مخطط شيكلي لتغيير ديمغرافيا النقب: مصادرة أراض وتهجير عرب لإقامة بلدات استيطانية

زمن برس، فلسطين: تعتزم الحكومة الإسرائيلية، اليوم الأحد، المصادقة على خطة لاقتلاع وترحيل عشرات الآلاف من أهالي النقب، جنوبي البلاد، وإقامة بلدات استيطانية يهودية مكانها.
ويهدف المخطط الذي يطرحه وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، المكلّف بـ"سلطة توطين البدو" لمصادرة أراض من قرى ومدن معترف بها مثل رهط وبير هداج وكسيفة وكحلة ومكحول وأبو دريجات، واقتلاع وتهجير أهالي قرى مسلوبة الاعتراف من قراهم ونقلهم للأراضي المصادرة، وإقامة بلدات استيطانية على أراضي القرى التي تم تهجير أهلها.
وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعسم، لـ"عرب 48" إن "المخطط هو حلقة في مسلسل طويل يستهدف عرب النقب. الخطة تهدف لتنازل الأهالي في بلدات معترف بها مثل كسيفة وبير هداج وسعوة ومنطقة مرعيت التي تضم قرى (كحلة مكحول وأبو دريجات) عن أراضيهم الخاصة، والتي هي داخل خرائط بلداتهم لصالح الدولة مقابل تعويضات بسيطة، أو مصادرة الدولة لهذه الأراضي بالقوة ونقل أهالي 11 بلدة وقرية مسلوبة الاعتراف إليها".
وأكمل الأعسم أن "هذا المخطط يستهدف كل القرى مسلوبة الاعتراف البالغ عددها 46 قرية يسكنها أكثر من 170 ألف مواطن، لكن المخطط يستهدف في مرحلته الأولى 11 قرية يسكنها أكثر من 8 آلاف مواطن، وهي: راس جرابة، أم البدون، البقيعة، تل عراد، الباط الغربي، كركور، سدير، المزرعة، القطمات، مكيمن، عوجات، وعتّير".
وأشار الأعسم إلى أن "هذه القرارات المجحفة والعنصرية، ليس هدفها حل القضية، بل تعقيدها والمزيد من التضييق المفروض من الدولة بدلا من الاعتراف بالقرى وتوسيع مسطحاتها، لا محاربتها".
وعن رواية السلطات الإسرائيلية التي تدعي سيطرة واستيلاء عرب النقب على الأراضي، قال الأعسم إن "هذه الرواية كاذبة وتحمل افتراءات على أهل النقب، نحن هنا على أرضنا قبل الدولة وقبل النكبة ولن نتركها".
وقال عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، جمعة الزبارقة، لـ"عرب 48" إن "خطة وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، خطيرة جدا وتهدد عشرات الآلاف من سكان النقب، حيث تنقسم لمرحلتين، الأولى، مصادرة أراض خاصة من البلدات المعترف بها، والمرحلة الثانية هي تهجير أهالي القرى مسلوبة الاعتراف ونقلهم إلى البلدات المعترف بها، تنفيذا لسياسة تجميع أكبر عدد ممكن من الأهالي في أصغر مساحة ممكنة، وإقامة بلدات استيطانية مكان القرى التي هُجر أهلها".
جمعة الزبارقة
وأضاف الزبارقة أن "هذه الخطة ستمنع أي تطور وتوسيع للقرى العربية مستقبلا، وستصادر أي امتداد ديموغرافي عربي بحت لصالح بلدات استيطانية يهودية، فضلا عن التهجير فإن تبعات المخطط خطيرة، وستؤدي لإثارة المشاكل بين أبناء القبائل والعائلات، من أصحاب الأراضي التي صودرت والأهالي الذي تم تهجيرهم".
وعن المصادقة على المخطط، قال الزبارقة إنه "لا أستبعد شيئا عن الحكومة العنصرية، وأتوقع أن تصدق عليها يوم غد الإثنين، وتعد هذه الخطة أسوأ من مخطط برافر".
وختم الزبارقة حديثه بالقول إن "هذا المخطط من شأنه أن يحدث هزّة في النقب على الصعيد الشعبي، وخلال الأيام القليلة المقبلة سنعقد اجتماعا للجنة توجيه عرب النقب لتباحث الأزمة الحالية".