معاريف: شكل جديد من العمليات الفلسطينية في المواجهة القادمة
زمن برس، فلسطين: قال الكاتب العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف شاؤول شاي إن المواجهة العسكرية المقبلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد لا تكون كسابقاتها، وذلك على ضوء وصف موجة العمليات الفلسطينية الأخيرة بالانتفاضة، وقد حان الوقت لأن تتصور إسرائيل شكلا جديدا لموجة العمليات الفلسطينية.
وتطرق شاي، وهو رئيس قسم البحث بمعهد السياسات الإستراتيجية في هرتزيليا، لموضوع انتفاضات الفلسطينيين بالقول إن الانتفاضة الفلسطينية الأولى نتج عنها سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين بصورة شبه مطلقة، في حين أن غالبية الفلسطينيين وقعوا تحت سيطرة السلطة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية، وهو ما قد يشير إلى أن المواجهة القادمة لابد أن تكون مختلفة عن سابقاتها، سواء في الأسلوب أو التأثير أو الأدوات التي سيستخدمها الفلسطينيون.
وأضاف الباحث الإسرائيلي أن مصطلح الانتفاضة تحول إلى جزء أساسي من القاموس الفلسطيني نتيجة ما شهدته الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1987، ومنذ بدء اندلاع اتفاضة الأقصى الثانية بين عامي 2000 و2005، وصولا إلى موجة العمليات التي بدأها الفلسطينيون منذ عام ونصف عام وأسموها انتفاضة النار.
وأكد شاي أن تتبع الانتفاضات الثلاث يفيد بوجود فروق عديدة بينها، فانتفاضة الحجارة كما يسميها الفلسطينيون امتازت بالمشاركة الشعبية الواسعة فيها دون وجود أهداف مركزية محددة لها من البداية، واتسمت ببعدها المدني السلمي، مع انتشار كبير للمظاهرات الجماهيرية واستخدام واسع للسلاح الأبيض.
وقد أسفرت الانتفاضة الأولى في الوقت ذاته عن سقوط خسائر كبيرة لدى الفلسطينيين، ورغم حدوث بعض العمليات المسلحة فإن عددها كان متواضعا قياسا بالمواجهات الشعبية، وقد توقفت الانتفاضة الأولى مع توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.
وأوضح شاي أن الفلسطينيين يعتبرون انتفاضتهم الأولى نجاحا تاريخيا لهم لأنها كشفت عجز إسرائيل عن إخضاع هذه الهبة الشعبية رغم تفوقها العسكري، وأفضت في الأخير إلى إقامة السلطة، لأنها أدت إلى تجنيد الدعم الدولي لصالح الفلسطينيين، ونزع الشرعية عن إسرائيل.
وعن الانتفاضة الثاني، قال شاي إنها كانت مختلفة كليا عن سابقتها، فقد بدأت في سبتمبر/أيلول 2000 بمبادرة فلسطينية، واتسمت باستخدام غير مسبوق للسلاح الناري وظاهرة الاستشهاديين.
وعمت هذه العمليات جميع أرجاء الداخل المحتل، وشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية، في حين كانت المشاركة الشعبية محدودة، وكان ثمن هذه الانتفاضة الثانية من الخسائر البشرية لإسرائيل هو الأكبر منذ حرب عام 1948.
ويرى الباحث الإسرائيلي أنه بعد اندلاع الهجمات الأخيرة منذ أكتوبر/تشرين الثاني 2015، سارع الفلسطينيون إلى وصفها باستخدام مصطلح الانتفاضة من أجل الحصول على الدعم الدولي.
ويخلص شاي إلى أنه رغم الفروق بين الانتفاضات الثلاث لكن الأوساط الإسرائيلية -لاسيما الجيش- بذلت جهودا لمعرفة طبيعتها، وذلك لأن الانتفاضات بقيت عالقة في الوعي الجمعي الإسرائيلي بوصفها أحداثا مؤلمة، ولا يجب تناسيها دون الوقوف على أهم مؤشراتها وقواسمها المشتركة.