عبّاس يحاول مغازلة ترامب مستعينًا بوالد صهره اللبناني
زمن برس، فلسطين: يحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأثير على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بإيصال رسائل تصالحيّة له، من خلال والد زوج تيفاني، ابنة ترامب، رجل الأعمال اللبناني الأميركي مسعد بولس.
نيويورك تايمز: الجهود الفلسطينية المبذولة لمغازلة ترامب قد تأتي بنتائج عكسية، لكنّ القيادة الفلسطينية تفتقر إلى خيارات أخرى
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقريرًا جاء فيه أنّ الفلسطينيين يحاولون التأثير على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إذ التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مع والد صهر ترامب المتزوج من ابنته تيفاني، وكتب رسالة أدان فيها محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب في أثناء حملته الانتخابية، كما سارع بتهنئة ترامب على انتخابه رئيسًا.
واعتبرت الصحيفة الأميركيّة، أنّ المبادرة التي قام بها محمود عباس، جزء من إستراتيجية لإعادة تأهيل "علاقته العدائية" مع ترامب، الذي أبدى خلال فترة رئاسته السابقة دعمًا غير مشروط لإسرائيل، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها من تل أبيب، وأوقف المساعدات عن الأونروا.
ورغم أنّ عباس كان منع كبار مسؤولي السلطة من التواصل مع نظرائهم في إدارة ترامب على خلفيّة دعمه اللا محدود لإسرائيل، وذهابه في مسار أغضب السلطة، لكن يبدو أنّ عبّاس تراجع عن قراره، وقرر التواصل مجددًا مع ترامب، على أمل التأثير على قراره بشأن الصراع ومحادثات وقف إطلاق النار، وفق نيويورك تايمز.
عباس يمدّ يده لمصافحة ترامب أثناء لقائهما في بيت لحم 2017
وكان عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أوائل الذين هنأوا ترامب على فوزه في الانتخابات. وفي رسالته، قال عباس إن المسؤولين الفلسطينيين "يتطلّعون إلى العمل معك من أجل تحقيق السلام والأمن والازدهار في منطقتنا"، وفقًا لنسخة من الرسالة حصلت عليها "نيويورك تايمز".
ويوم الجمعة الماضية، جرت مكالمة هاتفية هنأ فيها عباس الرئيس المنتخب ترامب، وتمنّى الأول للثاني خلال ولايته الجديدة قيادة الولايات المتحدة الأميركية نحو التقدم والازدهار، وأعرب عن استعداده للعمل معه لتحقيق السلام. وأكّد ترامب أنه سيعمل من أجل وقف الحرب وصنع السلام في المنطقة.
قال نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأحد، إنّه تحدث 3 مرات مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وكانت هذه محادثات جيدة ومهمة للغاية تهدف لتعزيز التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن جهود عباس للتواصل مع ترامب بدأت قبل الانتخابات الأميركية بوقت طويل، إذ ساعد مسعد بولس، الذي عمل مبعوثًا غير رسمي لحملة ترامب بين الناخبين العرب الأميركيين، عباس على التواصل مع ترامب في الأشهر الأخيرة، كما فعل بشارة بحبح، وهو فلسطيني أميركي يدعم ترامب أيضًا.
والتقى عباس ببولس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول في نيويورك. وفي حين وصف مسؤولون فلسطينيون الاجتماع بأنه جزء من جهد للتواصل مع ترامب، قال بولس لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه كان "شخصيًا بحتًا"، وقال إنه لم يخبر ترامب عن الاجتماع قبل أو بعده.
وقال المسؤول الفلسطيني زياد أبو عمرو، الذي حضر اللقاء إن بولس نقل لترامب رغبة عباس في إنهاء الحروب في العالم بما في ذلك قطاع غزة.
وقال بولس وبحبح إنهما ساعدا في تسهيل تسليم رسالة من عباس إلى ترامب في تموز/يوليو، تدين محاولة اغتياله، والتي نشرها ترامب على موقع Truth Social وفي الرسالة، تمنى عباس لترامب "القوة والسلامة" وقال إن محاولة الاغتيال "أعمال حقيرة". ورد ترامب بأن رسالة عباس كانت "لطيفة للغاية" وأعلن أن "كل شيء سيكون على ما يرام".
رد ترمب على رسالة عباس - أرشيفية
وقال أبو عمرو "نريد أن نحافظ على علاقة عمل جيدة؛ لأن لا أحد يستطيع أن يتجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في حل الصراع".
وقال بشارة بحبح، وهو فلسطيني أميركي مؤيد لترامب، إنه ساعد في تسهيل وصول رسالة من محمود عباس إلى ترامب.
وفي اجتماعه مع بولس في أيلول/سبتمبر، قال عباس إنه مستعد لتحقيق السلام مع إسرائيل على أساس حل الدولتين، وأعرب عن استعداده لاستضافة مراقبين دوليين في الدولة الفلسطينية المستقبلية لضمان أمن إسرائيل، بحسب بحبح.
وأضاف عباس أنه لن يكون هناك "قتال أو توغلات أو هجمات على الإطلاق" من جانب الدولة الفلسطينية المستقبلية.
مسعد بولس والد صهر ترامب، وهو رجل أعمال أميركي من أصل لبناني
وقال حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في بريطانيا، والذي كان له نفس الدور في واشنطن في بداية إدارة ترامب الأخيرة: "عندما نسمع ترامب يقول إنه يريد السلام، فإننا نأخذ ذلك على محمل الجد، لكن السلام يجب أن يقوم على استقلال الفلسطينيين وتقرير المصير". وإذا حاول ترامب "إرغامنا على ذلك، فلا يزال بإمكاننا أن نصرخ: لا".
ورغم أن الجهود المبذولة لمغازلة ترامب قد تأتي بنتائج عكسية، فإن القيادة الفلسطينية تفتقر إلى خيارات أخرى غير محاولة التواصل مع الرئيس المنتخب والحلفاء العرب والأوروبيين الذين يمكنهم تعزيز مواقفها معه، بحسب محللين.
يقول إبراهيم دلالشة، مدير مركز الأفق، وهي مجموعة بحثية سياسية فلسطينية: "هل لديهم خيار آخر؟ من الناحية الموضوعية، لا أعتقد أن لديهم أي خيار آخر. هل ينبغي لهم أن يلجأوا إلى الوكالات الدولية؟ لم ينجح هذا ولن ينجح"، مضيفًا: "ليس لديهم سوى خيار واحد".