أكاديمي إسرائيلي يقدم رؤيته للتوصل إلى تفاهمات مع حماس

أكاديمي إسرائيلي يقدم رؤيته للتوصل إلى تفاهمات مع حماس

زمن برس، فلسطين:  قدم أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر رؤيته للتوصل إلى تفاهمات مع حركة حماس في غزة والتي تعتمد على الإفراج أولًا عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها في قطاع غزة المحاصر.

وقال زيسر في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية: إنه "بعد أن تم تسوية مسألة تحويل أموال المنحة القطرية لغزة بما يُرضي حركة حماس ودون أن تقدم أي تنازلات بالمقابل، تشير حماس إلى استعدادها لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل".

وأضاف زيسر: "لا يمر يوم دون أن يعلن مسؤولو حماس بأن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل انطلقت على الدرب، وإن كانت لا تزال بمستوى متدن وبوساطة مصرية، بل ويفصلون شروط الصفقة المتبلورة".

وأشار إلى أنه "لا توجد أي مفاجأة في شروط حماس؛ فثمن الصفقة من ناحيتها بقي كما كان، بل وعمليًا يرتفع كلما مرت السنوات".

ولفت إلى أنه منذ صفقة تبادل الأسرى التي تمت عام 1985 بين إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، و"صفقة جلعاد شاليط" مع حماس عام 2011، "اعتادت الفصائل الفلسطينية أن تطلب وتحصل على أكثر مما يمكنها أن تأمل أو تتصور، لأن ’رب البيت جن جنونه‘ بمعنى أن إسرائيل مستعدة لدفع الثمن"، وفق تعبيره.

وتابع زيسر أن "حماس تطالب بتحرير عموم الأسرى الفلسطينيين الذين تحرروا في صفقة شاليط وأعادت إسرائيل اعتقالهم، كما تطالب بتحرير الأسيرات بمن فيهن من أيديهم ملطخة بالدماء، وكل هذا كمقدمة لتحرير آلاف آخرين من الأسرى في السجون الإسرائيلية، كما ينبغي الافتراض، أن حماس ستطلب تحرير أسرى "جلبوع" الستة الذين تحرروا عبر نفق وأعيد اعتقالهم، فقد أكدت كتائب القسام أنه لن تتم صفقة بدونهم".

واعتبر أن "حساسية المجتمع الإسرائيلي لحياة الجنود ليست ضعفا، وبالنسبة لإسرائيل ليست هذه مساومة، بل أسماء محفورة في قلب كل إسرائيلي؛ الملازم هدار غولدن والعريف آرون شاؤول، وأبراهام منغستو وهشام السيد".

وبالنسبة لحماس وفق رؤية الخبير الإسرائيلي، "فالأسرى يخدمون قضيتها، سواء في السجن أو في حالة تحررهم، ومن ثم فليس لحماس أي إحساس بالعجلة لتحريرهم الفوري والسريع، ولهذا وقتها معها، وكذا ثمن الصفقة ثابت وكفيل فقط بأن يرتفع".

وأعرب زيسر عن أسفه الشديد لأن "إسرائيل اختارت أن تلعب في ملعب حماس ووفقًا لشروطها، وفي واقع الأمر هي تخدمها أيضًا؛ لأنها لا تضع إعادة جنودنا الأسرى كشرط لتقدم التفاهمات، بما في ذلك تحويل الأموال لغزة وإعادة بناء القطاع اقتصاديًا"، على حد قوله.

ورأى زيسر أنه "في حال كانت إسرائيل لا تريد صفقة جديدة وسيئة كسابقاتها، فعليها أن تغير قواعد اللعب والملعب، والعودة إلى الأساسيات؛ فبدون إعادة الجنود الأسرى ستتوقف التفاهمات ويتوقف تحويل الأموال وإعمار القطاع".

وكانت "كتائب القسام" -الجناح المسلح لحركة حماس- أعلنت في 20 تموز/ يوليو 2014 أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الجيش الإسرائيلي في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح جنوب قطاع غزة.

وكشف الجيش الإسرائيلي في تموز/ يوليو 2015 اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فرّ إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فُقد بداية عام 2016.

وترفض "كتائب القسام" الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى الإفراج عن الأسرى المحررين في صفقة شاليط كافة، الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم مرة أخرى.