المحاولة بتخفيف وطأة الصدمة

تل أبيب: استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتانياهو" تصويت الأمم المتحدة على قرار قبول فلسطين عضواً فيها بصفة مراقب، بإطلاق تصريحات متشددة قال فيها إنه من دون قبول الفلسطينيين شروط إسرائيل لن تقوم دولة فلسطينية، وأن القرار الأممي لن يدفع نحو إقامة الدولة بل يبعدها.

وقال: "لن تقوم دولة فلسطينية من دون اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، ومن دون إعلانهم إنهاء الصراع ... ومن دون ترتيبات أمنية حقيقية تحمي إسرائيل ومواطنيها، وكل هذه المسائل لا يأتي قرار المنظمة الدولية على ذكره، وعليه فإن هذه جزء من أسباب رفض إسرائيل القرار".

وتابع أن "السلام يتحقق فقط بتفاهمات تتم في القدس ورام الله، وليس بتصريحات منفصلة تُتَخذ في الأمم المتحدة". وحاول نتانياهو التخفيف من وطأة عناوين الصحف المنتقدة له على "الهزيمة السياسية والديبلوماسية" لإسرائيل، بالقول إنه "لا ينبغي الانبهار من التصفيق الذي سيحصل عليه الفلسطينيون في الأمم المتحدة، وأنا أذكر التصفيق الذي حصلت عليه إسرائيل من المجتمع الدولي حين قررت بشكل أحادي الجانب الانسحاب من غزة ... حصلنا على التصفيق وتلقينا الصواريخ"، إسرائيل خرجت من غزة، وإيران دخلت إليها، الأمر ذاته حصل عند انسحابنا من لبنان".

وتابع مستخفاً ومتحدياً: "لا يعنيني عدد الأصابع التي ستُرفع ضدنا، لا توجد قوة في العالم تجبرني على التساهل في ما يتعلق بأمن إسرائيل، ولا توجد قوة في العالم قادرة على قطع علاقة آلاف السنين بين الشعب اليهودي وأرض إسرائيل".

وأوردت صحيفة "معاريف" أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) رفض طلباً وجهه إليه نتانياهو عبر كل من الولايات المتحدة وفرنسا بالتراجع عن المبادرة الفلسطينية في مقابل موافقة إسرائيل على استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بعد الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجرى بعد أقل من شهرين.

لكن، رغم محاولات نتانياهو وأوساطه تقزيم الاعتراف الأممي بفلسطين، تحدثت وسائل الإعلام العبرية عن صدمة في إسرائيل حيال الجرف السياسي لمصلحة الفلسطينيين المتمثل بعدم التصويت ضد الطلب الفلسطيني، خصوصاً إعلان المانيا أمس عدم معارضتها.

وكتبت إحداها ان موقف المانيا أصدق أصدقاء إسرائيل يجعل من الهزيمة الديبلوماسية التي منيت بها إسرائيل سقوطاً مدوياً. وتابعت أن قرار المانيا "يُبقي إسرائيل وحيدة من دون أي دولة اوروبية تقف إلى جانبها".

ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية اعترافه: "خسرنا اوروبا، أكثر من نصف دولها سيصوت إلى جانب الفلسطينيين".

وحملت وسائل إعلام إسرائيلية على فشل الحكومة وارتباكها في إجهاض المشروع الفلسطيني، ووصفت الادعاء الرسمي بأن القرار في الأمم المتحدة "رمزي لا مغزىً حقيقياً له" بأنه "تغطية لهذا الفشل".

الحياة

_______

س ن