زمن برس، فلسطين:  يشهد قطاع غزة، اليوم الإثنين، وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، في إطار الترتيبات الجارية للإفراج عن الجندي الأميركي–الإسرائيلي عيدان ألكسندر، إثر مفاوضات مباشرة بين الإدارة الأميركية وحركة حماس، على أن تنهي التهدئة بمجرد إتمام عملية تسليم الأسير في خانيونس، وسط تعليمات تحذّر الغزيين من الاقتراب من مواقع انتشار جيش الاحتلال داخل القطاع.

في المقابل، قالت مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية إن قوات جيش الاحتلال لم تتلقّ تعليمات بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية مستمرة كالمعتاد، رغم خفض مؤقت في وتيرة العمليات جنوبي القطاع لتسهيل الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي.

وشددت المصادر على أن الاتفاق حول الإفراج عن الجندي لا يلزم إسرائيل، باعتبارها ليست طرفًا فيه، وأشار مصدر أمني إلى اندلاع اشتباك مسلح ظهر اليوم بين قوات الجيش ومقاتلين فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي غزة، في إطار العمليات الجارية شمالي القطاع.

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 52,862 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أن سُجّل وصول 33 شهيدًا، بينهم 4 شهداء انتُشلوا من تحت الأنقاض، و94 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم.

وتواصل إسرائيل حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة، وشهد قطاع غزة، خلال ساعات الفجر الأولى وصباح اليوم، تصعيدا في القصف الجوي والبري، وسط حصار خانق يمنع دخول المساعدات الإنسانية والدواء والمياه، ما فاقم من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.

وفجر الإثنين، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة مروعة جديدة بعد استهدافه مدرسة فاطمة بنت أسد في منطقة جباليا البلد شمالي القطاع، والتي كانت تأوي مئات النازحين. وأسفر القصف عن استشهاد وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، في مشهد دام يعكس فظاعة الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

وعلى الرغم من تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية، تتواصل التحركات الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار؛ وفي هذا السياق، وصل إلى إسرائيل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والمبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن، آدم بولر.

وفي هذا السياق، أعلنت الناطق العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، المحتجز لديها، اليوم الإثنين، في خطوة وصفت بأنها "بادرة حسن نية" باتجاه تثبيت التهدئة وفتح الباب أمام تسوية أوسع.

وأعلنت حركة حماس انفتاحها على المبادرات المطروحة، وأبدت استعدادها الفوري للانخراط في مفاوضات مكثفة تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي يضع حدا للحرب، ويشمل تبادل الأسرى، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات، وبدء عملية إعادة إعمار غزة.