تزامنا مع تشديد الإبادة.. نتنياهو يقول إنه مستعد لإنهاء الحرب "بشروط"

زمن برس، فلسطين: تزامنا مع المفاوضات المتواصلة في الدوحة، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعداده لإنهاء حرب الإبادة في قطاع غزة "بشروط"، وذلك بعد إصراره لشهور طويلة على استمرارها حتى تحقيق ما يسميه "النصر المطلق".
وذكر مكتب نتنياهو في بيان، الأحد، أن "فريق التفاوض في الدوحة يعمل على استنفاد كل الفرص للتوصل إلى صفقة، سواء وفق مخطط ويتكوف أو في إطار وقف القتال، بما يشمل إطلاق سراح جميع المختطفين، ونفي مقاتلي حماس، ونزع سلاح القطاع".
بموازاة ذلك وسع الجيش الإسرائيلي من إبادته في غزة، معلنا عن "عملية برية في شمالي وجنوبي قطاع غزة".
وفي 13 مارس/ آذار الماضي، طرح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف مقترحا للتفاوض، بعد أن تنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
ويقضي المقترح بإطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء ونصف الأسرى القتلى، مقابل بدء مفاوضات لوقف إطلاق النار لمدة 45 يوما، دون تعهد بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه حماس التي تطالب بإيقاف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن أي صفقة مقترحة.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية فإنها "المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن إمكانية إنهاء الحرب" ضمن صفقة شاملة، بغض النظر عن الشروط التي وضعها".
وحتى الساعة 16:30 (ت.غ)، لم يصدر تعقيب رسمي من قطر أو حماس.
ومرارا أعلنت حماس رفضها نزع سلاح "المقاومة" طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وجرائمها اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
** رفض وتهديد
معربا عن رفضه لبيان مكتب نتنياهو، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عبر منصة "إكس": "أي مخطط لإنهاء الحرب دون هزيمة حماس لن يحدث ولن يكون".
وصباح الأحد، قال بن غفير في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية: "إذا لم نتمكن من القضاء على حماس فلن يكون لهذه الحكومة الحق في الوجود".
واعتبر أنه "من الخطأ الذهاب نحو صفقة الآن، وعلينا الاستمرار في سحق حماس".
ومضى مهددا: "علينا الاستمرار في الحرب، ونتنياهو يعرف ذلك، وعندما يتم تجاوز الخط الأحمر فلن أبقى في الحكومة".
وتابع: "عدت إلى الحكومة لأن الحرب استؤنفت ووعدونا بالقضاء على حماس حتى النهاية".
ومرارا توعد بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سيموتريتش بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها، في حال قررت وقف الإبادة في غزة، بل ويطالبان بإعادة احتلال القطاع الفلسطيني.
ويأتي حديث نتنياهو عن استعداده لإنهاء الإبادة، في وقت تتصاعد فيه مؤشرات على تبدو خلافات بينه وبين ترامب، وبعد أيام من تصريح ويتكوف بأن نتنياهو يرغب في إطالة أمد الحرب.
وفي الفترة الأخيرة، توصل ترامب لاتفاق منفرد مع جماعة الحوثي اليمنية لوقف الهجمات المتبادلة، وخاض مفاوضات مباشرة مع حماس، ويواصل التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي، وكلها تحركات أغضبت إسرائيل.
والسبت، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن بدء جولة مفاوضات جديدة بقطر، في محاولة للتوصل إلى اتفاق، تزامنا مع تصعيد إسرائيل عدوانها على غزة.
ونقل موقع "والا" العبري عن مصدر إسرائيلي لم يسمّه إن "حماس وافقت على إجراء مفاوضات، لكنها لم توافق على مقترح ويتكوف"، على حد قوله.
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي، عبر "إكس"، بدء عملية برية واسعة النطاق في شمالي وجنوبي قطاع غزة.
وقال الجيش: "على مدار الـ24 ساعة الماضية، بدأت قواتنا في الخدمة النظامية والاحتياط، عملية برية واسعة النطاق في جميع أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة، كجزء من بداية عملية "عربات جدعون".
وتهدف عملية "عربات جدعون" إلى احتلال كامل غزة، وفق ما أفادت به هيئة البث العبرية في 5 مايو/ أيار الجاري.
وحسب مراقبين فإن التزامن بين استعداد نتنياهو لإنهاء الحرب وتكثيفها في الوقت ذاته يأتي في إطار تصريح نتنياهو أكثر من مرة بأن "المفاوضات لن تتم إلا تحت النار"، وذلك لتحقيق أكبر تنازلات من الجانب الفلسطيني.
وتعد أبرز هذه الأهداف هي إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة والقضاء تماما على قدرات حماس العسكرية، وهو ما لم تحققه تل أبيب سواء بالإبادة أو التفاوض.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية ولاسيما البقاء بالسلطة، وفق إعلام عبري.
ومنذ استئنافها الإبادة بغزة، قتلت إسرائيل 3193 فلسطينيا وأصابت 8993 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع الأحد.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.