موجة نزوح من شرق خان يونس بعد إنذار إسرائيلي.. والأطقم الطبية والفنية تخلي مستشفى غزة الأوروبي

موجة نزوح من شرق خان يونس بعد إنذار إسرائيلي.. والأطقم الطبية والفنية تخلي مستشفى غزة الأوروبي

زمن برس، فلسطين:  نزح مئات الفلسطينيين، الاثنين 1 يوليو/تموز 2024، من مناطق شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى منطقة المواصي غرب المدينة، وذلك بعد ساعات من مطالبة الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة بدعوى أنها "منطقة قتال خطيرة"، في حين قالت وكالة الأونروا إن الاستجابة الإنسانية "مستحيلة" بغزة بسبب قيود الاحتلال.

جاء هذا الإنذار، في بيان للجيش الإسرائيلي واتصالات مسجلة وصلت سكان ونازحين في المناطق الشرقية من خان يونس، حسبما أفاد شهود عيان للأناضول.

وتوعد الجيش في الاتصال المسجل، الذي اطلعت عليه الأناضول، بـ"العمل بقوة شديدة وبشكل فوري في المنطقة"، قائلًا إنها "منطقة قتال خطيرة".

وفي بيان له على منصة "إكس"، قال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: "إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق القرارة وبني سهيلا ومعن والمنارة وجورة اللوت، والفخاري، وخزاعة والإقليمي، وبلدية الشوكة والنصر من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري للمنطقة الإنسانية".

وفي المناطق الشرقية من خان يونس، سادت حالة من الذعر والهلع بين أوساط السكان الذين عاد عدد كبير منهم إلى منازلهم منذ يومين، بعدما هاجم الجيش مناطق المواصي غرب رفح جنوب القطاع؛ فيما عاد العدد الأكبر مع إعلان الجيش بدء عمليته برفح في 6 مايو/ أيار الماضي.

نزوح جديد ووجهة مجهولة

وتساءل فلسطينيون في منطقة "جورة اللوت"، في حديثهم للأناضول، عن "المكان الذي سينزحون إليه في ظل اكتظاظ منطقة مواصي خان يونس بالنازحين".

ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط بزعم أنها مناطق آمنة، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد.

والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورًا بغرب خان يونس حتى غرب رفح.

ويعيش النازحون في المواصي وضعًا مأساويًا ونقصًا كبيرًا في الموارد الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.

إخلاء مستشفى غزة الأوروبي

كما بدأت طواقم طبية وفنية، مساء الاثنين، إخلاء "مستشفى غزة الأوروبي" من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء منطقة الفخاري التي يقع في نطاقها المستشفى ومناطق شرقية أخرى بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر طبية للأناضول، إن "الطواقم الطبية بدأت بإخلاء المستشفى من أعداد من المرضى والجرحى، وتحويلهم إلى مستشفى ناصر وسط المدينة".

المصادر أفادت بأن الطواقم بدأت أيضًا بإخلاء "المستشفى من الأدوات والأجهزة الطبية"، خشية من تضررها في حال تعرض المستشفى أو محيطه للقصف.

الاستجابة الإنسانية "مستحيلة" بغزة

في سياق متصل، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الاثنين، إن قيود إسرائيل المشددة على وصول المساعدات لقطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية "أمرًا صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا".
جاء ذلك وفق مسؤولة الاتصالات بـ"الأونروا" لويز ووتردج، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حول تقييد إدخال المساعدات إلى القطاع ونشرت فحواها الوكالة الأممية على حسابها عبر منصة إكس.

وأضافت ووتردج أن "القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على وصول المساعدات لغزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية "أمرًا صعبًا للغاية إن لم يكن مستحيلًا"، مشددة "نحن بحاجة إلى وصول مستمر ويمكن التنبؤ به حتى نتمكن من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة".

وفي معرض وصفها لمعاناة فرق الإغاثة بغزة، قالت ووتردج: "نكافح للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية على إدخال المساعدات، وتسليمها بهدف ضمان سلامة فرقنا وسلامة المساعدات بآن واحد".

وأشارت إلى أن "سكان غزة مرهقون، وفرق الإغاثة بحاجة إلى مزيد من الوصول لتقديم المساعدات والإمدادات وإنقاذ الأرواح".

كما وصفت الظروف في أنحاء قطاع غزة بأنها "مروعة، حيث تحولت المباني إلى أنقاض، ولا توجد مياه نظيفة تقريبًا والإمدادات ضئيلة".

واختتمت بالقول: "لدينا أطباء وممرضون يعملون في غزة، لكن ما فائدة تواجدهم مع عدم توفر الدواء بسبب القيود الإسرائيلية المشددة".

وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 عن نحو 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.