مقتل الصحفية شذى الصباغ بالرصاص في جنين: العائلة تتهم الأمن.. والأخير ينفي
زمن برس، فلسطين: قُتلت الصحافيّة شذى الصباغ مساء السبت، بعد أن أصابها طلق ناريّ في رأسها، بمنطقة شارع مهيوب بمخيم جنين الذي يشهد عمليّة أمنيّة تشنّها أجهزة السلطة الفلسطينية منذ 23 يومًا.
الصحافيّة شذى الصباغ هي القتيلة الـ11 منذ بدء أجهزة أمن السلطة عمليّة أمنيّة تقول إنها تستهدف خارجين عن القانون، فيما تقول "كتيبة جنين" إن عناصرها هم المستهدفين
واتّهم صهيب المرعي، زوج شقيقة الصحافية شذى أحد عناصر الأمن بفتح النار بشكل متعمّد ومباشر على شذى التي كان برفقتها والدتها، وشقيقة صهيب، وطفليه، حين خرجوا لشراء بعض الحاجيّات من بقالة في الطابق العلوي (مدخلها خارجي منفصل)، في منطقة تشهد تواجدًا مكثّفًا لعناصر الأمن.
وأضاف صهيب المرعي في حديث لـ "الترا فلسطين" أنّ عنصر الأمن الذي أطلق النار على شذى كان موجودًا على شبّاك منزل يزيد جعايصة، الذي لا يبعد عن منزلهم هوائيًا أكثر من 20 مترًا فقط، وقد أطلق النار من شباك البيت في الطابق الأوّل.
ونفى صهيب وجود أي اشتباكات في المكان قبيل إطلاق النار على شذى، وقال إن أجهزة السلطة تسيطر على منزل يزيد جعايصة الذي قتله الأمن، وسيطر على منزله، بعد إخراج عائلته منه.
وعلى الجانب الآخر، أصدر الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب، بيانًا بعد أقل من ساعة على الحادثة، عبّر فيه عن إدانة قوى الأمن بأشد العبارات الجريمة البشعة التي حصلت، واتّهم من وصفهم بـ"خارجين عن القانون" بارتكابها بإصابة الصحافية الصباغ برصاصة في رأسها، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بأحد المنازل الذي تم حرقه وإطلاق النار عليه بشكل عشوائي.
وقال رجب إنّه ووفقًا للتحقيقات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن قوى الأمن لم تكن متواجدة في المكان، ودعا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية للإبلاغ عن أي معلومات قد تُساهم في كشف ملابسات الحادث وضبط المتورطين، وعبّر عن تضامننا الكامل مع عائلتها في هذا المصاب الأليم.
واستهجن صحافيون تسرّع الأمن في إصدار بيان يلقي بالمسؤولية عن مقتل زميلتهم شذى على جهة، دون إجراء تحقيق كاف وجمع الأدلة، وبما يخالف رواية العائلة وشهود العيان، مستشهدين ببيان الأمن عن حادثة مقتل الفتى ربحي الشلبي حين حمّلت الأجهزة الأمنية مسؤولية مقتله لمسلحين في المخيم، قبل أن تتراجع عن روايتها وتقرّ بمسؤوليتها عن قتله، بعد ظهور مقطع فيديو يوثّق الحادثة.
ونعت نقابة الصحافيين الصحافية شذى الصباغ، طالبة الصحافة في جامعة القدس المفتوحة بنابلس، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة يشارك بها ممثل عن النقابة، للوقوف على الحقيقة ومحاسبة القتلة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
ومنذ الخامس من كانون أول/ ديسمبر أطلقت الأجهزة الأمنيّة عمليّة عسكرية قالت إنها تستهدف "خارجين عن القانون"، ولاحقًا أطلق مسؤولون أمنيون فلسطينيون تصريحات جاء فيها أنّ العملية تستهدف "أذرع إيران في الضفة الغربية" أو من وصفوهم بـ "الدواعش".
وأسفرت العمليّة الأمنيّة المستمرّة، رغم طرح مبادرات عديدة لوقفها، عن مقتل 11 فلسطينيًا، منهم خمسة من عناصر الأمن بمختلف تشكيلاتها، ومسلّح من كتيبة جنين، وخمسة مدنيين بينهم طفلان، وآخرهم الصحافية شذى الصباغ التي قتلت مساء السبت.