"ينظر اللاجئون للوكالة باعتبارها أمهم": قلق على المستقبل بنور شمس بطولكرم بعد قرار حظر عمل أونروا
زمن برس، فلسطين: يبدي اللاجئون في مخيم نور شمس في شمال الضفة الغربية المحتلة، قلقا على مستقبلهم، بعدما تعرّض مقر وكالة "أونروا"، لأضرار جسيمة في آخر عملية عسكرية إسرائيلية، تزامنا مع قرار بحظر عمل الوكالة الأممية في إسرائيل.
وينهمك عدد من سكان المخيم الذي يعيش فيه نحو 13 ألف نسمة في تنظيف المنطقة المحيطة بمقرّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بعدما دُمّر بشكل شبه كامل، الخميس الماضي.
وفي الساحة الرئيسية لمقر الوكالة، انغمست أحذية الموظفين بالوحل، جرّاء التخريب الذي تعرّض له.
وتقول مسؤولة أونروا في شمال الضفة الغربية، هنادي جبر أبو طاقة: "ينظر اللاجئون إلى أونروا باعتبارها أمهم، تخيلوا لو فقدوا أمهاتهم"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس"، نقلا عنها.
وتدير الوكالة مدرستين وعيادة وخدمات الصرف الصحي في المخيم.
ويتعيّن على الوكالة الآن أن تغير المكتب وهو "استثمار كبير" وفقا لمدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية، رولان فريدريش.
ويضيف بعدما تحدث إلى السكان، السبت، أن "التأثير النفسي مدمر بالطبع".
ويقف شفيق أحمد جاد في محله لبيع الهواتف الذي دمرت واجهته مراقبا الجرافات وهي تزيل الركام، والفنيين وهم يصلحون كابلات الاتصالات.
ويرى أن ما حدث مرتبط بمصادقة الكنيست مؤخرا، على قانون يحظر أنشطة أونروا في إسرائيل.
ويقول: "ليس لنا إلا الوكالة، تصفية الوكالة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية"، وفق "فرانس برس".
أما السبعيني محمد سعيد عمار، فيرى أن "الاحتلال الإسرائيلي يحرّض عليها (الأونروا) لأغراض سياسية، من أجل إلغاء حق العودة، أو إلغاء اللجوء الفلسطيني".
ويرفض عمار الاتهامات بأن "المقاومة تستخدم مقار أونروا لشن هجمات عليهم (الجيش الإسرائيلي)... فهذا غير صحيح قطعا".
ويؤكد "نحن نحافظ على أونروا ... (مكتبها) مكان لتقديم خدمات للاجئين ولأهل المخيم. مقرها مقدس وله احترامه، ولا يمكن الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال، أو المساس به".
وتؤكد أن المخيم "يعاني نقصا في المياه والكهرباء... المنطقة غير صالحة حتى للمشي".
وتؤكد أن المخيم يحتاج إلى منظمات دولية مثل أونروا لتولي إعادة البناء.
بعد يومين من انسحاب الجيش الإسرائيلي، لم يتم إصلاح شبكة الإنترنت ولا تزال بعض الطرق مدمرة، لكن أونروا استأنفت أنشطتها.
وتقول جبر أبو طاقة "أول ما نقوم به هو التأكد من إعلان فتح المدارس". وتضيف: "نعلم مدى أهمية مجيء الأطفال إلى ما يعتبرونه ملاذا آمنا".
وبينما كانت تتجول في المخيم، اقترب منها كثر للتعبير عن غضبهم سائلين عن مستقبل عمل الوكالة.
أما السبعيني مصطفى فيبدو قلقا على أحفاده.
ويروي أنه يتعمد خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية أن يرفع صوت الراديو إلى أقصى حد، حتى لا يسمع أحفاده ما يجري في الخارج، لكنه يعترف بأنهم لا يخدعون بذلك.
ويقول: "تستيقظ حفيدتي (بسبب الغارات) وتنفجر بكاء... إنهم قلقون، ويواجهون صعوبة في الوصول إلى المدرسة، بسبب الطرق" المتضررة.
وفي رأيه، فإن التهديدات الإسرائيلية لأونروا، ليست سوى مثال حديث على معاناة لاجئي المخيم.
ويؤكد أن إسرائيل "تشعر بأنها قادرة على فعل أي شي" من دون أن يمنعها أحد.