متحف ياسر عرفات يفتح أبوابه أمام الجمهور في العاشر من الشهر الجاري

 زمن برس، فلسطين: أنهت طواقم مؤسسة ياسر عرفات ومتحف ياسر عرفات استعداداتها للافتتاح الرسمي لمتحف ياسر عرفات بحضور سيادة الرئيس محمود عباس والمقرّر في التاسع من الشهر الجاري، فيما ستُفتح أبواب المتحف أمام الزوار والجمهور في العاشر من الشهر الجاري.

 وخلال حفل استقبال نظّمه مُتحف ياسر عرفات، أثنى د. ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات على جهود موظفي وطواقم المؤسّسة والمتحف طيلة السنوات الماضية، وحضر الحفل كلّ من د. نبيل قسيس رئيس لجنة متحف ياسر عرفات و د. أحمد صبح مدير عام مؤسسة ياسر عرفات والسيد محمد حلايقة مدير متحف ياسر عرفات، ولفيف من الموظفين والمختصين المشرفين على تصميم عرض المتحف.

 وقال د. القدوة أن اللجنة المشرفة على المتحف تضع اللمسات الأخيرة قبيل الافتتاح الرسمي الذي سيتزامن مع حلول الذكرى الثانية عشرة لرحيل القائد ياسر عرفات، موضحاً أن متحف ياسر عرفات سيكون موطناً لتخليد الذاكرة الوطنية المعاصرة وروايةً للحركة النضالية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشرين وحتى تاريخ استشهاد القائد الراحل ياسر عرفات، وذلك من خلال التعريج على مسيرة عرفات باعتباره الفصل الأطول من فصول الحركة النضالية الفلسطينية.

 وأوضح د. القدوة أن تدشين المتحف يأتي في وقت بات فيه المواطن الفلسطيني متعطّشاً للسلام والتحرّر وإنجاز الوحدة الوطنية، الأمر الذي يجسده المتحف عبر معروضاته من مقتنيات وصور تحكي إرث عرفات وتخلّد ذكرى هذا القائد الذي استشهد مدافعاً عن وطنه وشعبه ومنادياً بالسلام حتى الرمق الأخير. مؤكداً أن متحف ياسر عرفات سيكون بمثابة المزار الفلسطيني الوطني لكل شبل ولكل زهرة ولكل مواطن ولكل صديق لفلسطين، كما سيكون عنواناً رئيسياً لكل باحث عن الرواية الفلسطينية المعاصرة.

وأشار د. القدوة إلى أن أهمية متحف ياسر عرفات تكمن في كونه متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، حيث ينقل المتحف الرواية الفلسطينية إلى شعوب الأرض قاطبة، كما أن تصميم المتحف المتناسق مع المكان، وموقعه ما بين ضريح الشهيد ياسر عرفات ومعقله الأخير الذي قضى فيه أيام الحصار، والذي شهد معركة ياسر عرفات الأخيرة قبل استشهاده؛ يروي حكاية فصل مهم في تاريخ مسيرة النضال الفلسطينية، مما يشكل مصدراً هاماً لزوّار المتحف سواءً من أبناء الشعب الفلسطيني أو من الزوّار القادمين من مختلف دول العالم للتعرّف على روايتنا الفلسطينية عن هذه المرحلة وللتفاعل معها.

 

ومن جانبه أوضح د. نبيل قسيس أنه وخلال السنوات السابقة قامت مؤسسة ياسر عرفات بجمع واستعادة ما أمكن من الوثائق، والصور، والفيديو، والمواد الصوتية المتعلقة بياسر عرفات وعمله، حيث سيُعرض جزء من هذه المواد في مسارات وأركان المتحف، فيما ستكون بقية المواد متوفرة لزوار المتحف في مركز المعلومات، منوهاً أن عملية جمع المواد ما زالت مستمرة.

 وأضاف د. قسيس أنّ المتحف سيعرض صوراً نادرة وبعض من مقتنيات الشهيد ياسر عرفات إضافة إلى زوايا تم إعدادها لعرض بعض المشاهد البانورامية، إلى جانب شاشات العرض والتي ستعرض أفلاماً قصيرة تروي بعض أهم المحطات في سيرة الشهيد ياسر عرفات.

 بدوره قال د. أحمد صبح أنّ متحف ياسر عرفات سيحمل رسائل مهمة للأجيال المعاصرة والقادمة، حيث يؤرخ النضال الفلسطيني منذ العام 1900 وحتى تاريخ رحيل القائد أبو عمار في العام 2004، ليكون بمثابة فضاء ثقافي وتعليمي وتفاعلي يمنح الزائر فرصة للتعرف على حكاية شعب شهد العديد من فترات حكم مختلفة، وثورات متعاقبة، مروراً بمرحلة التهجير والنكبة والنكسة، ومن ثم مرحلة الانتفاضة الشعبية، ومرحلة السلام وقيام السلطة الفلسطينية، وحتى مرحلة الانتفاضة الثانية وحصار ياسر عرفات واستشهاده.

وحول تصميم المتحف لفت د. صبح إلى أن هوية المتحف تأتي متناسقةً مع روح المكان حيث يقع ضريح الشهيد ياسر عرفات ومقرّه الأخير، وقد تمّ تصميم المتحف من قبل المهندس المعماري الفلسطيني الراحل جعفر طوقان، فيما قام المهندس حسين الشابوري بتصميم العرض المتحفي، كما قام السيد فريد أرملي بابتكار شعار المتحف، وأوكلت مهام تصميم الهوية البصرية للمتحف إلى مكتب طارق عتريسي.

من جهته أكد السيد محمد حلايقة إلى أن معروضات المتحف ستتوزع عبر مسارات متصاعدة لتصل إلى جسر يربط ما بين مبنى المتحف ومقر الشهيد ياسر عرفات، والذي تُرك على حاله ليكون شاهداً على حقيقة ما جرى في تلك المرحلة، مع إدخال بعض التحسينات اللوجستية للحفاظ على المكان ولتمكين الزوار من السير بسلاسة فيما يتعرفون على حياة الراحل ياسر عرفات وموروثه عن قرب.

وأضاف حلايقة أنه تم تصميم العرض بالاعتماد على أحدث الوسائل التكنولوجية مما يشجّع الزوار على التفاعل مع الرواية، كما يضمّ مركز معلومات إلكتروني ومكتبة صغيرة متخصّصة، هذا بالإضافة إلى صالة متعددة الأغراض وصالة معارض ستستخدمان لعرض أنشطة متنوعة وورش عمل ولقاءات لتبحث تلك المراحل المهمة من تاريخ النضال الفلسطيني في القرن العشرين وسيرة الشهيد ياسر عرفات.