فقد أصبح خارج الموضة لكن السير به مريح. وقد كانت عنده بواعث جيدة الى ان يتابع في امتعاض السلوك الدجاجي للبيد وبينيت، وجولات انتصارهما وطموحهما الظاهر الى ان يرثا مقعده. وكانت بينه وبين بينيت رواسب شخصية وكذلك بينه وبين لبيد ايضا الآن. ويستطيعون التغلب على رواسب شخصية سياسية، وانظر الى لفني وانظر الى موفاز. لكن اذا استطاع نتنياهو ان يبرهن لهذين الديكين الفتيين أنه قادر من غيرهما فستكون متعته أكبر.

كان نتنياهو يريد تساحي هنغبي وزيرا للدفاع. فهنغبي أشد المؤيدين حماسة لعملية عسكرية ضد ايران. لكن هنغبي عضو جديد / مستجدّ في "الليكود". ونشك في ان يستطيع نتنياهو بعد الفشل في الانتخابات ان يتجاوز بوغي يعلون. وسيكون جلعاد أردان واحدا من الوزراء الذين سيُخلون مكانهم. فهو مرشح لأن يكون سفيرا في واشنطن أو في الأمم المتحدة.

تنبأت لفني في المعركة الانتخابية بأن انتخاب نتنياهو رئيساً للوزراء سيجلب كارثة. ومن الصعب شيئاً ما التأليف بين هذه الخطابة المتشائمة وقفزها الأفعواني إلى ذراعي نتنياهو. الحقيقة هي أنه لم يكن لها مفر، لأنه ليس لها ما تبحث عنه في المعارضة مع ستة نواب. فقد كانت هناك في الماضي مع 28 نائبا وسُحقت. ولم يبق لها بعكس بينيت وبعكس لبيد زمن تبني حياة مهنية عليه فاتجهت الى ترتيب عمل، ومثلها موفاز.

ستخبرنا الايام القادمة من الذي سيغمز أولاً، هل يحيموفيتش أم بينيت أو ربما رئيس المعارضة المرشح يائير لبيد. إن كل شيء مفتوح ما عدا صبغة الحكومة القادمة. وهذا هو الموجود إما للأحسن أو للاسوأ.

  يديعوت