"إخفاق مزدوج" بالرصد والاعتراض: انفجار مسيّرة حوثية في إيلات وإصابة 22 إسرائيليًا

"إخفاق مزدوج" بالرصد والاعتراض: انفجار مسيّرة حوثية في إيلات وإصابة 22 إسرائيليًا

زمن برس، فلسطين:  انفجرت مسيّرة أُطلقت من اليمن في مدينة إيلات، مساء الأربعاء، عقب دوي صافرات الإنذار وفشل محاولات اعتراضها، ما أسفر عن إصابة 22 إسرائيليًا بجراح متفاوتة، بينها حالتان خطيرتان، بينما وقع الانفجار داخل منطقة الفنادق السياحية في المدينة.

وأعلن الحوثيون تنفيذ هجوم بمسيّرتين على أهداف إسرائيلية في إيلات، مؤكدين "نجاح الضربة وفشل الاعتراض"، وقالت الجماعة إن هذا الهجوم كان الثاني خلال الـ24 ساعة الماضية، متعهدين بمواصلة العمليات "حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة".

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن سلاح الجو فتح تحقيقًا في فشل اعتراض المسيّرة، بعدما أطلقت نحوها صواريخ من منظومة "القبة الحديدية" دون نجاح، ما أسفر عن إصابة نحو 22 إسرائيليًا، بينهم شخصان (60 و26 عاما) بحالة خطيرة، وإصابة واحدة (30 عامًا) بحالة متوسطة.

 

كما أصيب 19 شخصا بجراح طفيفة كم جراء شظايا صاروخية أو كدمات؛ وأُصيب خمسة آخرون بحالات هلع؛ ولفتت الطواقم الطبية إلى انلاع حريق في موقع انفجار المسيرة، وقالت إنها أقامت نقطة طبية ميدانية وقدمت العلاج لـ22 مصابًا قبل نقلهم إلى المستشفى.

وبحسب التحقيقات الأولية، أطلقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية صاروخين على الأقل من منظومة "القبة الحديدية" في محاولة لاعتراض المسيّرة، غير أنها تمكنت من الإفلات عبر التغيير في مسارها أو التحليق على علو منخفض.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "في أعقاب دوي صافرات الإنذار في إيلات قبل وقت قصير، سقطت طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن في محيط المدينة"، مضيفًا أنه "تم تنفيذ محاولات اعتراض، فيما تعمل قوات الإنقاذ والإسعاف في المنطقة التي ورد منها بلاغ عن سقوط".

 

ودعا الجيش الإسرائيلي، في بيانه، السكان إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية، كما وحذرت الشرطة، في بيان منفصل، السكان من الاقتراب إلى المكان أو لمس شظايا صاروخية أو بقايا قد تحتوي مواد متفجرة، وأشارت "أضرار وعدة إصابات بجروح متفاوتة".

وذكرت الشرطة أن "قواتها استدعيت فور تلقي بلاغ عن سقوط جسم صاروخي في مدينة إيلات، وهي تعمل على عزل موقع السقوط"، وقالت إنها تفحص "ما إذا كان الأمر يتعلق ببقايا صاروخ اعتراضي أو بسقوط مسيّرة".

 

وتداول ناشطون وشهود عيان مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت طائرة مسيّرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق منتجعات المدينة الساحلية قبل أن تتحطم في مبنى في المدينة وتتصاعد أعمدة الدخان وألسنة اللهب في موقع السقوط.

"إخفاق مزدوج": فشل في الرصد المبكر وعملية الاعتراض

وأظهر تحقيق أولي حول فشل اعتراض المسيّرة، أن "خلافًا لمعظم الحالات، لم يُكشف عن المسيّرة في مرحلة مبكرة أثناء طريقها نحو إسرائيل". وأوضح أن "أنظمة الرصد عادة ما تكتشف المسيّرات وقتًا طويلاً قبل وصولها، غير أن هذه المرة جرى التعرف عليها في مرحلة متأخرة نسبيًا، أي قبل وقت قصير من دخولها إلى منطقة إيلات".

وأضاف التحقيق أنه "رغم الاكتشاف المتأخر، فقد جرى تفعيل صافرات الإنذار في مدينة إيلات". وبحسب مصادر أمنية، فإن "الإنذار فُعل قبل 30 إلى 40 ثانية من الانفجار"، وهو ما يوازي زمن التحذير المطلوب وفق تعليمات الجبهة الداخلية في المدينة، والمحدد بـ30 ثانية.

كما جاء في نتائج التحقيق أن "القبة الحديدية حاولت مرتين اعتراض المسيّرة لكنها فشلت". وأوضح الجيش أن "المسيّرة حلقت على ارتفاع منخفض ما صعّب عملية الاعتراض، غير أنه لا يمكن في هذه المرحلة تحديد أن هذا العامل وحده هو ما أدى إلى الفشل".

 

ولفت التحقيق إلى أنه "بعد رصد المسيّرة جرى استدعاء مقاتلة ومروحية لاعتراضها، لكن بسبب الاكتشاف المتأخر جرى استدعاؤهما في وقت متأخر جدًا، ولم يتمكنا من الوصول في الموعد للمساعدة بالاعتراض، ولذلك اقتصرت عملية التصدي على القبة الحديدية فقط".

الحوثيون يعلنون شن هجوم مسير على هدفين في إيلات

وأعلن الحوثيون، في وقت لاحق مساء الأربعاء، شن "هجوم نجاح" عبر طائرتين مسيرتين على هدفين في مدينة إيلات، وقال المتحدث العسكري لقوات الحوثيين، يحيى سريع، في بيان: "نفذ سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية (التابعة للجماعة) عملية عسكرية نوعية وذلك بطائرتين مسيرتين".

وأضاف أن المسيرتين "استهدفتا هدفين للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات) وقد حققت العملية هدفها بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي لها". وأشار إلى أن "هذه العملية هي الثانية خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث نفذ سلاح الجو المسير عملية عسكرية الثلاثاء، بعدد من الطائرات المسيرة استهدفت أهدافا عدة للعدو الإسرائيلي في منطقتي أم الرشراش وبئر السبع (جنوب)"، دون تفاصيل.

 

ووفق سريع، يأتي ذلك "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني وردا على جرائم الإبادة الجماعية والتصعيد الخطير الذي يقوم به العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن".ؤوشدد على الاستمرار "في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار".

وعقب اندلاع الحرب على غزة في السابع من تشرين الاول/ أكتوبر 2023، بدأ الحوثيون إطلاق صواريخ ومسيّرات باتجاه إسرائيل، وشنّ هجمات على سفن تجارية مرتبطة بها قبالة سواحل اليمن، مؤكدين أنهم يقومون بذلك إسنادا للفلسطينيين.

وردا على ذلك، شنّت إسرائيل ضربات جوية دامية على مناطق سيطرة الحوثيين، استهدفت موانئ ومحطات طاقة ومطار صنعاء ومواقع مدنية وقادة سياسيين وعسكريين في الجماعة.