مسؤول في حركة فتح: نخشى استخدام الرصيف البحري في غزة لتهجير أهل القطاع

مسؤول في حركة فتح: نخشى استخدام الرصيف البحري في غزة لتهجير أهل القطاع

زمن برس، فلسطين:  النجاح الإخباري -  انتقد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إعلان القيادة المركزية الأميركية تثبيت الرصيف البحري المؤقت على شاطئ قطاع غزة بدون التنسيق مع السلطة الفلسطينية، وعبر عن قلقه من استخدام هذا الرصيف لتهجير سكان القطاع، مؤكدا أن هذه الخطوة لن تغير من وضع القطاع في شيء.

وقال الأحمد لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الخميس إن تثبيت الرصيف البحري لن يكون حلاً للوضع الإنساني في القطاع، مضيفا "أعتقد بداية أن هذا لن يحل مشكلة غزة ولن يحل مشكلة أهالي غزة وجرحاها وسكانها الذين تواجههم المجاعة وبنفس الوقت ليس من حق أمريكا ألا تنسق مع القيادة الفلسطينية بشأن إقامة هذا (الرصيف) من عدمه".

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية اليوم الخميس تثبيت الرصيف البحري المؤقت على شاطئ غزة، تمهيدا لإدخال المساعدات بحرا إلى القطاع. 

وأشار عضو حركة فتح إلى أنه يشك بأن تشكل هذه الخطوة الأميركية بديلاً للمعابر الأخرى لوصول أوسع للمساعدات لسكان غزة، وتساءل قائلا "ما هي أغراضه؟ (الرصيف)، هل هو فعلا  بديل عن رفح ومعبر رفح مثلا والمعابر الأخرى التي بإمكانها سد حاجات غزة كلها؟ هذا مشكوك به تماما ولا أعتقد أن ذلك سيتم". 

وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل قد أبلغ وكالة أنباء العالم العربي بصعوبة ممارسة الفرق الإنسانية عملها "بسبب الاستهدافات الإسرائيلية وخطورة الوضع الميداني وقلة الإمكانيات ونقص الوقود"، وأن هناك مئات الضحايا تحت الأنقاض لم يتم الوصول إليهم.

* خطة للتهجير؟

وكشف الأحمد عن قلقه من استخدام الرصيف البحري كخطة للتهجير، وقال: "هناك تخوفات كثيرة من أن يستخدم هذا المبنى لهجرة سكان غزة سواء كانت قسرا أو طوعا وبالتالي نحن قلقين من مثل هذا ونشك في إمكانية نجاح هذا الميناء بالأهداف التي أعلنت من قبلهم وبالتالي ننتظر ماذا سيتم ونراقب بحذر شديد  كيف ستتم الأمور".

وأكد عضو اللجنة المركزية لفتح أن الجانب الأميركي لم يتواصل مع السلطة الفلسطينية بخصوص المساعدات "ولم ينسقوا معنا إطلاقا وأكثر من مرة كان هناك تردد من جانبهم في فترة الإنجاز والقيام ببدء العمل به وما هو الدور الإسرائيلي الذي سيكون لإسرائيل في عمل هذا الميناء". 

وأضاف: "هناك قيادة فلسطينية كان يجب على الولايات المتحدة أن تنسق معها وتبلغها بأدق التفاصيل عن عمل هذا الميناء العائم وأهدافه بالضبط دون مواربة.... نحن سنراقب وفي ضوء ذلك سنتخذ أي خطوات عملية نتمكن من اتخاذها  للحيلولة دون تنفيذ أغراض غير  معلنة وتلحق الأضرار بالشعب الفلسطيني وبقضيته الوطنية".

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن من المتوقع أن تبدأ شاحنات في التحرك نحو الرصيف خلال الأيام المقبلة لنقل المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات القادمة عبر الرصيف البحري وستنسق توزيعها في غزة. 

وقالت الحكومة البريطانية إن الدفعة الأولى من المساعدات البريطانية غادرت قبرص في طريقها إلى الرصيف البحري المؤقت على ساحل غزة. وأضافت الحكومة في بيان أن ما يقرب من 100 طن من المساعدات هي الجزء الأول من حزمة المساعدات البريطانية التي تبلغ قيمتها مليوني جنيه إسترليني والتي سيتم تسليمها من قبرص وتوزيعها داخل غزة في أقرب وقت ممكن.

* التنسيق مع السلطة

وردا على سؤال عما إذا كان الجانب الأميركي قد تواصل مع السلطة الفلسطينية، قال الأحمد "في البدايات نعم حصل من جانبهم الاتصال معنا وكذلك كنا نحن على اتصال معهم ولكن تطور الأحداث  خاصة  ما جرى في مجلس الأمن وما جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلق أزمة ثقة حقيقية بيننا وبين الولايات المتحدة، والاتصالات تكاد تكون مقطوعة لا أقول قطعت ولكن بالفعل تكاد تكون غير موجودة نهائيا، ولكن بغض النظر عن أي سبب كان على الولايات المتحدة أن تتواصل وتضعنا وتضع القيادة الفلسطينية في تطور الوضع إلى أن نصل إلى نهايته".

وعن المساعدات ووصولها عبر الرصيف البحري، قال عضو اللجنة التنفيذية لفتح "سبق أن كنا على تواصل ومدير جهاز المخابرات الفلسطيني زار قبرص لهذا الغرض عدة مرات في البدايات. منذ أن بدأ المشروع كفكرة، اتصلنا في قبرص سواء على مستوى المخابرات أو حتى رئيس قبرص نفسه جرى الإتصال معه لهذا وكانوا القبارصة يقدمون تطمينات بأنهم لن يخدعوا الفلسطينيين".

وردا على سؤال حول الدور العربي المحتمل في هذا الإطار، قال الأحمد إن  الدول العربية تحكمها علاقات مع واشنطن وإن الأولوية هي  لوجود موقف عربي واحد من أجل وقف الحرب، وأضاف "رغم ذلك نحن لا نيأس من استمرار بذل الجهود مع أشقائنا في الدول العربية، واليوم ستبدأ القمة العربية في المنامة نأمل أن يكون هذا الموضوع مطروح بقوة على جدول الأعمال، وأن تخرج نتائج إيجابية لصالح أهلنا في غزة". 

وتعقد أعمال القمة العربية اليوم للمرة الأولى في المنامة. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قال إن التدخل الدولي أصبح ضرورة للعودة إلى مسار حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، متهما إسرائيل بارتكاب "تطهير عرقي" في قطاع غزة.

وتشن إسرائيل هجمات وعمليات برية بقطاع غزة منذ أن نفذت حركة حماس وفصائل أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومعسكرات إسرائيلية بمحاذاة القطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.