تقارير: فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة وقرار نتنياهو الاستراتيجي إعطاب صفقة التبادل

تقارير: فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة وقرار نتنياهو الاستراتيجي إعطاب صفقة التبادل

زمن برس، فلسطين:  قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن الاجتماع الأمني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم أمس، خلص إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة. من جانبها نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن فرص التوصل إلى صفقة ضئيلة جدًا.

من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن الوسطاء، قاموا بصياغة اتفاق، موضحةً: "الفجوة تبلغ حاليًا 13 يومًا، 13 يوماً كاملاً من السيطرة الإسرائيلية على ما تم تعريفه كحاجة وجودية"، أي على محور صلاح الدين/فيلادلفيا، وموعد الانسحاب منه. مشيرةً إلى أن المقترح الحالي، يقترح الانسحاب الإسرائيلي من المحور في اليوم الـ22. وأضافت: "الولايات المتحدة، التي لم تكن شريكة في صياغة التسوية، لكنها أدخلت تغييرات وتصحيحات فيها، وطالبت بتغيير الثاني والعشرين إلى الخامس والثلاثين، أي، فجوة 13 يومًا".

نتنياهو لم يتناول قضية محور صلاح الدين/ فيلادلفيا ولم يذكرها على الإطلاق حتى بدا من الممكن تحقيق اختراق في الصفقة

بدوره، قال مسؤول إسرائيلي: "كيف يمكن أن يتحدثوا عن مثل هذا الهراء؟ ما معنى 13 يومًا هنا أو هناك؟ ولكن هذا أيضًا هو في الواقع ستار من الدخان. نتنياهو عرقل المفاوضات في عدة نقاط، وخرجت القضية وفجأة حصلت فيلادلفيا على حجم كبير، والجميع، كل فرق التفاوض، والقادة، والأحزاب، والأمم، والعالم أجمع، ينظرون الآن إلى هذا. شريط صحراوي رملي".

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن شخصية أمنية إسرائيلية سابقة، أجرت محادثة مع عدد من أعضاء فرق مفاوضات الوسطاء وأوضح لهم كيف أن مسألة فيلادلفيا جاءت من العدم، وظهرت فجأة، وبصورة شديدة الوضوح. وفي وقت قصير، أصبح انسحابه لمدة 42 يومًا تهديدًا وجوديًا مباشرًا لإسرائيل.

ووفق التقرير، فإن نتنياهو لم يتناول قضية محور فيلادلفيا ولم يذكرها على الإطلاق حتى بدا من الممكن تحقيق اختراق في الصفقة.
في صباح يوم 3 تموز/يوليو، قدروا في إسرائيل أن حماس ستعطي إجابة إيجابية نسبيًا. وفي المساء، صرح سموتريتش بالفعل أنه "لن أتفاجأ إذا استجاب السنوار فجأة، بعد أشهر من الرفض، بشكل إيجابي للعرض الذي تلقاه للصفقة". 

وتابعت الصحيفة: "ثم فجأة، في 11 تموز/يوليو، في خطاب نتنياهو في نهاية دورة للضباط، بعد تسعة أشهر من اندلاع الحرب، ورد الوجود الإسرائيلي في المحور كشرط لعدم استسلام إسرائيل". وبعد يوم واحد، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه "يصر على بقاء إسرائيل على محور فيلادلفيا".

وتوضح الصحيفة: "أرسل نتنياهو الفريق المفاوض إلى قطر ليعلن أن إسرائيل أدركت فجأة ما لم تدركه خلال الأشهر التسعة بأكملها من الحرب: أن وجودها الدائم والمستمر في فيلادلفيا هو مصلحة «وجودية»، كما تم التعبير عنه لاحقًا. ولن يغادر ولو لثانية واحدة، ومنذ ذلك الحين أصبح الموضوع إحدى النقاط المحورية في كلام نتنياهو، وفي الرسائل الموجهة إليه، وفي التعليمات الموجهة إلى الفريق المفاوض".

وأضافت: "مع الدول الوسيطة، يصبح التفاهم واضحًا أن في الواقع الأمر لا يتعلق بإيجاد حل وسط لهذا البند أو ذاك، بل يتعلق بعدم وجود قرار استراتيجي من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق على الإطلاق"، على حد تعبير مسؤول كبير في إحدى الدول.

 

ويتابع المسؤول: "هذا الفهم، يضر بدافعية الوسطاء للقيام بمحاولة أخيرة للتوصل إلى حل وسط".

وتتابع "يديعوت أحرونوت": "في هذه اللحظة، هناك شك كبير فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستتجه إلى خطة تسوية أصلًا، لأن الأميركيين يعتقدون أن فرص وصول ذلك إلى الحل ضئيلة ويفضلون، ربما أيضًا لاعتبارات سياسية داخلية، عدم تفجير المفاوضات وإحداث ضجة في العالم. وفي مثل هذه الحالة، قد تكون هناك دعوة للتغيير والخروج بمقترح جديد: إما كل شيء مقابل كل شيء، أو تبادلات صغيرة، على سبيل المثال تدخل الروسي، وإذا حدث ذلك ربما في النهاية ستكون هناك صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح الجميع، إذا كان هناك أي رهائن على قيد الحياة حتى ذلك الحين".

ووفق التقييم الإسرائيلي، فإنه في "الولايات المتحدة، هناك مداولات جدية حول ما إذا كان سيتم تقديم اقتراح الوساطة للصفقة ومتى، على خلفية خلاف في واشنطن حول عدم نجاحهم. والأميركيون يخافون من الإذلال، وبسبب الحملة الانتخابية لا يريدون مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي. وفي هذه الأثناء، هناك تشاؤم كبير في إسرائيل بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق".

المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تضغط

بدوره، وفي السياق الضغوط التي تمارسها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في سياق محاولة التوصل إلى صفقة تبادل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي: "لا يجب التخلي عن أي من أهداف الحرب. يواصل الجيش الإسرائيلي مواجهة الجناح العسكري لحماس ويبذل قصارى جهده لإعادة المختطفين أحياء. الآن سيكون أمامنا سنوات عديدة قادمة، وسيتم القضاء على كل إرهابي في النهاية".

يشار إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أكدت على إمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا، في سياق صفقة تبادل.

كما دعا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن. وقال: "علينا أن نتحرك بقوة أكبر الآن، وبشكل عاجل للغاية، لإنقاذ إخواننا وأخواتنا الموجودين في وداي الموت. بروح مفهوم شمعون بيريز (الكلمة في مناسبة خاصة به)، يجب على دولة إسرائيل وصناع القرار زيادة وتعزيز الجهود قدر الإمكان والعمل بشكل خلاق، الأمر الذي سيؤدي إلى اتفاق فوري وعاجل لعودة جميع المختطفين. المختطفون لا زالوا هناك وحياتهم في خطر رهيب، وعودتهم هي أمر أخلاقي أسمى".

وفي وقت سابق، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في إفادة صحافية الليلة الماضية، أنه يتعين على إسرائيل وحركة حماس حل القضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وقال بلينكن إنه "بناء على ما رأيته، جرى التوافق على نحو 90 بالمئة، لكن هناك قضايا قليلة بالغة الأهمية لا تزال عالقة"، بما في ذلك موضوع محور فيلادلفيا.

وذكر أن هناك أيضا بعض الخلافات حول كيفية تنفيذ اتفاق تبادل أسرى. وأضاف بلينكن أنه "أتوقع في الأيام المقبلة أن ننقل لإسرائيل، وأن تنقل قطر ومصر لحماس، أفكارنا نحن الثلاثة، بشأن كيفية حل المسائل العالقة المتبقية".