مجددا ..تبادل الاتهامات حول مقتل رابين

زمن برس، فلسطين: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت أن عملية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين كانت "عملية اغتيال سياسي مفجع يتوجب علينا جميعا استنكارها وشجبها"، وذلك في أول ردّ رسمي له على تصريحات أفراد في حزبه بينهم رئيس الائتلاف الحكومي والذي ادعى أن عملية الاغتيال لم تكن سياسية.

هذا ورابين هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وقّع على اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين وحاز على جائزة نوبل للسلام في العام 1994، قبل أن يغتاله اليهودي المتطرف اليميني يجئال عامير في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1995. علما أنه أكد أكثر من مناسبة أنه لا يزال يعتقد بأن اغتيال رابين كان عمليا شرعيا بغية القضاء على عملية السلام الإسرائيلية -الفلسطينية.

وفي منشور له على صحفته الرسمية على موقع فيسبوك قال نتنياهو إنه "منذ عملية القتل هناك محاولات متكررة لتحريف الحقيقة التاريخية ونسب التحريض قبيل مقتله لي. إليكم بعض الأمثلة لاستنكاري المسبق لهذه التصريحات الحقيرة والمحتقرة الموجهة ضد رابين". وأرف بالمنشور فيديو يوثق بعض الخطابات التي كان ألقاها قبيل مقتل رابين وفيها يقول لداعميه إن "رابين هو خصم سياسي ولكنه ليس العدو".

وكان رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست دافيد بيتان قد انتقد الأسبوع المنصرم ذكرى رابين قائلا إن اغتياله "لم يكن اغتيال سياسي"، مشيرا الى أنه لن يشارك بأي حدث أو فعالية في ذكرى مقتله. وقال "لم يكن اغتيال سياسي، ولم يكن له علاقة بالسياسيين أبدا، وإنما بعملية قتل نفذها شخص ينوي القضاء على عملية". ورغم ذلك قال بيتان الذي ينتمي لحزب الليكود برئاسة نتنياهو، عشية الذكرى السنوية لمقتل رابين إنه كان يفترض بالدولة تمويل تنظيم المظاهرة في تل أبيب والتي تولى هذا العام تمويلها وتنظيمها حزب "المعسكر الصهيوني" الذي يضم حزب العمل الذي تزعمه رابين في الماضي.

ويعتبر التحريض السياسي من قبل قادة اليمين المتطرف قبيل اغتيال رابين وانتقادهم لرابين شخصيا بسبب التوقيع على اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين، سبب رئيسي أدى الى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق. ويشير باحثون إسرائيليون الى مظاهرة في شهر ترشين الأول/ أكتوبر 1995 في القدس قبيل مقتل رابين بأيام، حيث رفع المتظاهرون لافتات وشعارات وصور لرابين برداء قميص "اس اس" (الشرطة النازية السرية)، وهتف المتظاهرون من اليمين المتطرف حينها "الموت لرابين". ويتهم البعض رئيس الوزراء الحالي وزعيم المعارضة في ذلك الوقت بنيامين نتنياهو بأنه أهمل الموضوع ولم ينتقد هؤلاء المتظاهرين في ذاك الوقت.

وكان قد نفى زعيم المعارضة وزعيم حزب المعسكر الصهيوني، إسحاق هرتسوغ أي احتمال للانضمام للحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. بل وهاجم في خطاب ألقاه خلال المظاهرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لفشله في استنكار التحريض على العنف من قبل متطرفي اليمين في أكثر من مناسبة منها تهديدات اليمين لعدد من الوزراء السابقين والصحافيين وقضاة محكمة العدل العليا.

وقال زعيم المعارضة اسحق هرتسوغ "لا نضيء شمعة هذا المساء بل نقاتل من أجل ديموقراطيتنا". وأضاف "في الفترة الأخيرة تم تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأنا أرى رئيس وزراء يعلن حربا على الديمقراطية". وأشار هرتسوغ في كلمته إلى أنه قبل 21 سنة، "وعدوا (اليمين المتطرف) بمحاسبة أنفسهم، ولكنهم وبعد 21 عاما لا يزالون يعصبون أعينهم، ولا يزال التحريض مستمر. الكراهية هي كراهية والتحريض هو تحريض".

وردت حينها عضو الكنيست تسيبي ليفني -شريكة هرتسوغ بالقول "نحن هنا اليوم لأجل منع الاغتيال السياسي المقبل، وبالفعل، مقتل رابين كان عملية اغتيال سياسي".

وسيشارك نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين يوم غد الأحد بحفل الذكرى السنوية الرسمي لأسحق رابين وزوجته ليئا في جبل هرتسل بالقدس.

وهدفت اتفاقات أوسلو الى التمهيد لقيام دولة فلسطينية مستقلة. لكن عملية السلام اليوم معطلة تماما فيما يستمر الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ويمضي يغال عمير الذي اغتال رابين عقوبة بالسجن مدى الحياة.

وانقسم الإسرائيليون بشدة حيال توقيع اتفاقات أوسلو والدعوة الى انسحاب الجنود الإسرائيليين من قسم من الأراضي الفلسطينية والمصافحة التاريخية بين رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على مرأى من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في 13 أيلول/ سبتمبر 1993.