إسرائيل تترقب نتائج جولة ترامب: برنامج نووي مدني سعودي "خط أحمر"

زمن برس، فلسطين: تترقب إسرائيل نتائج جولة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الخليج والتي تشمل السعودية والإمارات وقطر فقط، وتأتي في ظل توتر وعدم ثقة بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والمفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج الأخيرة النووية، لكن مصدرا مقربا من نتنياهو أشار إلى أسباب الترقب الإسرائيلي بأنه نابع من أنه "بالأساس، نحن لا نعلم شيئا" عن مضمون محادثات ترامب في الخليج ونتائجها المحتملة.
وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الأحد، فإنه واضح لإسرائيل أن جانبا من جولة ترامب، التي تبدأ بعد غد، يتعلق بصفقات اقتصادية عملاقة مع الدول الخليجية الثلاث وتشمل استثمارات مشتركة، بينها استثمارات كبيرة جدا في الولايات المتحدة.
لكن ما يقلق إسرائيل، إلى جانب المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية المباشرة، يتعلق بصفقات الأسلحة التي سيبرمها ترامب في الخليج، وبشكل خاص مطلب السعودية بتطوير برنامج نووي خاص بها. والتخوف الذي يصرح به الإسرائيليون هو أن يوافق ترامب على تخصيب يورانيوم في الأراضي السعودية، وأنه إذا كان سيوافق على استمرار إيران بتخصيب اليورانيوم في أراضيها، فإنه سيكون من الصعب أن يرفض التخصيب في الأراضي السعودية، وهو ما تعتبر إسرائيل أنه يشكل خطرا عليها.
في هذا السياق، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن أجهزة الأمن الإسرائيلية – الجيش والموساد والشاباك – "يعبرون عن قلق حيال الأضرار التي قد تلحق بالأمن القومي نتيجة للتباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة"، وأنه جرت مداولات حول ذلك في عدة هيئات وبضمنها أمام نتنياهو ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، ويتعلق هذا القلق بثلاثة مواضيع مركزية، هي اتفاق نووي مع إيران، وصفقات أمنية، والوضع في غزة وخاصة ما يتعلق بتبادل أسرى.
وما يقلق إسرائيل، حسب الصحيفة، هو أن الاتفاق النووي الجديد لن يكون مختلفا في جوهره عن الاتفاق السابق، من العام 2015، بعد أن رفضت إدارة ترامب مطلب إسرائيل بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وأن المفاوضات حول الاتفاق الجديد لا تتطرق إلى نفوذ إيران في المنطقة وعلاقاتها مع منظمات، مثل حزب الله والحوثيين، ولا إلى منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وتعتبر أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه من خلال الاتفاق النووي الجديد ستحتفظ إيران بخبراتها وبوسائل تمكنها في المستقبل من تطوير قدرات نووية، وكذلك تحرير أموال تخضع لعقوبات اقتصادية على إيران، ما سيسمح لها بإعادة ترميم قدراتها وتمويل منظمات موالية لها.
وأشارت الصحيفة إلى أن "برنامجا نوويا مدنيا في السعودية يعتبر لدى معظم الخبراء الإسرائيليين أنه خط أحمر، قد يتم تجاوزه الآن". وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، تشترط هذه الصفقات بالتوصل إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، فيما إدارة ترامب قررت التقدم في هذه الصفقة لوحدها، ومن دون إسرائيل.
وسيبحث ترامب في الخليج في قضيتين تتعلقان بقطاع غزة. القضية الأولى تتعلق بالمساعدات الإنسانية وتمويلها. وترامب لا يعتزم تمويل المساعدات من الخزينة الأميركية، بينما دول الخليج تشترط تمويل المساعدات بإنهاء الحرب على غزة وأن توزع المساعدات منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وعدم إقامة نظام جديد لتوزيع المساعدات مثلما تطالب إسرائيل.
وأفادت صحيفة "هآرتس" بأنه لا توجد في إسرائيل تقديرات حول مدى الضغط الذي سيمارسه ترامب على دول الخليج الثلاث كي توافق على نظام جديد لتوزيع المساعدات في القطاع، الذي تطالب به إسرائيل. "وهذا مرتبط أيضا بمسألة ’اليوم التالي’ الجاري مناقشتها من دون مشاركة إسرائيل، لكن الوقت محدود من أجل التوصل إلى حل لأن مخزون المواد الغذائية في غزة يقترب من الخط الأحمر الذي يعني تجاوزه أنه ستسود مجاعة واسعة. ولا توجد لدى إسرائيل أي خطة بديلة، والنقاش بين المتطرفين في الكابينيت (الإسرائيلي) ونتنياهو قد يزعزع الحكومة".
وأضافت الصحيفة أن قضية أخرى سيتم بحثها خلال جولة ترامب تتعلق بنهاية الحرب على غزة. والمطروح حاليا هو مقترح أميركي لاتفاق تبادل أسرى، شبيه بمقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ويقضي بدفعتي تحرير أسرى إسرائيليين وفلسطينيين، بحيث يجري تحرير نصف الأسرى في البداية ونصفهم الآخر في نهاية المفاوضات حول نهاية الحرب.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تحاول إقناع ترامب بأن يشمل المقترح الأميركي جمع سلاح حماس. لكن على الأرجح أن ترفض حماس ذلك، وعندها "ستتفجر الصفقة والحكومة (الإسرائيلية) ستبقى صامدة لسنة أخرى".
ونقلت صحيفة "القدس"، اليوم، عن مصدر رفض الكشف عن هويته، قوله إن الرئيس الفلسطيني، محموس عباس، والرئيس اللبناني، جوزيف عون، سيشاركان في اللقاء بين ترامب وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بناء على طلب الأخير