سفير فلسطين ببريطانيا: تطبيع الخليج نكسة كبيرة للسلام

سفير فلسطين ببريطانيا: تطبيع الخليج نكسة كبيرة للسلام

زمن برس، فلسطين:  قال السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط، إن الدول العربية بحاجة إلى الفلسطينيين، إذا أرادت سلاما حقيقيا مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أننا "نعلم أن العرب يتعرضون لضغوط للتطبيع، لكن يجب عليهم تحدي ذلك، ودعم حقوقنا".

وتابع زملط: "مهما كانت الدوافع وراء الاتفاقات الموقعة بين إسرائيل ودولتين خليجيتن، فإن إحراز تقدم في السلام، أمر يتعلق بالشعب الفلسطيني"، مشددا على أن تطبيع الخليج مع الاحتلال يشكل "نكسة كبيرة لآمال السلام".

وأكد زملط في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن "حفل الثلاثاء الماضي، كان محاولة يائسة من البيت الأبيض، لإظهار بعض النجاح في السياسة الخارجية، وذلك قبل شهرين من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية".

الضم الزاحف

وأردف قائلا: "ستقدم إدارة ترامب صورا لإسرائيليين وبحرينيين وإماراتيين يقيمون علاقات دبلوماسية، على أنها اختراق للسلام في الشرق الأوسط، رغم أن إسرائيل لم تكن بحالة حرب مع أي من البلدين الخليجيين"، معتقدا أن "الاتفاقيات تمثل دفعة لنتنياهو داخليا، بعد احتجاجات أسبوعية ضده".

وقال زملط إن "إسرائيل تواصل تقويض فرص تحقيق سلام عادل ومنصف عند كل منعطف"، مشيرا إلى أنه "بغض النظر عن الخطط الرسمية الإسرائيلية للضم بالضفة، فإن الواقع على الأرض يؤكد أن تل أبيب تقوم بذلك بشكل بطيء وثابت".

وأوضح أن "هذا الضم الزاحف الذي يحدث أمام أعيننا، مستمر منذ عام 1967، ولا يظهر أي مؤشر على التراجع"، معتبرا أن "السماح لإسرائيل بمواصلة بناء المستوطنات غير القانوني في الأراضي المحتلة على مدى عقود عديدة، هو السبب الوحيد الأكثر أهمية لفشل جهود صنع السلام المتكررة".

ولفت السفير الفلسطيني إلى أن الاتفاقيات الموقعة مؤخرا بين تل أبيب والبحرين والإمارات، لا تعالج مسألة المستوطنات، ولا تلتزم بالاتفاقيات والقرارات الدولية، ولا حتى مبادرة السلام العربية لعام 2002، مؤكدا أن هذه الاتفاقيات لا تؤدي إلا لمزيد من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، والعنف اليومي ضد الشعب الفلسطيني، والحرمان المستمر من حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وذكر زملط أن الإعلان الذي أعلن نية تطبيع العلاقات منتصف آب/ أغسطس الماضي، تعامل مع القدس المحتلة وأماكنها المقسة، كما لو كانت جزءا من إسرائيل، وهي بذلك تنتهك القانون الدولي، الذي يعرف القدس بأنها مدينة محتلة، وتهدد الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وتقوض الوصاية الأردنية.

الطريق القديمة 

واستكمل بقوله: "تقويض للإجماع العربي ومبدأ الأرض مقابل السلام أيضا، ومبادرة السلام العربية، وكل جهد جاد آخر لإحلال السلام"، مضيفا أن "البعض يجادل بأن الطريق القديمة قد فشلت، وأن الوقت قد حان لتجربة شيء جديد".

وشدد على أنه "من الواضح أن إسرائيل لن تنهي احتلالها"، مبينا أنه "كان من الممكن أن تفعل ذلك، إذا أعطيت الحوافز المناسبة، لكن هذه الحوافز أقل الآن بعد أن كافأت الإمارات والبحرين إسرائيل مقابل لا شيء".

ونوه زملط إلى أننا "ندرك الضغوط التي تعرضت لها هذه الدول، لكننا تحملنا هذه الضغوط بأنفسنا، من خلال قطع الإدارة الأمريكية تمويلها عن الحكومة الفلسطينية والأونروا، ونقلها السفارة إلى القدس، وإغلاق البعثة الفلسطينية في واشنطن، عندما كنت سفيرا لدى الولايات المتحدة".

ورأى أن الاتفاقيات الأخيرة "مثال على الخطأ في جميع محاولات السلام السابقة"، موضحا أن "إسرائيل هذه المرة تحصل على شيء مقابل لا شيء، ولم تواجه أي تداعيات على الإخلال بالتزاماتها بموجب الاتفاقات السابقة أو انتهاكها للقانون الدولي".

وقال السفير الفلسطيني إن "نتنياهو يمكنه التباهي الآن بصفقات السلام مقابل السلام"، مؤكدا أنه "بالنسبة للفلسطينيين يعني ذلك استمرار الوضع الراهن، والمزيد من الاحتلال العسكري، والمزيد من العنف والحرمان المستمر من الحقوق الفلسطينية".

ووصف ما يجري بأنه "صورة قاتمة"، لكنه لن يغير أي اتفاق أو محتوى القانون الدولي، أو أن الشعب الفلسطيني ما زال في أرضه، مشيرا إلى أن "السلام الحقيقي لن يحدث إلا عندما يتمكن الفلسطينيون من التمتع بحقوقهم، مثل باقي شعوب العالم".