هل وجه أبو مازن الضربة القاضية لدحلان في المؤتمر السابع؟
زمن برس، فلسطين: قال محللون سياسيون إن مؤتمر حركة فتح السابع شكل محطة مهمة في الصراع بين الرئيس محمود عباس والنائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان، إذ استطاع عباس توجيه "ضربة قوية" لتيار دحلان، فيما اعتبر آخرون أن المعركة لم تحسم بعد.
الباحث والمحلل السياسي حمزة أبو شنب قال في حديث مع "عربي21"، إن خيارات القيادي المفصول دحلان محدودة جدا وضيقة، كما أن خياراته لن تخرج عن كونها تيارات ضغط داخل حركة فتح.
وأضاف أبو شنب: "سيحاول دحلان التأثير على نتائج ومخرجات مؤتمر حركة فتح، من خلال إحداث مناوشات وإشكاليات داخل الأقاليم".
وتابع "لن يستطيع الذهاب لتشكيل حالة جديدة، كما أن فرصته بعقد مؤتمر موازي بقوة المؤتمر المنعقد في رام الله ستكون صعبة، لذلك ستكون خياراته باتجاه واحد وهو الضغط على كوادر فتح من خلال التأثير عليهم، عبر التحريض لإثبات حضوره بصورة مستمرة ومتواصلة."
وأشار أبو شنب إلى تجربة سابقة لأبو مازن نفسه عندما كان رئيسا للوزراء عام 2003، حيث استقال من منصبه، وتم إقصاؤه وبقي بعيدا عن القرار والتأثير إلى ما بعد وفاة الرئيس الراحل أبو عمار. وذكر أبو شنب أن أبو مازن عاد أكثر قوة إلى داخل حركة فتح.
وقال إن أبو مازن نجح في إقصاء دحلان وتياره في هذه المرحلة بصورة تامة، وأظهره بأنه خارج حركة فتح، وأكد أنه "نجح بأن يعقد المؤتمر دون أي معارض لسياساته".
وأضاف "على الرغم من أن أبو مازن تخلص في المؤتمر من كل مناوئيه بضربة واحدة، لكنني لا أعتقد أن ذلك تم بالضربة القاضية، لأن دحلان ما زال يمتلك بعضا من أوراق القوة ولديه حضور تنظيمي".
وختم أبو شنب حديثه قائلا: "دحلان لن يستسلم أو ينتهي، وسيشكل إزعاجا وضغطا مستمرا على أبو مازن".
من جهته، قال المحلل السياسي هاني المصري في حديث مع "عربي21"، إن الرئيس نجح في إبعاد دحلان حتى إشعار آخر، ووصف ما حصل بالضربة القوية.
وأضاف: "هذا الإبعاد يمكن أن يكون إلى الأبد وقد يكون إلى حين، وهو يتوقف على التطورات التي ستحدث بعد ذلك، خاصة ما سيحدث في الأيام الأخيرة للمؤتمر فمن سيسقط ومن سينجح، وما هي ردة فعل مصر والأطراف العربية في اللجنة الرباعية إزاء هذا الموقف".
وأوضح المصري أن ترقب موقف اللجنة الرباعية العربية مهم، وتساءل: "هل ستتبنى دحلان، أم ستتقبل ما حصل من ضربة ضدها في مؤتمر فتح وتتعامل مع أبو مازن، أم ماذا؟"
وقال إن هنالك مبالغة في موضوع دحلان، وأضاف: "لو كان يمتلك قوة ما لظهرت في هذه الأيام".
ووصف المصري أن أكثر من نصف قوة دحلان كانت نابعة من إيمان الكثيرين بأنه قادم بعد أبو مازن، وذلك ما لم يعد واردا في الحسبان في المدى المنظور على الأقل.
وأوضح أن كثيرا من مؤيديه سيعيدون النظر والحسابات بأن دحلان قد لا يعود إلى فتح.
وختم حديثه قائلا: "اليوم نرى أن الأردن والسعودية ليستا متحمستين جدا لعودته، فيما مصر والإمارات- وهم من أبرز الداعمين لدحلان- ستقومان بالتفكير في حل سياسي بالطبع، خاصة أن سياسة أبو مازن هي النهج ذاته وليس معاديا لهم"
بدوره، قال المحلل السياسي د.ناجي شراب إن أيا من القرارات التي ستخرج بالمؤتمر لا تمتلك القدرة على توجيه ضربة قاضية لدحلان.
وأضاف شراب: "من خلال متابعتي للحركة وتطوراتها في قطاع غزة، فإن هذه المسألة لم تعد مسألة شخص أو فرد، بل تحولت لتيار وعدد كبير من غير الراضين عن المؤتمر، وذلك ليس مقتصرا على غزة وحدها وقد يمتد ليصل لمناطق أخرى."
وأشار إلى أن الوفود الدولية التي وُجدت في المؤتمر، كانت تأييدا لحركة فتح بتاريخها النضالي، ووصف غالبية الوفود بأنها لا تعرف أبعاد الخلافات الداخلية لفتح.
وتوقع شراب ألا تتضمن خيارات المستبعدين الانشقاق أو الانفصال عن الحركة، ووصفهم بأنهم يدركون أهمية وحدانية فتح.
وقال إن ما وصفه "بالتيار الإصلاحي" بدأ بالتبلور بشكل تنظيمي، وسيكون له فعاليات وقوة ضاغطة مستمرة في الداخل والخارج، ولا يمكن للمؤسسات الجديدة الفتحاوية تنامي هذا التيار المتنامي.
وختم شراب حديثه قائلا: "هذا التيار قد يخلق إطارا عربيا حاضنا ودافعا لخروج مبادرات، ولكنها تبدو بعيدة المنال في الوقت الراهن."