شبكة أنفاق أسفل "التلة الفرنسية" تربط مستوطنات الأغوار مع غربي القدس

4 أنفاق أسفل "التلة الفرنسية" تربط مستوطنات الأغوار مع غربي القدس

زمن برس، فلسطين:  تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قدم وساق، شق أربعة أنفاق أسفل مستوطنة "التلة الفرنسية" المقامة على أراضي جبل المشارف بالقدس المحتلة، لربط مستوطنات مقامة في غور الأردن و"معاليه أدوميم" مع غربي المدينة، ومنها إلى مدينة "تل أبيب" عبر الطريق الالتفافي (443).

وقبل أكثر من عام، شرعت سلطات الاحتلال بأعمال شق هذه الأنفاق، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال العام 2024 المقبل.

و"التلة الفرنسية" أقيمت عام 1969 باعتبارها ضاحية سكنية داخل الحدود البلدية لمدينة القدس في إطار ما يسمى "القدس الكبرى"، تقع على أراضي لفتا، على طريق القدس– رام الله، ما بين مستوطنتي "عناتوت" والجامعة العبرية شرقي جبل المشارف، وأرضها ملك للفلسطينيين وللدير اللاتيني والحكومة الأردنية.

ويجري حفر الأنفاق الأربعة تحت الأرض بطول إجمالي يبلغ حوالي 4.4 كم وعمق حوالي 40 مترًا، وهي: نفقان باتجاه مستوطنة "معاليه أدوميم"، وبالاتجاه المعاكس بطول 1.5 كيلومتر لكل منهما مساران في كل اتجاه ونفقان باتجاه مستوطنة "بسغات زئيف) وبالاتجاه المعاكس.

حزام استيطاني

المختص في شؤون الاستيطان بسام بحر يقول لوكالة "صفا":" إن إقامة هذه الأنفاق يأتي ضمن مخطط استيطاني إسرائيلي لاستكمال "الشارع الأمريكي" في مدينة القدس بشكل عام".

ويوضح أن المخطط الاستيطاني يهدف لابتلاع كافة أراض شرقي القدس ومحيطها، وربط المستوطنات ببعضها البعض، ومصادرة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية في محيط المدينة المحتلة، وعمل حزام استيطاني يُحيطها من جميع الجهات.

ويشير إلى أنه سيتم بناء جسر في المنطقة المحاذية لمستوطنة "معاليه أدوميم"، وتوصيل الأنفاق أسفل "التلة الفرنسية" مع هذا الجسر، وسيتم أيضًا إقامة أنفاق أسفل بلدة الطور، ووادي قدوم، على حساب منازل الفلسطينيين في المنطقة.

وبحسب بحر، فإن الاحتلال يهدف من إقامة شبكة الطرق والأنفاق والجسور في القدس، إلى إيجاد حزام استيطاني كامل يلتف حول المدينة، وصولًا لتهويدها والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

ويبين أن جرى شق بعض هذه الأنفاق في منطقة "التلة الفرنسية"، بالإضافة إلى شق نفق آخر يمتد من منطقة غرب بلدة أبو ديس مقابل جامعة القدس، وصولًا إلى وادي قدوم والطور، وحتى حاجز الزعيم، وانتهاءً بربطه بأنفاق "التلة الفرنسية".

خدمة الاحتلال

ويضيف أن هذه الأنفاق تخدم الاحتلال ومستوطنيه، وليس التخفيف على المواطنين الفلسطينيين كما يدعون، بل العمل على فصل الفلسطينيين عن المستوطنين من خلالها.

ويحذر المختص في شؤون الاستيطان من خطورة الأنفاق على مدينة القدس، وتهويدها، لأن سلطات الاحتلال تسعى إلى تحقيق مشروع "القدس الكبرى"، الذي يقوم على مصادرة آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في المدينة، وبناء المستوطنات.

وبحسب صحيفة "كول هاعير" العبرية، التي زارت الجزء الذي تم شقه من الأنفاق، فإنه ومنذ نحو أسبوع، اخترق أول نفق تحت الأرض مفترق "التلة الفرنسية" باتجاه مستوطنة "معاليه أدوميم"، ونفق آخر باتجاه "بسغات زئيف".

وأضافت أن "مشروع فصل المستوى جزء من نظام النقل المستقبلي في القدس، والذي يشمل أيضًا توسيع عدد مداخل المدينة".

ولفتت إلى أن المشروع هو من بين مشاريع النقل ذات الميزانية الأكبر التي نفذت في القدس المحتلة ومحيطها في السنوات الأخيرة، وتبلغ تكلفته حوالي 1.2 مليار شيكل.

وزعمت الصحيفة العبرية أن الأنفاق تسهل الحركة باتجاه "معاليه أدوميم" والبحر الميت والمستوطنات المجاورة في كلا الاتجاهين مع اتصال بالطريق السريع رقم 9.

بدورها، ادعت بلدية الاحتلال أن "أهمية المشروع هو أنه سيسمح للركاب بالدخول والخروج من المدخل الشمالي الشرقي للقدس، رحلة أقصر وأكثر راحة وأمانًا، بالإضافة إلى تقليل الازدحام المروري في المنطقة، وتوفير خدمات السكك الحديدية الخفيفة".

وأوضحت أنه يتم تنفيذ المشروع في أحد أكثر التقاطعات مركزية وازدحامًا في القدس، إذ تمر عشرات الآلاف من المركبات يوميًا، مشيرة إلى أن إنشاء الأنفاق يتم باستخدام أدوات ميكانيكية أو انفجارات مضبوطة.