اسرائيل انتظرت ابرام صفقة شاليط لاغتيال الجعبري
تل أبيب: يؤكد غالبية الخبراء العسكريين الاسرائيلين أن "عملية عمود الغيوم" كانت مقرر منذ فترة طويلة، ولكن توقيت انطلاق العملية كان متعلقا باللحظة التي تتمتلك فيها اسرائيل القدرة على توجيه ضربة معنوية كبرى لجهاز حركة حماس العسكري باغتيال رأسه أحمد الجعبري، الذي تقدمه اسرائيل لجمهورها بصفة رئيس أركان حركة حماس.
وما كان لإسرائيل أن تقدم على اغتيال من كان يمسك بملف جنديها جلعاد شاليط إلا بعد ابرام الصفقة، فباتت فرصة اطلاق العملية العسكرية ضد القطاع متعلقة فقط بتحديد مكان تواجد الجعبري لاغتياله وتلك المهمة كانت موكل بها جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك"، والاستخبارات العسكرية الاسرائيلية "امان" تحديدا وحدة خمسمائة وأربعة، المسؤولة عن تشغيل وتجنيد الجواسيس بالاضافة على وحدة الاستخبارات "وحدة 8200" المتخصصة بالتصنت على خطوط الهاتف وجمع المعلومات عبر طائرات الاستطلاع بدون طيار.
أيضا من بين استعداد الجيش الاسرائيلي لشن هذا العدوان كان تطبيق العبر التي استلخصها من عدوانه الموسع على القطاع عام 2008 ومن الحرب الثانية على لبنان وأهم عبرة طبقها الجيش الاسرائيلي هي عمله المتواصل على تقليص الفترة الزمنية التي يستغرقها تحديد موقع اطلاق الصورايخ صوب اسرائيل.
ولفت المحللون العسكريون الاسرائيليون أن الاستخبارات العسكرية والمخابرات "الشاباك" وصلوا الليل بالنهار منذ "عملية الرصاص المصبوب" من أجل الكشف وتحديد مواقع اطلاق الصورايخ التي استخدمتها حماس والجهاد خلال تصديها للجيش الاسرائيلي وتلك المواقع التي اقامتها حماس والجهاد بعد تلك العملية.
واستبقت اسرائيل اطلاقها لـ"عملية عمود الغيم" عملية تمويه نفذه المستوى السياسي والعسكري الاسرائيلي حيث تظاهر ساسة اسرائيل بأنهم غير مبالين بالمبادرة وسارعوا الى شن عملية عسكرية ضد القطاع من أجل أن يلعب عنصر المفاجئة لصالحها.
زمن برس
_____
ز م / أ م