مئات العائلات بسلوان تتخوف من هدم منازلها وتهجيرها

مئات العائلات بسلوان تتخوف من هدم منازلها وتهجيرها

زمن برس، فلسطين:  تتخوف مئات العائلات المقدسية في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك من إقدام بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة على هدم منازلهم بالبلدة خلال المرحلة القادمة، تحت ذريعة البناء دون ترخيص.

ويقول عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب لوكالة "صفا" إن حكومة الاحتلال تخطط لإقامة مشاريع تهويدية بمدينة القدس، وتحديدًا في سلوان، بهدف فرض مزيد من السيطرة على المدينة، وتغيير الوضع القائم فيها لإحلال المستوطنين مكان المقدسيين.

ويضيف أن طواقم من بلدية الاحتلال معززة بعناصر من الشرطة والقوات الخاصة اقتحمت بالأمس البلدة، وتحديدًا أحياء البستان ووادي ياصول، عين اللوزة، ووادي الربابة، وتجولت فيها وبحوزتها خرائط ومخططات وتصوير جوي لكي حي.

ويوضح أن طواقم البلدية قاموا بتصوير بعض المنازل، مما أثار مخاوف السكان من هدم منازلهم خلال الأيام أو الأشهر القادمة، كونها مهددة بالهدم وطرد سكانها منها بأي لحظة.

وبحسب أبو دياب، فإن هناك 100 وحدة سكنية في حي البستان، وأكثر من 600 وحدة في عين اللوزة ووادي ياصول، وأكثر من 100 أخرى في وادي الربابة مهددة بالهدم، تحت ذريعة البناء غير المرخص، حيث تلقى أصحابها أوامر سابقة بالهدم.

ويبين أن نحو 5900 منزل في سلوان تلقوا أوامر هدم إما إدارية من بلدية الاحتلال أو قضائية من المحاكم، وفي حال هُدمت هذه المنازل، فإن 42% من السكان سيتهددهم الرحيل، محذرًا في الوقت نفسه من خطورة ذلك.

ويؤكد أن الوضع السياسي في "إسرائيل" والظروف الراهنة، وكذلك الصمت والتواطؤ العربي ربما يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو لإعطاء أوامره لتنفيذ عملية الهدم، لتكون رافعة له في انتخابات الكنيست القادمة، ولكسب المزيد من أصوات اليمين المتطرف.

وتعتبر بلدة سلوان من أكثر البلدات المقدسية استهدافًا من الاحتلال، كونها تشكل الحاضنة الجنوبية للمسجد الأقصى، وخط الدفاع الأول عنه، وذلك في ظل ما يعانيه من اعتداءات إسرائيلية متواصلة، ووجود مخططات للانقضاض عليه وهدمه وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه.

ويبين أبو دياب أن استهداف الاحتلال للبلدة يأتي لادعائه بأنها "مدينة داوود" وأنها بداية دولة اليهود، وأن فيها الكثير من الأنفاق والآثار الرومانية والبيزنطية والعربية والإسلامية، بالإضافة إلى 18 حفرية فاعلة أسفل البلدة.

ويشير إلى أن هناك الكثير من الأحياء الغربية للقدس ملاصقة لسلوان، وغالبية المشاريع التهويدية والاستيطانية تقام فيها، مثل "القطار الهوائي" ومشروع "كيدم" الاستيطاني وغيرها.

ويهدف الاحتلال من وراء هدم المنازل، لدفع السكان للرحيل وترك المنطقة، بهدف "جعلها مدينة تُحاكي الحضارة اليهودية، وتُروج للرواية التلمودية، ولتكون نموذج لربط العقيدة اليهودية بالقدس، بادعاء أنهم أصحاب الحق". وفق أبو دياب

و"في حال نفذت بلدية الاحتلال أوامر الهدم بالمنطقة، فإن المسجد الأقصى سيكون في عين العاصفة، والضحية لسياسات الاحتلال لأجل تنفيذ مخططاتها فيه".

وحول خطواتهم لوقف عملية الهدم، يقول أبو دياب "استوفينا في بلدية الاحتلال كافة الشروط والإجراءات من أجل وقف الهدم، لكن محاكم الاحتلال رفضت، كما عُقد قبل أسبوعين جلسة في البلدية بين المهندسين والمحامين الذين يترافعون عن سلوان، ومسؤولي البلدية بشأن تمديد فترة الهدم لفترة أخرى، إلا أنهم لم يقبلوا بذلك".

ويضيف "سندافع بكل قوة وبأجسادنا العارية عن منازلنا وبقائنا في القدس، وهذا حق وواجب شرعي ووطني وإنساني".

ويوجه أبو دياب نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان وكافة المؤسسات المعنية بالتحرك العاجل لوقف إجراءات الاحتلال وسياسة هدم المنازل في سلوان.