مقال: هل الانتخابات الفلسطينية حقيقية هذه المرة؟

مقال: هل الانتخابات الفلسطينية حقيقية هذه المرة؟

صحيفة "جيروزاليم بوست" - بقلم: خالد أبو طعمة:

يُخاطر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكل كبيرة في الدعوة إلى انتخابات عامة جديدة قبل حل خلافه مع حركة حماس.

عباس يُدرك جيدًا أنه لن يكون قادرًا على إجراء انتخابات رئاسية أو برلمانية طالما ظل الخلاف مع حماس دون حل.

تصاعد الصراع على السلطة بين حركتي فتح وحماس بعد فوز الحركة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية في يناير 2006. ولم يتم تنفيذ العديد من اتفاقيات المصالحة الموقعة بين الطرفين المتنافسين على مدى السنوات الـ 14 الماضية.

في العام الماضي قرر عباس تجديد جهود المصالحة، وأرسل جبريل الرجوب، أمين عام اللجنة المركزية لفتح، لعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولي حماس في تركيا وقطر ومصر، وتوقفت المساعي بعد قرار عباس قبل ثلاثة أشهر بإعادة العلاقات الأمنية والمدنية مع إسرائيل.

ومن المتوقع أن يعود قادة حركتي فتح وحماس إلى القاهرة في الأيام المقبلة لبحث الاستعدادات للانتخابات العامة. ومع ذلك ستركز المحادثات أيضًا على سبل إنهاء النزاع بين فتح وحماس التي لا ينوي قادتها التنازل عن السيطرة على قطاع غزة.

في ظل الفجوة الواسعة بين الجانبين، من الصعب أن نرى كيف سيتمكنون من التوصل إلى اتفاق بشأن إجراء الانتخابات في المستقبل القريب. حماس مدعومة من إيران التي من غير المرجح أن يُفضل نظامها المشاركة في الانتخابات التي تجري تحت مظلة اتفاقيات أوسلو.

إذا فشلت محادثات فتح وحماس في القاهرة، فمن الصعب أن نرى كيف سيتمكن عباس من المضي قدمًا في خطته لإجراء الانتخابات.

لا تزال فتح وحماس بحاجة إلى إيجاد حل لعدد من القضايا الخلافية، ولا يبدو أن لديهما الكثير من الوقت. ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في 22 مايو، بينما من المتوقع إجراء الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو.

بعض القضايا التي يجب حلها: هل تسمح حماس بإجراء انتخابات حرة في قطاع غزة؟ هل ستسمح قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لمرشحي حماس بالعمل بحرية في الضفة الغربية؟

حتى لو تمكنت من إبرام صفقة مع حماس، فسيظل عباس يواجه تحديًا كبيرًا آخر من الداخل. هل فتح قادرة على الترشح كقائمة موحدة أم أنها ستشهد من جديد انقسامًا وانقسام؟ ويطالب العديد من أعضاء فتح منذ فترة طويلة بإنهاء حكم الحرس القديم قائلين إن الوقت قد حان لوجوه جديدة وشابة.

خسرت فتح الانتخابات البرلمانية لعام 2006 لصالح حماس بسبب فشلها في توحيد إجراءاتها وإزالة الشخصيات الفاسدة من قائمتها. بالنظر إلى التوترات المتصاعدة في فتح، لا سيما الصراع على السلطة بين الحرس القديم والحرس الشاب، من الصعب رؤية كيف سيتمكن أعضاؤها من الترشح تحت قائمة واحدة.

هناك تحدٍ آخر يواجه عباس، وهو خصمه محمد دحلان الذي يعيش حاليًا في الإمارات.

في عام 2011، طرد عباسُ دحلان من فتح، على ما يبدو بعد أن لاحظ أن مسؤول فتح الشاب لديه طموحات سياسية.

وأشار دحلان، الذي طالما انتظر فرصة لتصفية حساباته مع عباس، خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أن أتباعه في الضفة الغربية وقطاع غزة يخططون للمشاركة في الانتخابات المقبلة، حتى لو تم استبعادهم من قائمة فتح الرئيسية. يُنظر إلى هذا الإعلان على أنه تهديد كبير لعباس وأنصاره في فتح.

يُعتقد على نطاق واسع أن عباس (85 عامًا) كان يفضل عدم إجراء انتخابات جديدة، لا سيما قبل حل الخلاف بين فتح وحماس أو التخلص من تهديد دحلان.

وقال بعض مساعديه إن عباس أعلن عن الانتخابات فقط لإرضاء الاتحاد الأوروبي والإظهار للإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن أن الفلسطينيين جادون في تنفيذ الإصلاحات وإجراء انتخابات حرة.

في غضون ذلك، لا يبدو أن الجمهور الفلسطيني متحمس لفكرة إجراء انتخابات جديدة، لا سيما في وقت كان الاقتصاد فيه سيئًا للغاية بسبب عمليات الإغلاق بفعل جائحة كورونا. لا يعتقد الكثير من الفلسطينيين المتشككين في نوايا عباس أن الانتخابات ستُحدث تغييرات حقيقية في حياتهم وظروفهم.