عناصر من سي آي إي في قبضة حزب الله وإيران

hizbollah

بيروت(أ ب. ا ش ا): أقر مسؤولون حاليون وسابقون في الاستخبارات الاميركية بكشف عشرات الجواسيس من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إي" واعتقالهم في إيران وعلى ايدي "حزب الله" في لبنان.

وبثت شبكة "إي بي سي نيوز" الأميركية للتلفزيون أن ثمة مخاوف لدى الإدارة الأميركية من أن تنفذ في حق هؤلاء الجواسيس عقوبة الإعدام، أو حتى أن يكونوا قد أعدموا فعلاً وذلك استناداً الى مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين تربطهم علاقات بالاستخبارات.

وأوضحت أن أفراداً من "السي آي إي" كانوا يدربون هؤلاء لتكوين شبكتين جاسوسيتين إحداهما تستهدف إيران والأخرى "حزب الله" في لبنان.

ففي بيروت، قال اثنان من العملاء المزدوجين لـ"حزب الله" إنهما يعتزمان العمل لحساب "السي آي إي"، إلى أن علم "حزب الله" بعد ذلك بمكان المطعم الذي يلتقي فيه ضباط الوكالة الكثير من العملاء التابعين لها.

وكشف بعض المسؤولين أن رجال "السي آي إي" اعتادوا ان يلتقوا في أحد الفروع المزدحمة لسلسلة مطاعم "بيتزا هات" الشهيرة في بيروت لتحديد "أماكن المقابلات مع العملاء". ومن هذا المكان تمكنت ذراع الأمن الداخلي لـ"حزب الله" من التعرف على ما لا يقل عن 12 عميلاً، إلى عدد من ضباط "السي آي إي".

وقد بدأ "حزب الله" بعد ذلك كشف عناصر الشبكة، وقت تجاهل ضباط "السي آي إي" ما كان يتوارد إليهم من تحذيرات من أن عملياتهم في لبنان مهددة بالفشل وأصروا على اللقاء في الأماكن المحددة سلفاً.

ووصفت هذه الخطوة بأنها "كسل" من افراد وكالة الاستخبارات المركزية تسبب بأن يجعلها كأنها تقاتل "حزب الله" وهي عمياء.

وبينما كان يتم التعرف على عملاء "السي آي إي" من "حزب الله" من ناحية، كان عملاء الاستخبارات الإيرانية يكشفون الطرق ووسائل الاتصال التي كان يستخدمها عملاؤها في إيران من ناحية أخرى.

وقوبل إعلان كل من "حزب الله" وإيران كشف الشبكتين الجاسوسيتين في تصريحات متلفزة بتجاهل شديد من "السي آي إي" على رغم أن الكثير من التصريحات كان صحيحاً، كما قال أحد المسؤولين الأميركيين.

وعن المخاوف من إمكان قتل هؤلاء العملاء، قال أحد ضباط "السي آي إي" السابقين الذين عملوا ضد "حزب الله" روبرت بير، إن "حزب الله" يعدم أي شخص يثبت تورطه أو حتى يشتبه في تورطه في أعمال تجسس.

وأوضح أحد المسؤولين الحاليين في "السي آي إي" أن سقوط الشبكتين في كل من لبنان وإيران حدث بشكل منفصل، إلا أنه يشكل تراجعاً حاداً للجهود التي بذلت من أجل تتبع نيات "حزب الله" حيال إسرائيل ونشاطات البرنامج النووي الإيراني.

وقد أكد عدد من ضباط "السي آي إي" السابقين أن هذه التطورات تظهر أن ثمة "نقصاً في الاحتراف" تعانيه الاستخبارات الأميركية في الوقت الحاضر، وهذا ناتج عن فقدان الحاسة الجاسوسية واتخاذ الضباط طرقاً مختصرة لبلوغ أهدافهم.

وكان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أعلن في حزيران الماضي، كشف الحزب جاسوسين تابعين لـ"السي آي إي" اخترقا صفوف الحزب. لكن السفارة الاميركية في لبنان نفت ذلك رسمياً. اما الآن، فإن المسؤولين الاميركيين أقروا بأن نصرالله لم يكن يكذب، وان الضرر انتشر مثل الفيروس بعدما اعتقل "حزب الله" العملاء الأميركيين.

وقال المسؤولون الاميركيون ان الضرر الذي لحق بشبكة "السي آي إي" في لبنان، كان اكبر من العادة.

ويبقى من غير الواضح ما اذا كان اي شخص قد تحمّل او سيتحمّل مسؤولية منذ اخفاق جهاز مكافحة التجسس او ما اذا كان الحادث سيؤثّر على قدرة "السي آي إي" على تجنيد عملاء في لبنان.

وينتظر مسؤولون استخباريون حاليون وسابقون كيف سيعالج المدير الجديد لـ"السي آي إي" ديفيد بيترايوس هذا الاخفاق، اذ يعرف عن هذا القائد السابق للقوات الاميركية في أفغانستان والعراق انه يمتلك معايير دقيقة في محاسبة الاشخاص المسؤولين.