الأردن: هوس لمعرفة ماذا دار بين الملك والرئيس بوتين؟

 

عمان: ساعات عصيبة مرت، مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء، على نخبة من الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة الأردنية عمان بعد إنتشار وصل لمستوى الهوس في تحصيل إجابة على السؤال التالي: ما الذي دار بصورة محددة بين الرئيس الروسي بوتين والملك عبدلله الثاني في الإجتماع المغلق وتحديدا بعد إخراج جميع أعضاء الوفد وإغلاق الباب وطرد المترجم؟

وبحسب ماذكرت صحيفة "القدس العربي"، فإن الإثارة التي خلقتها وكالة نوفوستي للأنباء عندما أوضحت في مقدمة خبرها عن اللقاء بان الزعيمان تحدثا بوجود الوفد الرسمي وطاقم البروتوكول عبر مترجم متخصص حيث تحدث بوتين بالروسية والعاهل الأردني بالإنجليزية لكن لاحقا أغلقا الإجتماع فطلب بوتين من الجميع المغادرة وأغلق باب مكتبه الرئاسي.
المنطق يفترض هنا أن طرد المترجم إنتهى بحديث صريح جدا بين الزعيمين وباللغة الإنجليزية وبدون وجود أي مرافق من الطرفين وبعد إغلاق الباب فعلا إثر الإجتماع الرسمي الأول الذي تقول مصادر القدس العربي أن توقيته الزمني لم يتجاوز 25 دقيقة.
ما حصل بمجرد إعلان وكالة نوفوستي عن الأمر هو الأهم فقد إنتشرت إتصالات الدبلوماسيين الغربيين كالهشيم في أرجاء المسئولين والسياسيين الأرديين بحثا عن أي معلومة يمكن أن تشفي غليل التطلع لفهم متطلبات إغلاق الإجتماع على نحو مثير وإستعراضي في موسكو.
إستفسارات السياق الدبلوماسي في العاصمة عمان تثبت عدم وجود معلومات مسبقة عن ما يمكن أن يناقشه ويبحث به زعيما روسيا والأردن وكلاهما (مهم جدا) للملف السوري.
وتركيبة الوفد الأردني التي ظهرت على شاشات التلفزيون توحي بأهمية إستثنائية للوقفة الأردنية على أعتاب محطة موسكو.
الجنرال الأقوى في مؤسسة الأمن الأردنية مدير المخابرات العامة فيصل الشوبكي شوهد يحمل عدة ملفات في اللقاء الإفتتاحي أمام الكاميرات، ومصادر الوفد الأردني التي غادرت المكان قبل إغلاق الباب أكدت بأن الأطقم المعاونة للطرفين لم تكن بصورة ما سيجري حيث تبادل بوتين وعبدلله الثاني الكثير من الإيماءات وعبارات المجاملة والإحترام.

وبحسب الصحيفة فقد لوحظ بوضوح أن إسم (الأردن) إختفي فجأة من زاوية (ملفات ساخنة) الثابتة على موقع فضائية روسيا اليوم مساء الثلاثاء وهي زاوية تضم بابا ثابتا لأغلب بلدان الربيع العربي بإستثناء الحليف السوري، المعنى هنا ان عمان حصلت على إمتياز ما في إطار الصداقة الروسية وعلى نحو سربع ومفاجيء .

هنا بدا واضحا أن نقطة إرتكاز لافتة يؤسس لها العاهل الأردني وهو يتحدث في إفتتاح اللقاء مع بوتين (بتطور التعاون المشترك ليس فقط في المجال الدفاعي والعسكري ولكن في مجال التعاون الإستخباري).
وفي هذه المساحة الضيقة تحديدا يمكن ان تطرح عشرات الأسئلة على المستوى الإعلامي والسياسي والدبلوماسي فزيارة وفد أردني لموسكو تمت بتفويض أمريكي كما يرجح الباحث المتخصص بالملف السوري عامر سبايله.
لذلك تكشف التعليقات العلنية عن وجود خلفية من التعاون الإستخباري توجد أسرارها على الأرجح في تلك الملفات التي كان يحتضنها الجنرال الأردني.

لكن مصدر خاص وضع صورة نقطة إرتكاز أخرى في مشهد القمة الأردنية الروسية تبرز عند الغرق في تحليل عبارة وردت على لسان الملك وتجاهلها بطبيعة الحال الإعلام الرسمي في بلاده.

تفسير هذه الإشارة لا يخرج عن إنتاج إنطباع بان الأردن (منزعج ومتضايق) ويشعر بان ضغوطا مربكة قد يتعرض لها لاحقا تتطلب الإستعانة بالدب الروسي، بمعنى أخر يقول الملك للرئيس الروسي ضمنيا ( سنكون معكم في سوريا وضد جبهة النصرة وينبغي أن تقفوا معنا في عملية السلام).

السؤال الأن : لماذا يقول العاهل الأردني ذلك ؟ لماذا يبحث عن (دور أساسي) لروسيا في عملية سلام وتسوية سلمية للقضية الفلسطينية وفي مساحة كانت دوما حكرا على الولايات المتحدة ؟.

المنطق يفترض ضمنيا هنا بان الأردن لديه من المخاوف والهواجس ما يكفي لإن يعمل في نطاق إستراتيجية تدفع الروس للتورط أكثر في عملية السلام على إعتبار أن لعبة حسم الخيارات في سوريا ستنتهي بإنتقال العالم لحسم خيارات عملية السلام.

وعمان تبدو مهتمة بصداقة مع موسكو تحقق لها تفاضلا نوعيا خصوصا بعدما خذلها ماليا وإقتصاديا الأصدقاء والحلفاء في أوروبا وأمريكا والنادي الخليجي.

كما أن الملف الإقتصادي حضر بقوة في إجتماعات ملك الأردن بموسكو حسب عشرات التقارير للصحافة الروسية، الملك عاد وطلب من روسيا المساعدة في بناء (مفاعل نووي) سلمي لا زالت إسرائيل تعيقه منذ عشر سنوات وبوتين ألمح لإستثمارات روسية في الطريق ووكالة نوفوستي بثت تقريرا تحدث عن بحث اللقاء بناء محطة طاقة نووية ولمشاريع مشتركة واسعة النطاق مع تطوير البنية التحتية ومشاريع مهمة في مجال الطاقة والتعدين مع توسيع التعامل في مجالات إنسانية مثل تطوير التعليم والتدريب .

 

حرره: 
ا.ش