أمريكا تعلن بدء دخول المساعدات لغزة عبر الميناء العائم.. صور جوية تظهر اكتمال بنائه، وشكوك حول فعاليته

أمريكا تعلن بدء دخول المساعدات لغزة عبر الميناء العائم.. صور جوية تظهر اكتمال بنائه، وشكوك حول فعاليته

زمن برس، فلسطين:  أظهرت صور من الأقمار الصناعية إتمام الجيش الأمريكي تثبيت مراسٍ لربط رصيف عائم مؤقت بشاطئ قطاع غزة في إطار مهمة لتوصيل المساعدات الإنسانية، لكن واشنطن تواجه التحديات نفسها التي تواجهها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة منذ أشهر في ما يتعلق بتوزيع مساعدات في القطاع.

وصباح الجمعة 17 مايو/أيار 2024، أعلن الجيش الأمريكي أن أولى شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت بالتحرك من الرصيف العائم إلى داخل قطاع غزة

طاقة عمل الرصيف العائم في غزة 

من المتوقع أن يتوالى وصول المساعدات إلى الرصيف العائم خلال الأيام القليلة القادمة، فقد غادرت سفينة بريطانية تحمل نحو 100 طن من المساعدات قبرص، الأربعاء، كما غادرت سفينة ترفع العلم الأمريكي قبرص الأسبوع الماضي.


صور جوية للرصيف العائم على ساحل قطاع غزة/رويترز
صور جوية للرصيف العائم على ساحل قطاع غزة/رويترز

يقول مسؤولون أمريكيون إن الرصيف سيتعامل في البداية مع 90 شاحنة يومياً، لكن هذا العدد قد يصل بعد ذلك إلى 150 شاحنة.

بينما تقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى دخول 500 شاحنة يومياً لقطاع غزة. وذكرت في أبريل/نيسان أن أكبر حجم من الإمدادات الإنسانية والتجارية التي دخلت القطاع منذ بدء الحرب بلغ في المتوسط 189 شاحنة يومياً، وهو ما يعني أن الميناء في أفضل حالاته لن يسد نصف حاجة القطاع على الأقل. 

هذه النقطة بالتحديد نبهت لها الأمم المتحدة على لسان فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، الذي قال: "لتجنب أهوال المجاعة، لا بد أن نستخدم أسرع وأوضح طريق للوصول إلى شعب غزة، ولذلك نحتاج إلى الوصول إليهم براً في الوقت الحالي". وأضاف: "إيصال المساعدات إلى الأشخاص المحتاجين داخل غزة وفي أنحائها لا يمكن، ولا ينبغي، أن يعتمد على مرسى عائم بعيد عن الأماكن التي تشتد فيها الحاجة (للمساعدات)".

تحديات كبيرة تواجه الرصيف العائم

وعلى الرغم من إتمام بناء الميناء، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه آلية إدخال المساعدات عبره، فبمجرد وصولها إلى اليابسة، ستقطع المساعدات الأمريكية مساراً صعباً يكتنفه الغموض وصولاً إلى المدنيين في القطاع.

كما أن العمل في منطقة حرب يعتبر أمراً في غاية الصعوبة والتعقيد، ما يشكل خطراً على الجهات العاملة في الرصيف، خاصة في ظل النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل شاحنات نقل المساعدات. 


سفينة أمريكية قبالة سواحل غزة/ رويترز
سفينة أمريكية قبالة سواحل غزة/ رويترز

هذا الأمر تدركه الولايات المتحدة، فقد قال مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، لرويترز خلال مقابلة الخميس: "إذا كانت هناك منطقة حرب نشطة مثل غزة… فسيكون أمن التوزيع الداخلي عسيراً حقاً، ويزيده صعوبة نقص الوقود".

إلى جانب ذلك كله، لم تتضح بعد آلية عمل الرصيف بشكل دقيق، ومن سيستلم المساعدات على أرض القطاع ويقوم بتوزيعها على السكان، وهذا الأمر يتطلب من الأمم المتحدة أيضاً التوصل للصيغة النهائية لمشاركتها في توزيع المساعدات بمجرد تفريغها من الرصيف.

وبالعودة إلى الخطة التي أعلنها بايدن في مارس/آذار فقد ذكرت أن شحن المساعدات سيتم من قبرص حيث ستقوم إسرائيل أولاً بتفتيش الشحنات. ولن تتضمن العمليات نزول قوات أمريكية لشاطئ القطاع.

بدلاً من ذلك، سيقوم طرف ثالث باستلام المساعدات من الرصيف، ويقوم بنقلها لمسافة قصيرة ثم يفرغها لتصبح في عهدة الأمم المتحدة، بحسب ما ذكر مسؤولون أمريكيون ومن الأمم المتحدة.

لكن مسؤولاً في الأمم المتحدة قال في وقت لاحق إن طرفاً ثالثاَ آخر، تتعاقد معه المنظمة الدولية، سيقوم بتحميل المساعدات على الشاحنات ونقلها إلى نقاط التوزيع في أنحاء قطاع غزة.

وقال المسؤول في الأمم المتحدة إن هناك خطة لتواجد موظفين من المنظمة الدولية قرب الرصيف للإشراف على عملية نقل المساعدات وتوجيهها إلى نقاط التوزيع في جميع أنحاء القطاع؛ لكن إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة لم توافق بعد على هذه الخطة.